واشنطن - جو معكرون
حذر مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أمس، من أن الولايات المتحدة ستعتبر أي نقل لصواريخ laquo;سكودraquo; من سوريا إلى حزب الله عملا خطيرا، مشيراً إلى أنها ستبقي laquo;جميع الخيارات مطروحة على الطاولةraquo; في حال ثبت ذلك، في وقت بدأ العمل في مجلس النواب على مشروع قانون يدين نقل صواريخ laquo;سكودraquo; إلى حزب اللهraquo;، ويدعو إدارة الرئيس باراك اوباما إلى تعزيز العقوبات على سوريا.
وفيما امتنع فيلتمان عن تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تأكدت من حدوث أي نقل لصواريخ laquo;سكودraquo; من سوريا إلى laquo;حزب اللهraquo;، اعتبر أنّ laquo;جميع الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة عند النظر إلى هذا الأمرraquo;، مضيفاً أنه laquo;اذا اتضح ان هذه التقارير صحيحة فانه سيتعين علينا مراجعة جميع الادوات المتاحة لنا من اجل حمل سوريا على التراجع عن اجراء مستفز متعمدraquo;. وتابع: laquo;نحن لسنا سلبيين. نحن ننتظر ونحلل ان كانوا سيفعلون ذلك أم لاraquo;.
على عكس عادته، كان فيلتمان حيويا بتعبيراته الجسدية، حيث دافع عن سياسة إدارته أمام نواب يجمعون بين الغزل بإسرائيل والهلع من إيران في القاعة رقم 2172 في مبنى laquo;رايبورنraquo;، حيث عقدت اللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط وجنوب آسيا برئاسة النائب غاري أكيرمان جلسة استماع تحت عنوان laquo;لا مهادنة ولا تحسن: آفاق الانخراط الأميركي مع سورياraquo;، وذلك لاستكشاف مدى الممانعة الأميركية في واشنطن لقرار الانفتاح الخجول على سوريا.
وأشار فيلتمان إلى أنّ حل قضية الجولان المحتل سيعالج قضية سلاح laquo;حزب اللهraquo;. وقال
إنّ laquo;سوريا ليست إيرانraquo;، موضحاً أنّ دمشق لا تدعو إلى إزالة إسرائيل، ولديها تاريخ من المفاوضات مع الإسرائيليين. وأضاف أن laquo;الحسابات مختلفةraquo; بين طهران ودمشق، متسائلا ما إذا كان التقارب السعودي السوري سيؤدي إلى laquo;تشنجraquo; في العلاقات السورية الإيرانية، ومعتبرا أن سوريا تترك كل خياراتها مفتوحة في هذه المرحلة.
وأشار فيلتمان إلى أنّ سوريا laquo;لا تحب العقوبات التي نفرضها عليهاraquo;، لكنه رأى أن بوسع واشنطن استخدام هذه الورقة في الحوار مع دمشق. وأكد أن مسألة تعيين سفير أميركي في سوريا لم ترد يوما في الحوار بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية، وأن النقاش مع سوريا حول إيران laquo;صعب، ونحن نختلف في العمقraquo;.
وأضاف انّ الرئيس السوري بشار الأسد laquo;يرتكب خطأraquo; بالاستماع إلى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حيث شدد على أهمية ان يستمع الأسد أيضا إلى وجهة النظر الأميركية من خلال سفير على الأرض.
وذكر بأنّ وزارة الخارجية أوصلت هذه الرسالة إلى السفير السوري عماد مصطفى في شباط الماضي، وبعدها مجلس الأمن القومي في أوائل شهر آذار كما حمل وكيل وزيرة الخارجية وليم بيرنز هذه الرسالة خلال زيارته لسوريا، معتبرا أن مصطفى laquo;إما أنه لم يستمع أو لم يوصل الرسالةraquo; إلى القيادة السورية. واللافت ان فيلتمان تحدث عن laquo;صواريخ باليستيةraquo; فقط وليس صواريخ laquo;سكودraquo;، حتى بعد محاولة اكيرمان توضيح هذا الأمر.
