عبدالعظيم محمود حنفي

اذا كان التأثير الرسمي لإيران في العراق معروفاً فإن التأثير غير الرسمي أكبر وأفدح ما يقوم به نوري المالكي واتباعه من الاعيب في سبيل احتفاظه بالسلطة بتخطيط ايراني محكم عبر تطويع القضاء وهيئة المساءلة والعدالة التي تحكم طهران قبضتها عليها سيؤدي الى نتائج وخيمة على العراق . والرجل يفعل نفس السلوك الذي كان يفعله حزب البعث باساليب اخرى وهو يهدد وحدة العراق وتماسك شعبه مع الاقرار بانه في ظل نظام حكم صدام حسين تم التوصل إلى وحدة العراق من خلال القمع أو العنف, لذا فإنه يعمل على تقويض وحدة العراق وتماسكه عبر السياسة !.الكثيرون رأوا في الانتخابات انها طالما هي الوسيلة السلمية للاحتكام الى الشعب في الفصل في الخلافات فانها بذلك ستوحد الشعب العراقي ولكن العقلية القائمة على رفض العملية الانتخابية والتماهي معها ظاهريا طالما ستظل وسيلة لاستمرارهم في السلطة تفقد كامل العملية السلمية معناها . فكانما العراق تخلص من طاغية ليبتليه الله بمجموعة من الطغاة وايران سعيدة بهذه التجاذبات والصراعات لانها ستضمن عراقا ضعيفا وغير متماسك وغير قادر على تحقيق تماسك الدولة بالسبل الديمقراطية. وتسوده أيديولوجيات الكراهية التي سببت للعراق الكثير من العنف والكثير من الدمار. والدور غير البناء لايران في العراق معروف بل ان الواقع يقول لنا أنه اذا كان تأثير إيران الرسمي معروفاً فان التأثير غير الرسمي في العراق اكبر وافدح , ففي السنوات القليلة الماضية, -وفق ما تقول الدراسات المحايدة- ومن ارض الواقع ومن عين المكان فقد أقامت إيران شبكة عنكبوتية من الحلفاء والعملاء, تتراوح ما بين موظفي الاستخبارات, وجيوش شعبية مسلحة, وعصابات, وسياسيين في الأحزاب الشيعية العراقية المختلفة. والكثير من زعماء الأحزاب الشيعية الرئيسية,مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحزب الدعوة (ومنه رئيس الوزراء السابق الجعفري ورئيس الوزراء الحالى نوري المالكي), قضوا عدداً من سنوات المنفي فى إيران قبل العودة إلى العراق في العام 2003. (كما أن فصائل المقاومة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق, وألوية بدر, تم تدريبها وحتى تسليحها وتجهيزها من قِبل الحرس الثوري الإيراني), وطورت إيران روابطها أيضاً مع مقتدى الصدر المقيم حاليا في ايران , بالإضافة إلى علاقاتها مع فئات حركة الصدر, مثل حزب الفضيلة في البصرة. حيث دعم الحرس الثوري جيش المهدى في مجابهته مع القوات الأميركية في النجف العام 2004, ومنذ ذلك الحين تدرب إيران حركات الصدر سياسيا وعسكريا, ومولت أحزابا شيعية في العراق أثناء الانتخابات السابقة والاخيرة , واستخدمت قناة العالم التلفزيونية الفضائية المعروفة لإثارة الدعم لهم ونقل وجهات النظر التي يتم تلقينها لهم , وساعدت على التوسط في التعامل مع الأكراد, كما جذبت الأحزاب الشيعية العراقية الناخبين بالاعتماد على السياسة الواسعة والخدمة الاجتماعية المنتشرة عبر جنوب العراق وهى التي تمت, في الكثير من الحالات, من خلال التمويل والمساعدة الإيرانية بل والاشراف المباشر الايراني ونذكر هنا الدور المهم الذي قام به آية الله محمد على تاشكيرى في النجف العام 2004 عبر مؤسسة أهل البيت , التي استثمرت العشرات من ملايين الدولارات في مشاريع البناء وتقديم الخدمات الطبية في جنوب العراق, كما أنها تقوم بالترويج لثقافة وروابط عمل بين إيران والعراق. ولقد قام رجال الدين العراقيون الذين عادوا إلى وطنهم من ايران بعد 2003 بالسيطرة على المساجد والكليات المختلفة في جنوب العراق ما خلق محورا مهما من التعاون بين قم والنجف.
ايران لا تريد عراقا قويا لاسباب عديدة يجب الاشارة اليها بصورة اكثر تفصيلا.
ايران تقوم بالعاب نارية خطرة في العراق.