اعلاميون رفضوا عروض 'بي بي سي' العربي لضعف الرواتب وينتظرون انطلاقها

لندن ـ احمد المصري

فيما تستمر حرب 'الاستقطاب' غير المعلنة بين قناتي 'الجزيرة' و'العربية'، يعمل الامير الوليد بن طلال في صمت لاطلاق قناته الاخبارية، التي يقول مراقبون انها ستكون المنافس الرئيسي والاشرس لـ'الجزيرة' و'العربية' معا.
وتحدثت امس مصادر مقربة من رئيس تحرير صحيفة 'الوطن' السعودية السابق جمال خاشقجي ان الامير الوليد عرض عليه، تولي إدارة القناة الاخبارية التي ينوي إطلاقها قريبا. وأكدت المصادر، أن الأمير الوليد اتصل بخاشقجي بعد إعلان خبر استقالة الأخير رسميا ليبلغه شخصيا بالعرض.
وبدا وفقا للمصادر، أن دخول الوليد على الخط سريعا ربما قطع الطريق على عودة خاشقجي الى منصبه إلا في حال صدور قرار من 'الجهات الرسمية العليا' بعودته والتي ستكون في هذه الحالة بمثابة رد الاعتبار لخاشقجي من جهة، ومن جهة أخرى ستكون هذه العودة بمثابة 'رسالة دعم' من الجهات العليا لخاشقجي وغيره من المدافعين عن الخط 'الليبرالي' في مواجهة التيار 'المتشدد' في الاعلام السعودي. وأكد خاشقجي لمقربين منه أنه رغم كل العروض التي تلقاها، فإنه في حال صدور قرار بعودته الى منصبه السابق كرئيس تحرير لصحيفة 'الوطن' فإنه سيفضل العودة إلى 'بيته' أي 'الوطن'.
وذكرت مصادر مقربة من الامير الوليد ان هناك مرشحين اخرين من اكثر من جنسية عربية، ومن بينهم احد مقدمي البرامج في قناة لبنانية. ومن ابرز الوجوه التي قد تعمل في المحطة الاعلامية المصرية الدكتورة هالة سرحان.
وكان الوليد كشف نهاية الشهر الماضي عن نيته إطلاق قناة تلفزيونية إخبارية تنافس 'العربية' و'الجزيرة' وسيشرف عليها شخصياً، كما يعتزم طرح شركة روتانا الإعلامية التي يمتلكها للاكتتاب خلال السنتين القادمتين بعد ترويج العلامة التجارية لها بشكل جيد.
وقال الوليد في مقابلة تلفزيونية مع قناة 'بلومبيرج' الأمريكية إن القناة الجديدة ستكون مستقلة ولن تكون مملوكة لشركة المملكة القابضة التي يمتلك معظم أسهمها أو حتى مملوكة لروتانا. وأضاف أنه ينوي الإشراف بنفسه على القناة في البداية لأنها ستتطلب استثمارات ضخمة وأنها سوف تكون مبنية على نفس النموذج الإخباري لقناتي 'فوكس' و'سكاي نيوز' الإخباريتين اللتين يمتلكهما رجل الأعمال الأمريكي روبرت مردوخ الذي سبق أن اشترى في فبراير الماضي حصة قدرها 9.1' من أسهم روتانا مقابل 70 مليون دولار.
وفيما يتعلق بروتانا قال الأمير الوليد إنه سيطرح جزءا من شركة 'روتانا' لاكتتاب أولي خلال عامين من الآن نظراً لأنه يحتاج إلى تسويق العلامة التجارية للشركة وترسيخها بشكل جيد. وكان الوليد قد أعلن في شباط (فبراير) الماضي أنه سيعين مستشاراً للاكتتاب خلال شهرين. وقدر الأمير الوليد في شباط (فبراير) الماضي قيمة شركة روتانا السوقية بما يعادل 1.2 مليار دولار في الوقت الراهن، مما جعلها من أهم الشركات الإعلامية في المنطـــــقة العربية، وهذا ما دعا شركة نيوز كورب المملوكة لمردوخ إلى شراء حصة فيها. وقد اثارت الانباء عن الفضائية الجديدة اهتمام العديد من العاملين في القنوات العربية في مصر ولبنان والدوحة ودبي، حيث بدأ عدد من هؤلاء يستفسر عن مكان وزمان انطلاق هذه المحطة في اشارة الى رغبة البعض منهم بالالتحاق بها خاصة اذا كانت ظروف العمل مغرية وفي عاصمة مثل لندن. وعلمت 'القدس العربي' ان العديد من هؤلاء كانوا يأملون الانضمام الى قناة 'بي بي سي' العربية وصلوا الى لندن واجروا مقابلات مع ادارتها ولكنهم رفضوا العروض التي قدمتها الادرارة لهم بسبب ضعف الرواتب والامتيازات، رغم مغريات الاقامة في بريطانيا والحصول على جنسيتها.