رام الله، غزة: عبد الرؤوف أرناؤوط ، وائل بنات

كشفت مصادر فلسطينية النقاب لـquot;الوطنquot; أن اتصالات تجريها القيادة الأمريكية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأطراف اللجنة الرباعية لبلورة إمكانية إصدار بيان قبيل بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول قضايا الحل النهائي.
وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة بدأت هذا التحرك بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية رسميا رفضها الالتزام ببيان اللجنة الرباعية أساسا للمفاوضات المباشرة بين الطرفين.
وكان المنتدى السباعي الإسرائيلي أبلغ مساعد المبعوث الأمريكي ديفيد هيل رفض القبول ببيان اللجنة الرباعية كأساس للمفاوضات مع الإشارة إلى الاستعداد لقبول بيان دعوة أمريكية لمفاوضات الوضع النهائي المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن هذا الموقف الإسرائيلي دفع إلى تأجيل متكرر لصدور بيان اللجنة الرباعية الذي كان متوقعا يوم الأحد الماضي.
وبدورها قالت مصادر غربية إن فكرة بيان للجنة الرباعية ما زالت قائمة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يمكنهم أن يقولوا إن هذا البيان، الذي سيتضمن فقرات من بيان اللجنة في موسكو وفي مناطق أخرى، هو أساس المفاوضات، في حين أن الحكومة الإسرائيلية تلتزم الصمت تجاه البيان فلا تؤيده ولا ترفضه.
وكانت القيادة الفلسطينية طلبت موافقة أمريكية وإسرائيلية على بيان الرباعية ليشكل أساسا للمفاوضات المباشرة بين الطرفين على أن يتضمن البيان ما سبق وقالته اللجنة الرباعية عن مرجعية المفاوضات والمدى الزمني للمفاوضات ووقف الاستيطان بما في ذلك في القدس.
وتقول مصادر إن الولايات المتحدة باتت تفكر ببيان مشابه لذلك الذي صدر مع انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أنابوليس، علما أن الخلافات الموجودة الآن هي نفسها التي كانت في السابق، حيث طالب الفلسطينيون بوقف الاستيطان وأن تكون هناك مرجعية واضحة للمفاوضات وسقف زمني محدد.
وتشير المصادر إلى أن المسؤولين الأمريكيين يجرون اتصالات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في محاولة للتقريب ما بين المواقف بما يسمح بصدور بيان يكون مقبولا من الطرفين ويشكل أساسا للمفاوضات.
وأكد مسؤول فلسطيني أن الرئيس محمود عباس ما زال على موقفه برفض مفاوضات مباشرة دون مرجعية واضحة للمفاوضات ودون وقف الاستيطان الإسرائيلي.
على صعيد آخر، وصف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعضو الهيئة القيادية العليا لأسراها في سجون الاحتلال عبد الخالق النتشة المفاوضات المباشرة بأنها استنساخ لمسيرة عمرها 18 عاما من الفشل.
وقال النتشة في تصريح سربه من سجنه إن quot;مسيرة المفاوضات مع الاحتلال لم تجلب للفلسطينيين سوى سلطة وظيفية تنسق أمنيا وتقدم الخدمات المجانية للاحتلال، وتحول ثمن بقائه على الأرض الفلسطينية إلى ثمنٍ زهيدquot;.
وانتقد النتشة تصريحات قيادة السلطة التي تحاول الربط بين استئناف المفاوضات وبين شح الموارد المالية للسلطة، وطالب الفصائل المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي أعلنت رفضها للمفاوضات بتجاوز الموقف الإعلامي إلى مواقف فعلية ضاغطة توقف مسلسل التنازلات التي يقدمها المفاوض الفلسطيني للاحتلال.
وأكد النتشة أن الحرص الأمريكي والإسرائيلي على استئناف المفاوضات يهدف لتحقيق أمرين ضد مصلحة الفلسطينيين، أولهما تحسين صورة دولة الاحتلال التي أصبحت في أدنى مواقعها بعد جريمة أسطول الحرية، وعرقلة أي جهد لإتمام المصالحة الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني.
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو فرضت شروطها على طاولة المفاوضات حين رفضت أي حديث مسبق عن تجميد الاستيطان، مؤكدا أن على القيادة الفلسطينية أن تحترم نفسها وتتمسك بموقفها السابق والذي لم ير النور برفض التفاوض دون وقف الاستيطان.