هاشم عبده هاشم
** شعرتُ بالمرارة والإحباط .. وأنا أتابع تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية (أبو مازن) في واشنطن..
** وبالذات حديثه عن تضاؤل فرص استمرار (حل الدولتيْن) ولاسيما بعد لقائه بكل من الرئيس الأمريكي (أوباما) ووزيرة خارجيته (هيلاري).. وكأنه يريد القول إن هذين اللقاءين اعطياه الانطباع بأن الحل غير قادم.. وان التسوية المنشودة لم تعد واردة على الأقل في المنظور القريب..
** واذا كان صحيحاً ما نسب إلى أبو مازن من تصريحات اعترف فيها بحق اليهود في فلسطين .. فإن الأمور تسير نحو تحولات كبيرة مرتقبة.. وان الحديث عن السلام ndash; بعد اليوم ndash; لا معنى .. ولا أهمية.. ولا قيمة له..
** وأنا بهذا الكلام .. لا التقي مع من يسقطون هذه الورقة الميتة أساساً .. ولكنني مع توفير أسباب القوة الحقيقية للتمسك بها.. وفرضها بقوة على الطرف الإسرائيلي .. وطرحها بصورة جديدة ومختلفة على كل دول العالم وشعوبه..
** فنحن نريد السلام..
** ولكن السلام الذي نريده ونتمسك به .. ونتحدث عنه .. هو السلام القائم على العدل.. وليس على أساس استغلال ظروف هذه الأمة.. ونزاعاتها.. وتناحراتها.. وفرض ما يشاءون.. ويريدون علينا..
** وهذا يعني .. اننا نحن الذين يجب أن نفرض السلام.. ولكن بعد ان نكون مؤهلين له.. وقادرين على صيانته .. وحريصين على استمراره..
** ذلك انه.. لا الإسرائيليون .. ولا الأمريكان.. ولا الأوربيون .. ولا أي أحد في العالم .. سيمنحنا السلام .. والأمن .. والحقوق إذا لم نكن نحن في مستوى استحقاقاتها..
** وبالتأكيد فإن الرئيس ( أبو مازن ) .. قد استمع إلى هذا الكلام من الرئيس الأمريكي .. كما انه تعرض بسبب حالة الضعف العربي إلى ضغوط شديدة.. وإلا لما عبر ndash; بمرارة ndash; عن يأسه .. وإحباطاته.. وعدم تفاؤله بمثل هذه الصورة القاتمة..
** نحن إذاً امام مرحلة .. حالكة السواد..
** ونحن إذاً امام خيار صعب..
** ونحن إذاً امام مفترق طريق لا يقبل الاجتهادات..
** فإما ان نكون صادقين مع أنفسنا.. وراغبين في خدمة قضيتنا الأولى.. وبالتالي تكون لدينا الارادة في الالتفاف حول بعضنا البعض.. والتغلب على أسباب الضعف.. والاختلاف .. وإما أن نغلق ملفاتنا.. ونقفل أفواهنا.. ونوصد عقولنا .. ولا نواصل الحديث عن السلام.. والتشدُّق بالعمل من أجله.. ونحن في الحقيقة .. غير كل هذا..
** وحتى الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني .. نحن مختلفون على طريقة حله أو التعامل معه.. أو الوقوف بوجهه.. لأن بعضنا يؤيد فتح.. والبعض الآخر يقف وراء حماس..فكيف لهما ان يصطلحا؟!
** وكيف إذاً نبحث عن السلام.. اذا كنا شيعاً.. وفرقاً عدة.. وكان بعضنا مع اشعال المزيد من الحروب.. وبعضنا الآخر مع استتباب الأمن والسلام.. والبعض الثالث ضد هؤلاء وهؤلاء على حد سواء ، لأن مصالحه مازالت مرهونة باستمرار حالة التفكك.. والتصادم .. والتناحر.. واستثمار هذه الحالة وإن كانت على حساب المصلحة العليا للأمة؟
** لقد عبر أبو مازن عن خيبة أمله.. ليس من عدم توفر الدعم لقضيته العادلة في واشنطن .. وإنما لانه يفتقد هذا الدعم من قبل المجموع العربي.. ولأنه يفتقد هذا الدعم المهم.. فإنه لم ولن يكون قادراً على انتزاع دعم خارجي لقضيته وهذا يعني ان السلام الذي سيتحقق ndash; في حالة تحقيقه ndash; سوف يكون مذلاً.. والسبب هو حال هذه الأمة المؤسفة.. والمحزنة .. والمؤلمة .. والمبكية..
***
ضمير مستتر:
**(لايمكن لأمة أن تشهد الخير.. إذا كان بعضها يحارب البعض الآخر).
التعليقات