وضع العراقيل أمام زواج الكويتيين من غير مواطنات لم يجد من تقليص عدد العوانس


فتيات كثيرات يعشن quot;عنوسة اختياريةquot; بسبب رفضهن الزواج الا بشروط يصعب قبولها


الكويت - السيد القصاص


كشفت احصائيات الهيئة العامة للمعلومات المدنية عن وجود نحو 30 الف فتاة كويتية لم يحالفهن الحظ في اللحاق بقطار الزواج, لتضيف هذه الاعداد ازمة متجددة اخفقت الجهود المبذولة حتى الان في تقليص مستواها بما في ذلك العقبات والعراقيل الادارية التي توضع في وجه اتمام زواج الكويتيين من غير مواطنات.


وعلى الرغم مما تمثله هذه الارقام والمعدلات من مخاطر, يحذر الخبراء من ان الخطر الاكبر يكمن في تنامي هذه المعدلات بوتيرة متزايدة استنادا الى بعض العوامل التي تشكل ما يشبه الحوافز لنمو هذه الشريحة التي يدرج الاخصائيون في خانتها الفئة العمرية من 25 إلى 65 سنة فيما فوق باعتبار ان الفتاة تنهي تعليمها الجامعي في سن الثالثة والعشرين تقريبا.


في موازاة الاجماع حول مخاطر الظاهرة وتناميها تظهر تباينات عميقة في الاراء حول اسباب تزايد العنوسة داخل المجتمع الكويتي, حيث ارجع البعض ذلك الى التقاليد والاعراف التي تضع الكثير من القيود والمعوقات امام زواج الفتيات, في حين يرى آخرون أن العنوسة تعود الى اهتمام الفتيات بالتحصيل العلمي والوصول الى مراكز قيادية بالمجتمع وهو امر لم يعد معه الزواج المبكر سمة طاغية, بينما يرى فصيل ثالث أن ما تشهده الكويت هو quot;عنوسة اختيارية quot; لم تفرض على الفتيات اللاتي يؤثر قسم منهن عدم الزواج الا بشروط يبدو من الصعب القبول بها من جانب الشباب والرجال ذوي التقاليد الشرقية.
وتقييما للظاهرة يحمِّل المحامي محمد الماجدي العادات والتقاليد مسؤولية رئيسية في قضية العنوسة في الكويت, ويشير الى تقسيم الناس داخل المجتمع إلى فئات وطبقات وقبائل وبدو وحضر, بالإضافة إلى أن هناك قبائل لا تزوج بناتها من خارج القبيلة الأمر الذي يجعل زواج البنت والشاب فيه نوعا من الصعوبة, بالاضافة الى تقسيمات أخرى ما بين أغنياء وفقراء وأصيل وغير أصيل تحول دون تمكن الاف الفتيات من الزواج ليدخلن في دائرة العنوسة القسرية.


وترى الناشطة السياسية عائشة العمير أنه لا يوجد في المجتمع الكويتي عنوسة بالمعنى المتعارف علية, مشيرة إلى أنها عنوسة إختيارية, نتيجة لتطورالمجتمع الكويتي الذي اعطى للمرأة الكويتية دورا كبيرا اجتماعيا وسياسيا, ومن ثم قد يأتي الزواج بالنسبة لها في المرتبة الثانية او الثالثة, كما أن انشغال المرأة بعملها جعلها تؤجل الزواج سنوات عدة.
وفي مظهر آخر لتجليات العنوسة ومخاطرها يحذرأستاذ الشريعة في جامعة الكويت سالم الشمري من أنه إذا لم يتم تيسير أمورالزواج وشروطه سوف تقع فتنة وفساد كبيران في المجتمع, مضيفا أن البعض يؤجل تزويج شقيقاته من أجل الاستفادة من راتبهن أو خدماتهن, وانهم في السابق كانوا يؤجلون تزويج الفتيات من اجل رعي الاغنام, مشيرا إلى أن تأخير المرأة عن الزواج من الإثم الذي قد يصل إلى مستوى الكبائر.