في محاولة لإعادة الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية من سجنه بأميركا

القاهرة -عبد الستار حتيتة


قالت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر، المسجون في الولايات المتحدة الأميركية منذ 15 عاما، laquo;إن قطر وافقت على التوسط مجددا لدى الولايات المتحدة الأميركية للإفراج عن الشيخ المصري الضرير للمرة الثانية خلال نحو ثلاث سنوات.. بعد أن تعثرت محاولتها الأولى مع الإدارة الأميركية السابقة.
ولم يتسن لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; التأكد من هذه المعلومات من مصادر قطرية مسؤولة، لكن عمار نجل الشيخ عمر عبد الرحمن أكد laquo;أن هذه المعلومات صحيحة، وأن السفير القطري في مصر لديه علم بالوساطة التي طلبتها أسرة الشيخ عبد الرحمنraquo;، وأشار إلى أن الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يلعب دور الوسيط بين الأسرة والجانب القطري.

في غضون ذلك، التقت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن أمس مع أبو عمر المصري المعروف باسم laquo;شيخ ميلانوraquo; وطلبت منه قيادة حملة إعلامية لإطلاق والدهم.

وأبو عمر المصري هو ناشط إسلامي صاحب قضية الاختطاف الشهيرة التي نفذها عملاء مخابرات غربيون ضده في شوارع روما بدعوى ضلوعه في laquo;تصدير مقاتلين للعراقraquo;.

وقالت مصادر مقربة من الاتصالات الجارية بين مختلف الأطراف المعنية بأزمة الشيخ الضرير: laquo;إن قطر يبدو أنها ستحاول مجددا مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لأنه سبق لها بذل محاولة لنقل الشيخ عبد الرحمن من سجنه في أميركا لأحد سجون الدوحة في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وبالتوازي مع تصريحات المصادر، أكدت أسرة الشيخ عبد الرحمن استعداد قطر لاستقباله حال رفضت مصر السماح له بالإقامة فيها.

ومن جانبه أفاد عمَّار عمر عبد الرحمن، الذي يبلغ من العمر 25 عاما ولم ير والده منذ كان عمره خمس سنوات، laquo;أن الشيخ يوسف القرضاوي قام بالتوسط لدى أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، للتوسط في الموضوع.. وأضاف: laquo;القرضاوي أخذ موافقة من السفير القطري في مصرraquo;. وتابع قائلا: laquo;بدا لنا أن مصر ليس لديها استعداد في الوقت الحالي لاستقبال والديraquo;.

وتحدث عن صحة والده مؤكدا laquo;أن صحته تدهورت بشكل خطير، وأنه لم يعد قادرا على تحريك أناملهraquo;. وأشار عمَّار لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; أمس إلى أن والده تحدث إلى زوجته الأولى في مصر خلال الأسبوع الماضي، وأكد لها تدهور صحته بعد تزايد مضاعفات laquo;أمراض السكري وضغط الدم، إضافة إلى أنه قعيدraquo;.

وأضاف معلقا: laquo;كلما استمر وجود أبي في الزنزانة تزداد حالته سوءا.. فهو قعيد منذ نحو 7 سنوات، ولا يمشي إلا على مقعد متحركraquo;. وجزم عمار بأن والده laquo;لا يلقى الاهتمام الواجبraquo;، حيث laquo;تطول أظافر يديه وشعره بشكل كبير ويُترَك على هذا الوضع عدة أشهرraquo;، وقال إن والده لم يعد قادرا على ممارسة عادة القراءة بطريقة برايل (باللمس) حيث لم يعد يشعر بأنامله.

إلى ذلك يدخل الشيخ عمر عبد الرحمن عامه الثالث والسبعين من العمر الشهر المقبل.. وعلى الرغم من حالته العامة المتدهورة فإنه ما زال يحرص على إجراء اتصال بأسرته، حيث تحتم عليه قوانين السجون الأميركية أن يكون الاتصال بزوجته الأولى فقط.