وقالت مصادر سورية لـlaquo;السفيرraquo;، ردا على تصريح فيلتمان في الكونغرس، ان laquo;الموضوع اكبر مما قيل أو لم يقل. الموضوع هو ايجاد توتر في المنطقة قد يؤدي إلى عدوان إسرائيلي على احد الأطراف. السفير السوري كان يصغي ويوصل الرسالة في كل مرة، وكان يؤكد للطرف الأميركي ان هذه مزاعم وأكاذيب إسرائيلية يجب على الولايات المتحدة ان لا تنجر وراءها لأنها ستؤدي إما إلى إحراج كبير للولايات المتحدة، أو إلى ما هو اخطر، أو إلى حرب مقبلةraquo;.
كما تحدث فيلتمان عن الانفتاح الأوروبي والتركي والسعودي على سوريا قائلا إنّ laquo;مقاربتنا السابقة في محاولة عزل سوريا في المجتمع الدولي حالت دون قدرتنا على صياغة إجماع دولي والتحدث بصوت واحد.
وأشار المسؤول الأميركي إلى ان الإدارة الأميركية تود المصادقة على تعيين روبرت فورد في اقرب وقت ممكن laquo;لأن إرسال السفير أداة وليس جائزةraquo;. وأضاف laquo;نريد ان نراه هناك الآن ليسمح لنا ان نكون أكثر فعالية في دبلوماسيتناraquo;. ورأى فيلتمان ان هناك laquo;مصالح أميركية طويلة الأمد مع سورياraquo;، في إشارة إلى العراق والسلام في الشرق الأوسط. وقال فيلتمان إنّ laquo;سياستنا حازمة، سيادة لبنان تعود إلى اللبنانيين. هذه واحدة من القضايا الجدية التي علينا ان نتعامل مع سوريا حولها يومياraquo;. مشيراً إلى أنّ laquo;أعمال حزب الله في لبنان وفي الخارج تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ولا تتماشى مع العملية الديموقراطية في لبنان، وتذكي التشنجات الطائفية، وتطلق شرارة النزاع المتجدد في المنطقةraquo;.
وأضاف laquo;لقد رأينا أسلحة حزب الله ودعم سوريا لدوره كقوة مسلحة ومستقلة في لبنان كتهديد لكل من إسرائيل ولبنان، وعائق رئيسي لتحقيق السلام في المنطقةraquo;. وتحدث عن laquo;مصالح متناقضةraquo; داخل لبنان في المرحلة الأخيرة، في إشارة إلى الزيارات السورية اللبنانية المتبادلة.
وقد طرح النائب اليوت انغل، بالتعاون مع زميله مارك كيرك، مشروع قرار في مجلس النواب، حصلت laquo;السفيرraquo; على نسخة منه، ويدين نقل صواريخ laquo;سكودraquo; الى حزب الله، حيث يدعو اوباما laquo;ليس إلى إعادة تقييم لتعيين روبرت فورد سفيرا في سوريا فحسب، بل ايضا تعزيز كل العقوبات التي فوّضها قانون محاسبة سورياraquo;.
ويحث مشروع القانون الادارة الأميركية على laquo;العمل مع حلفائنا لزيادة الضغوط الدولية على سوريا لدعمها المجموعات الارهابية واستخدام كل الادوات في متناولها لزيادة الضغط على النظام السوري للامتثال لالتزاماته الدولية وانهاء رعايته للارهابيينraquo;. واعتبر انغل ان laquo;صواريخ سكود الايرانية تعرّض الاميركيين كما الاسرائيليين للخطر، وتقوّض استقرار الشرق الاوسط وهي تهديد وجودي لاسرائيل واستقلال لبنانraquo;، مشيرا الى ان هذه الصواريخ laquo;استخدمها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال عملية العسكرية ضد اسرائيل في حرب الخليج الاولىraquo;.
التعليقات