ماضي الخميس
قرابة ستة أشهر مرت دون أن تتمكن الحكومة من تعيين رئيس لهيئة سوق المال وسط الكثير من الشائعات التي تتردد، ولا أدري لماذا تتعامل الحكومة بمنتهى الصمت والغموض والسرية مع مثل هذه القضايا الحساسة التي من المفترض أن تتوافر المعلومات حول أسباب التأخير في حسم تعيين رئيس الهيئة خصوصاً بعد اعتذار الدكتور محمد الهاشل الذي طاله الكثير من التخمينات والتسريبات، مثل اشتراطه على الحكومة عدم التدخل في تعيين أعضاء الهيئة الآخرين، وأن ينفرد هو بتعيين الأعضاء المساعدين له، وهناك من قال ان الهاشل طرفت عيناه باتجاه منصب آخر أكثر اغراء وأهمية، وهناك أقاويل أخرى كثيرة، ولا الهاشل تحدث ولا الحكومة أوضحت، وصارت الساحة خصبة للشائعات والأقاويل.
والمطلع على شروط وقانون تعيين رئيس هيئة سوق المال يجد أنها صعبة وعسيرة للغاية في أن تتوافر بسهولة، لذلك لا أدري لماذا لا تتجه أنظار الحكومة لتعيين خبير أجنبي في هذا المنصب الاقتصادي الحساس وأن نستعين بأحد الخبراء الاقتصاديين العالميين لتوكل إليه هذه المهمة، وخصوصاً أنه سيكون بعيداً عن المصالح الشخصية في البورصة هو وأقاربه من الدرجة الأولى والعاشرة!
لقد اعتادت الحكومة على تأجيل البت في القرارات الشائكة، وتأجيل الملفات الساخنة والمهمة والحيوية مما يفتح آفاقاً كثيرة للأقاويل والتأويلات.
*
نبارك للزميل الاعلامي السعودي جمال خاشقجي تعيينه مديراً عاماً للقناة الاخبارية الجديدة التي يعتزم الأمير الوليد بن طلال اطلاقها في القريب العاجل لتنافس laquo;الجزيرةraquo; وlaquo;الحرةraquo;، وقد تكونت لدى خاشقجي تجربة إعلامية كبيرة ومميزة في مشوار حياته الصحافية مروراً بالعديد من المؤسسات الصحافية المهمة، حيث عمل فترة من الزمن في جريدة laquo;الحياةraquo;، ثم رئيساً لتحرير جريدة laquo;الوطنraquo; السعودية والتي عزل منها، ثم عمل مستشاراً للسفير السعودي في بريطانيا أعواماً عدة، ثم عاد ليرأس مرة أخرى جريدة laquo;الوطنraquo; والتي أيضاً عزل منها أخيراً لأسباب مشابهة، ثم استقرت به الحال حالياً في القناة الاخبارية الجديدة للوليد بن طلال والتي قال عنها خاشقجي أنها لن تكون ليبرالية، وأجندتها إصلاحية... سننتظر ونرى.
*
حدثت ثورة بيضاء ناعمة في قناة laquo;الجزيرةraquo; تزعمتها خمس مذيعات من المعتقات في القناة، الثورة كانت بسبب ترصد المسؤولين في القناة للمذيعات في مسألة الاحتشام في الملبس، ولا أظن أن هذا هو السبب الحقيقي فمذيعات laquo;الجزيرةraquo; من أكثر المذيعات احتشاماً بما يتناسب مع اتجاهات laquo;الجزيرةraquo; السياسية، وقد تعاملت إدارة القناة بسلبية شديدة مع قضية المذيعات، وتركت الأمور تتصاعد دون تدخل حتى وصل عدد المستقيلين من laquo;الجزيرةraquo; احد عشر مذيعاً ومذيعة، وكنت أتمنى لو استطاعت laquo;الجزيرةraquo; أن تتعامل مع هذه الحكاية بحرفية لتكون أحد الأخبار المهمة في نشرتها الاخبارية.
أحد المسؤولين في قناة laquo;الجزيرةraquo; قال ان هناك خللاً واضحاً في القناة أدى إلى تعثر مسيرتها وتراجعها في الآونة الأخيرة، وما حدث مع المذيعات وغيرهم هو نتيجة حتمية لخلل الإدارة الأمر الذي صاحبه أيضاً مجموعة من الاستقالات في بعض مكاتب القناة المهمة في عدد من العواصم العربية والأجنبية... يضيف أن laquo;الجزيرةraquo; ستخسر كثيراً اذا لم تحتو الموقف الحالي للمذيعين وهم الذين أصبحوا كفاءات ومشاهير في العالم العربي ككل بسبب وجودهم كل هذه الأعوام في laquo;الجزيرةraquo; التي رعتهم ومنحتهم الفرصة وأنفقت عليهم الكثير... ثم تتخلى عنهم حاليا بسهولة، أمر محير. ودمتم سالمين.
- آخر تحديث :
التعليقات