وقال عمار إن عائلة الشيخ عمر عبد الرحمن انتقلت من محافظة الفيوم (80 كيلومترا جنوب القاهرة) للإقامة في العاصمة منذ نحو عام ونصف استجابة لطلبه، وأضاف معلقا: laquo;استجبنا لطلب والدي دون أن نعرف السببraquo;.. وتابع: إن الزوجة الأولى تسكن في منزل بضاحية فيصل، فيما يقيم (عمار) ووالدته (الزوجة الثانية) وإخوته في ضاحية الهرم، وهما ضاحيتان تقعان في نطاق محافظة الجيزة المجاورة للعاصمة.

من جانب آخر التقت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن في القاهرة أمس الشيخ أبو عمر المصري المعروف باسم laquo;شيخ ميلانوraquo; الذي سبق اختطافه من إيطاليا على أيدي عملاء مخابرات غربيين، للاشتباه في ضلوعه تصدير مقاتلين للعراق. وقالت الأسرة إنها طلبت من شيخ ميلانو، الذي يتخذ من مسقط رأسه في محافظة الإسكندرية (شمال غرب) مقرا له، أن يكون منسقا لحملة إعلامية laquo;من أجل نصرة الشيخ الضرير وفك سجنه لدن الأميركيين، وسرعة الإفراج عنهraquo;.

ولم ير عمَّار والده منذ عشرين عاما، أي حين كان يبلغ من العمر خمس سنوات. وقال: laquo;نحن نعمل محاولات للإفراج عنه لأن سجنه طالraquo;. وعن جدوى مثل هذه المحاولات في الوقت الراهن، كون الحملات الدعائية للإفراج عن الشيخ فشلت في استعادته حين تم إطلاقها عدة مرات في السابق، أوضح عمار قائلا: laquo;هذه المرة سنأخذ منهجا وتخطيطا بشكل منظمraquo;.

وردا على أسئلة laquo;الشرق الأوسطraquo; قال الشيخ أبو عمر المصري إنه بالفعل أصبح هو laquo;المنسق الإعلامي للحملة الدولية للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمنraquo;، مشيرا إلى أن الشيخ الضرير أمضى سنوات طويلة في السجن.. laquo;وأولاده لم يروه.. ما نريده هو الإفراج عن الشيخ، لأنه مريض وينبغي أن يعود ليعيش بين أولادهraquo;.

وأضاف laquo;شيخ ميلانوraquo;: هذه ستكون مرحلة جادة من العمل للإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن. سيتم إنشاء موقع إلكتروني باسمه، يتضمن كل الأشياء الخاصة به، وسنبعث برسائل للرئيس الأميركي (باراك أوباما)، وللسفارة الأميركية، وللمجتمع الدولي، وكذا العمل مع أحزاب المعارضة المصرية للغرض نفسه، بغض النظر عن توجهات هذه الأحزابraquo;.

وبدأ الشيخ أبو عمر نشاطا سياسيا مع إسلاميين ومعارضين منذ الإفراج عنه وتبرئته والحكم له بتعويضات من القضاء الإيطالي واستقراره قبل عامين في مصر. وقال إن نشاطه الجديد كمنسق لحملة الإفراج عن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية لا علاقة له بأي توجهات إسلامية.. وأضاف: laquo;الموضوع بعيد عن أي أطروحات إسلامية أو غير إسلامية.. هذا موضوع لا يزيد عن بعده الإنساني.. سوف ننسق لوقفات احتجاجية وتقديم طلبات وتوجيه رسائل في مصر والخارج للمطالبة بالإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمنraquo;.

وأُدين الشيخ عبد الرحمن عام 1995 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر لنسف معالم مدينة نيويورك. ويخشى مسؤولون أمنيون في الولايات المتحدة من أن تؤدي وفاة الشيخ عبد الرحمن في السجن لوقوع هجمات لمتشددين إسلاميين على أهداف أميركية.