تركي عبدالله السديري

المألوف وما تعودناه، ومألوف عند غيرنا أخذ قياسات الترحيب الرسمي بزيارة مسؤول عربي لدولة أخرى.. هذه القياسات مألوفة.. لكنها تعطي صورة عن نوعية الانطباع المتبادل بين دولة وأخرى.. دائماً تخرج الصحف ووسائل الإعلام المرئي بإبراز صور وتصريحات متعددة تتحدث عن التقارب وعن حلول المشاكل البينية ما بين دولة الضيف ودولة المضيف..

في زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأربع دول عربية مهمة التواجد الجغرافي والاجتماعي بالنسبة لعروبة الشرق الأوسط ومهمة الجوار أيضاً للقضية العربية الأولى.. فلسطين فمع أهمية التواجد لدول الجوار العربية التي شملتها الزيارات؛ الملاحظ وبشكل قوي أن تناول وتفهم مساعي الملك عبدالله لم تكن تنصب على جانب شخصي يهم علاقاته ولا على جانب فردي يهم دولته بمتطلبات لها ولكن الجميع تطلع إلى الرجل الكبير فهماً وأداءً على أنه قد حمل معه مهمة شمول يجمع الكل كما لو كانوا في دولة واحدة للوصول إلى وفاق عربي يؤدي بالتالي إلى ترسيخ وجود اجتماعي وسياسي عربي قادر على خلق المواجهة الجماعية في وجه ما هو قائم سواء من سلبيات علاقات أو سلبيات تدخلات أجنبية..

هذه المرة لا نلمس ردود الفعل من قبل وسائل الإعلام الخاصة ولا من قبل إطار الدولة الواحدة، فقد وفقت أن ألتقي بعدد من المثقفين العرب وبعض آخر من المهتمين بالشأن السياسي فكانوا يتحدثون عن مستويات النجاح المطلوب، وعن الدور المتميز الذي يسعى عبره الملك عبدالله لإيجاد أساس عربي جغرافي قادر على إعادة صياغة الحضور العربي..

حدثني الشاعر المرموق شوقي عبدالأمير وهو عراقي بعيد عن المؤثرات ولكنه كان قريباً من التفهم لردود الفعل الإيجابية لدى المثقفين حول أهمية ما يطرحه الملك عبدالله من متطلبات تقارب عربية إيجابية يعرف أن نجاحها سيؤثر في تصحيح استقرار العراق نحو الأفضل وهو المسؤول الأول عن إصدار كتاب في جريدة الشهر الذي تنفرد laquo;الرياضraquo; بنشره داخل المملكة.. ومعالي الأستاذ صالح القلاب ودعته وهو في حالة فرح يتطلع به إلى مسيرة تعاون جديدة تغير من واقع التشتت القائم.

الأستاذ راكان المجالي استعاد التاريخ الشخصي للملك عبدالله منذ بدايات النزاع العراقي السوري البعثي في عصر صدام حسين وركز على جهود الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد لتقريب التفاهم والتعاون..

مثقفون من الصعب أن أسرد الأسماء والانطباعات في مقال محدود المساحة لكنهم جميعاً تحدثوا عن قمة الكويت وكيف أن الملك عبدالله عصم الحوار في بداياته لئلا يكون منطلق خلافات، وأعلن ضرورة أن يعلن كل طرف توجهه نحو توحد الجهود وفرض لغة التفاهم وأن المملكة لا تتمسك بأي خلاف مع أي طرف..

هذا الانتشار الواسع لردود الفعل الإيجابية ومن مصادر ثقافة وإعلام متنوعي التواجد هو في الحقيقة أوثق براهين نجاح المساعي النبيلة لرجل الأفكار النبيلة..