صبحي زعيتر

من سيقتنع أن إسرائيل ستخرج من التحقيقات التي تجريها في مجزرة أسطول الحرية التي ارتكبتها في 31 مايو الماضي بنتائج موضوعية، وبالتالي محاكمة من قصر أو ارتكب أو خالف القوانين الدولية؟
سابقات إسرائيل في هذا المجال كثيرة ومتعددة، فهي الدولة الوحيدة في العالم ربما، الذي صدرت بحقها مئات القرارات الدولية والإقليمية، من دون أن يرتجف لها جفن. وآخر الإدانات ما صدر عن لجنة حقوق الإنسان الدولية في تقرير القاضي ريتشارد جولدستون حول حرب غزة، وقبل ذلك تقرير كاهانا عن الحرب على لبنان، وقبل هذا وذاك التقارير التي أدانت النظام الصهيوني في ما يتعلق بالجدار العنصري الذي قسم الضفة الغربية وعزل أبناءها، والذي سبقته تقارير الإدانة عن مجزرة مخيم جنين وقانا في جنوب لبنان.
اليوم تفكر إسرائيل بتجميل quot;لجنة تيركلquot; الخاصة بمجزرة أسطول الحرية، لا لشيء، إلا لتكسب بعض المصداقية بعد أن مجها المجتمع الدولي، واعتبرها مسرحية من مسرحيات الاحتلال الهادفة إلى تجهيل الفاعل لتبرئته، والخروج بمظهر حضاري أمام الرأي العام العالمي.
تعلم إسرائيل أن إدانات الأمم المتحدة تستطيع الالتفاف عليها عبر الفيتو الأمريكي، ولكنها لا تستطيع أن تحمي مسؤوليها في المطارات العالمية والدول التي تستضيفهم من الاعتقال والمحاكمة بجرم ارتكاب جرائم حرب ارتكبت ضد الإنسانية، عبر دعاوى لم يتقدم بها فلسطينيون وإنما رعايا دول غربية طالهم ما طال الفلسطيني من إرهاب إسرائيل.