سعد عطية الغامدي

أعلـن حسن نصر الله ما كان وعد به قبل أسبوع من قرائن ومؤشرات على أن إسرائيل هي التي وراء اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق. البعض كان يتوقع أدلة دامغة من الممكن أن تحسم الأمر، وذلك ما لم يتوفر بحسب تعليق laquo;أيمن سلامةraquo; العضو السابق في محكمة الجنايات بأن ما ورد من قرائن لا ترقى إلى أن تأخذ بها المحكمة المشكلة لهذا الغرض لأنها انتقائية ولا تدل على قصد اغتيال!!.
المشاهد المحايد يرى أن في هذه القرائن ما يكفي لإدانة إسرائيل التي كانت تجند الجواسيس وتجمع المعلومات وتتابع لقاءات رئيس الحكومة ورئيس الدولة ورئيس البرلمان.
في أي جريمة هناك طرف مستفيد وهذه بدهية لا تخفى، لكن الذي يخفى هنا: من المستفيد الرئيس من اغتيال شخصية بحجم الرئيس الحريري، حتى وإن كانت قد اغتالت قبله وبعده العديد من الكوادر اللبنانية في فعاليات مختلفة؟.
القرائن فيها ما يكفي لتعزيز هذا الاتهام كما أن الأحداث التي تلت الاغتيال أثبتت أن الآثار المدمرة والانقسامات هي هدف لا يستفيد منه غير إسرائيل ولا مصلحة لغيرها في شيء من ذلك، بل إن غيرها هم وحدهم المتضررون .
الدرس المستفاد مما قدمه نصر الله هو أن ترتقي المقاومة إلى مرحلة أعلى من الفهم والوعي وأن تتجاوز خلافاتها وتواجه مسؤولياتها أو تعلن عجزها وتخليها عن مقاومة باردة ميتة، حتى لا ينخدع بها الناس. أما الحكومات فهي أيضا أمام تحديات كبرى وعليها أن تواجه الاختراقات الأمنية باختراق أمني للعدو، وبتنسيق أكبر يكون العدو فيه شخصا آخر غير المواطن مهما بلغت درجة اختلافها معه، إلا حين يصبح جاسوسا للعدو المعلن.