صبحي زعيتر

تعتبر إسرائيل نفسها أنها قدمت تنازلات كبيرة في جلوسها مع الفلسطينيين على طاولة واحدة والتحاور على أرض هي ملك الفلسطينيين.
يقول غلاة الصهاينة ممن يعبر عن رأيهم أفيجدور ليبرمان بعد اضمحلال القيادة الصهيونية وانحلالها ، إنه سيعارض الحكومة إذا أوقفت الاستيطان ، حتى في المناطق المتوقع أن تكون أرض الدولة الفلسطينية الموعودة , وفي ذلك إقرار بأن هذه المفاوضات لا أفق لها ، باعتبار أن ليبرمان يمسك بناصية الحكم في إسرائيل ، ولا يستطيع بنيامين نتنياهو إغضابه ، وإلا تكون إسرائيل مرة أخرى على مفترق طرق انتخابي ، قد يطيح هذه المرة بيمين نتنياهو(الوسط) والإتيان باليمين المتطرف إلى الحكم الذي يعبر عنه quot;إسرائيل بيتناquot;.
تسرّع إسرائيل في البناء الإستيطاني في القدس الشرقية ، دون أن تغفل المناطق الأخرى ، غير آبهة بما يطرح على الطاولة من حلول واقتراحات قد تخرج الأزمة من دوامتها ، رافضة بشكل واضح التزامها بأي طرح قد يؤدي إلى اتفاق يؤسس لقيام الدولة الفلسطينية التي يطمح إليها الشعب الفلسطيني على حدود 1967 بعاصمتها القدس.
وما سربته الإدارة الأمريكية بالأمس ، أن على الفلسطينيين والإسرائيليين الاتفاق على مرجعية للمفاوضات ، تصب في صالح المشروع الصهيوني الرافض لبيان الرباعية الدولية في مارس الماضي الذي يحدد هذه المرجعية ، وكأن الأمريكيين ينسحبون شيئا فشيئا من تعهداتهم التي قطعوها مع قدوم الرئيس باراك أوباما حول الدولة القابلة للحياة.