طهران

يعترض الكثير من القوميين الإيرانيين على ما يصفونه بسيطرة العراقيين او بالأحرى الإيرانيين المولودين في العراق، على زمام الأمور والكثير من مراكز القرار والمسؤولية في النظام الإيراني، ومعظم هؤلاء اما كانوا موجودين في العراق وتم ترحيلهم في بداية 1970 بسبب الأزمة التي اندلعت بين العراق وايران اثر سيطرة الأخيرة على الجزر الثلاث بعد خروج بريطانيا منها، او ان هؤلاء المسؤولين كانوا قد رحلوا من ايران الى العراق للدراسة في الحوزات الدينية.
و الحقيقة ان الكثير من مراجع الدين والقياديين في بلادنا كانوا في العراق ومنهم الامام الخميني الذي عاش هناك لعدة اعوام، والمرشد الحالي السيد خامنئي الذي درس لفترة في العراق، وسائر مراجع الدين وفقهاء الشيعة تلقوا الدروس الدينية في النجف باعتبارها المركز الرئيسي لفقه الشيعة قبل ان يعلن بعض المسؤولين بعد الثورة نقل المرجعية من النجف الى قم، حسب تصورهم، الا ان اكثر الشيعة في المنطقة والعالم رفضوا هذا الأمر وما زالوا متمسكين بالنجف باعتبارها المركز الرئيسي لفقه الشيعة، واعتبار ان مراجعها- لاسيما السيد السيستاني -هم قادة الشيعة الأساسيون في العالم.
و كان رئيس السلطة القضائية السابق في ايران محمود هاشمي قد عاش معظم حياته في النجف ولم يكن يجيد التحدث بالفارسية، ويقال ان السيد خامنئي تتلمذ لفترة على يد السيد هاشمي في العراق.
الاخوة لاريجاني بالذات- وهم صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية وعلي رئيس مجلس الشورى وجواد- مولودون في النجف والوحيد بينهم لديه شهادة جامعية هو جواد لاريجاني الذي درس في بريطانيا وله علاقات وطيدة جداً مع المسؤولين في لندن. اما علاء الدين بروجردي مسؤول لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى فهو ايضاً من العراقيين من اصل إيراني الذين ابعدوا من العراق عام 1970.
العميد محمد رضا نقدي قائد قوات التعبئة كان قائداً لقوات بدر العراقية عندما كانت في ايران، وشغل عدة مناصب امنية وكان مسؤولاً عن قمع الجامعيين والإصلاحيين، ورئيس منظمة الطاقة الذرية السيد صالحي هو ايضاً عراقي من اصل إيراني، بالإضافة الى العديد من مسؤولي منظمة الرقابة والتفتيش العام ومحكمة موظفي الحكومة، ومعظم سفراء ايران الذين تم تعيينهم في العراق.
و يسعى الكثير من المعارضين والقوميين في ايران وخارجها الى انتقاد النظام بسبب الاعتماد على مثل هؤلاء واسناد مناصب عليا لهم، لاسيما ان اثنتين من السلطات الثلاث هما بيد من ولدوا في العراق.
و يزعم المعارضون ان الدستور لا يسمح لمن هو من اصل غير ايراني بإمساك اي مسؤولية في السلطة الا ان هؤلاء والمدافعين عنهم يقولون انهم ايرانيون ولكن بسبب حالات القمع والملاحقة والفقر وطلب العلم الديني (الفقه الشيعي) اضطروا الى الهجرة الى العراق والبقاء فيه وقد عادوا بعد عقود لخدمة بلدهم والثورة، وانه لا يمكن التشكيك بقوميتهم وانتمائهم لوطنهم ودفاعهم عن الثورة والنظام .