بغداد ndash; مازن صاحب

بعد طول سجال تعانق رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي مع زعيم المجلس الأعلى في خطوة وصفت بـlaquo;عودة المياه الى مجرى الحوارraquo; ما بين الغريمين الشيعيين، دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي، فيما تتنقل الحقيبة الدبلوماسية الأمريكية بقيادة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فليتمان ما بين الكتل البرلمانية لتؤكد عدم إهمال واشنطن للملف العراقي وتقديمها كل سبل الدعم لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
ووصفت مصادر سياسية عراقية لـlaquo;الوطنraquo; الحوار الجانبي الذي جرى بين المالكي والحكيم بأنه طوى صفحة التلاسن ما بين الرجلين عبر وسائل الإعلام وفتح صفحة مشرقة للبيت الشيعي ترد على مطالب العراقيين بتحسين الخدمات العامة والإمساك بالملف الأمني خلال مرحلة انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

نصيحة

وعلمت laquo;الوطنraquo; ان ترتيب هذا الاجتماع غير المتوقع بين المالكي والحكيم، جاء على خلفية نصيحة من مرجعيات النجف بعدم قطع سبل الحوار داخل ما يوصف بالبيت السياسي الشيعي، دون أن يكون لمرجعية النجف اي تدخل في التفاصيل السياسية لتشكيل الحكومة، وانتهت زيارة الشيخ خالد العطية القيادي في دولة القانون لمكتب المرجعي الشيعي الأعلى على السيستاني الى أهمية فتح الحوار من جديد بين دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي لحل الخلافات بما ينتهي الى الإمساك بملف تشكيل الحكومة بيد التحالف الوطني الذي يضم كلا الكتلتين.
وكان المجلس الأعلى قد نظم الحفل التابيني في الذكرى السنوية الأولى لوفاة زعيمه الراحل عبدالعزيز الحكيم الذي توفي بعد اصابته بسرطان الرئة في 26 أغطسس 2009، قبل اكثر من اسبوع، وتشير المصادر ان تنظيم حفل التأبين جاء على خلفية طلب المالكي وجود مناسبة عامة يلتقي فيها مع عمار الحكيم لانهاء خلافاتهما، وطرحت لهذا الموضوع فكرتين، الاولى انتظار الحفل التابيني لعبدالعزيز الحكيم او قبول دعوة افطار تعقد من قبل احد الشخصيات الرئيسية في العملية السياسية، فبادر الحكيم الى تقديم موعد الحفل التابيني، للإسراع بوتيرة الحوارات ما بين ائتلافه وائتلاف دولة القانون فلتمان من جانب اخر، واصل جيفري فلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لقاءاته مع قادة الكتل البرلمانية لإيجاد حل لمعضلة الخلافات حول تشكيل الحكومة المقبلة، وعملت laquo;الوطنraquo; ان فلتمان اجرى اجتماعات مطولة لأكثر من 3 ساعات مع كل رئيس القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي كل في مكتبه.
ولم تظهر أية نتائج مغايرة للموقف الأمريكي في تشجيع قائمتي العراقية ودولة القانون على توحيد صفوفهما لتشكيل الحكومة المقبلة بتقاسم المناصب السياسية واعتبار منصب رئاسة المجلس السياسي للأمن الوطني، بمثابة laquo;رديفاraquo; لموقع رئيس الوزراء، وقالت هذه المصادر laquo;لم يطرح فلتمان اية حلول جذرية ن كما هي عادة الأمريكان في التعامل مع الشأن العراقي، بقدر التشجيع على الانتهاء سريعا من المشكلة بالتفاهم ما بين الطرفين لتوزيع الحقائب الوزارية بما يجعل الرافضين للصفقة بين العراقية ودولة القانون ذاهبين الى المعارضة البرلمانيةraquo; على حد قول هذه المصادر.