عبدالله الفويضل

لا يمكن تحقيق التعايش بين البلدين في ظل تلك الخلافات


وصلني مقال للكاتب العراقي حامد الحمداني عبر الايميل منشور في موقع laquo;الحوارالمتمدنraquo; بعنوان laquo;بعد عشرين عاما هل تعلم حكام الكويت الدرسraquo; مرددا فيه آراء صدام وأسبابه لغزو الكويت وحمل فيه عدة مغالطات وقال بأنه كانت هناك مؤامرة أمريكية كويتية مزعومة دفعت صدام الى الفخ عبر مخطط الغزو وأن الكويتيين بعد مضي 20 عاما لم يتساموا فوق جراحهم ويكررون اخطاء الماضي في عدم اسقاطهم الديون. وأرسلت له عبر الايميل أيضا بأن ذلك لا يعدو ان يكون منطق صدام ثم رد علي laquo;يلومني على الاتهامات التي سقتها له وأنه كان وعائلته ملاحقا من حزب البعث منذ 1963 وأنه يأسف للقرار الغبي لصدام في غزوه للكويت لكنه يصر على الحديث حول وجود المؤامرة الأمريكية ويقول بأنه أتى بها من وثائق دولية منشورةraquo;. شخصيا لا أؤمن بحكاية المؤامرة الأمريكية لادخال صدام حسين النفق المظلم ودفعه له لغزو الكويت أو وضعه داخل الفخ، لو كانت حقيقة وموجودة في الأساس أيضا لكانت لدى صدام حسين الفرصة الحقيقية ليفضح مخططاتهم بعد اعتقاله وعبر محاكماته التي نقلت على الهواء مباشرة أو عبر محاميه الدليمي ولكن ليست هنالك مؤامرة مزعومة ولا سيناريوهات معدة وكل ماحدث هو خطط توسعية في رأس صدام حسين أراد تنفيذها ولكن الله كان له بالمرصاد. وحول عدم تسامي الكويت فوق الأحقاد عبر اسقاط الديون فانني أرى عكس ذلك ان الكويت تسامت فوق جراحها، فهي البلد الوحيد الذي فتح حدوده للقوات الأمريكية وغيرها لاسقاط صدام وأيا كانت مبررات دخولها فان هدف الكويت والشعب العراقي آنذاك هو واحد وهو الخلاص من الطاغية على الرغم من أسفنا على ماحصل في العراق بعد ذلك من مجازر وأعمال ارهابية واجرامية ذهبت فيها أرواح أناس أبرياء لكني سعدت لظهور نظام برلماني فريد وهو يكاد يكون الوحيد كتجربة ديموقراطية مثالية نظريا تحتل المرتبة الثانية بعد التجرية الاسرائيلية وقد كتبت مقالات عدة مشيدا بتلك التجربة الحديثة التي ظهرت في المنطقة ولكن أرى العراق الآن يمر بانتكاسة سياسية في عدم تمسكه بالنصوص الدستورية والذهاب الى طريق التسويات والترضيات العشائرية الى جانب تمسك المالكي بالسلطة في الوقت الراهن. أعود الى قضية الديون وأقول هذا حق للكويت اذا أرادت ان تسقطه فلا بأس في ذلك ولكن اذا طالبت به فهو أيضا حق لها ولا يجب ان يعترض عليها أحد كون ذلك حدث مع حكومات او نظام سابق يجب ان يسقط، فنحن لم نر الحكومات الألمانية المتعاقبة تنصلت من الالتزامات المفروضة على الحكومة النازية من أموال وتعويضات، أيضا في هذا السياق وضع العراق المادي ليس كما كان عليه في السابق بل لديه ملاءة مالية كبيرة بفضل ارتفاع أسعار البترول مما يؤهله لدفع الديون المترتبة عليه ففي 2008 قدرت العائدات المالية له بأكثر من 55 مليار ثم ألم تسمع بقضايا الفساد المالي بين المسؤولين في بغداد من أين أتى ذلك لولا وجود تلك الاحتياطات المالية التي يزخر بها العراق. الأمر الآخر استاذي الفاضل ان المسؤولين العراقيين الحاليين دائما وأبدا لايتخلون عن ذكر مسألة الحدود ويطالبون بين فينة وأخرى باعادة التفاوض على تلك المسألة مع ان الموضوع حسم ورسمت الحدود بقرار حمل رقم 833 صادر من الأمم المتحدة لكن للأسف كل يوم يخرج مسؤول في الحكومة العراقية بتصريح ثم يكذبه وينفيه في اليوم الآخر، قبل اسبوعين أثار السفير العراقي في القاهرة جدلا حول هذا الموضوع وبعده تبعه للأسف عدد من الغوغائيين وتجمهروا أمام البايب الحدودي ثم مالبث ان سحب السفير تصريحه وقال ان تصريحي شوه. مع ان سفيركم في الكويت السيد بحر العلوم قال خلال استضافته باحدى الديوانيات الكويتية ناصحا الكويتيين ووسائل الاعلام هنا بعدم الالتفات الا للتصريحات التي تصدر فقط من حكومة بغداد لكن بعد ذلك بيوم خرج الناطق باسم حكومة المالكي وقال laquo;إننا تعرضنا لظلم في مسألة الحدود والكويت أخذت حدودنا البحريةraquo; اذن من وراء تلك المحاولات ومن يريد ان يعود بنا الى المربع الأول ومن هو الذي لم يع أو يتعلم درس 2 أغسطس وكيف يمكن استشراف المستقبل لنا ولأجيالنا وتحقيق التعايش والتعاون الممكن بين بلدينا والاطمئنان في ظل تلك المطبات والهفوات والرجوع الى الخلف في أحيان كثيرة تحديدا من جانبكم ياسيدي الفاضل؟!