تل ابيب

يناقش عكيفا الدار في laquo;هآرتسraquo;، العلاقة بين انسحاب القوات الأميركية من العراق، والدعوة إلى استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في واشنطن، كوسيلة لتعزيز المحور الموالي للغرب في المنطقة، بيد أنه يعتقد ان القدس ما تزال تمثل التهديد الأكبر للمفاوضات، كما حدث في كامب ديفيد عام 2000.
على الرغم من حقيقة ان انسحاب القوات الأميركية من العراق ودعوة واشنطن لزعماء المنطقة الى واشنطن لاستئناف مفاوضات السلام، جاءتا في وقت واحد تقريباً، الا أن الصلة بينهما قد تبدو مجرد مصادفة.
ولكن من الصعب تصديق ان البيت الأبيض لا يعي الدلالات الاستراتيجية للانسحاب الأميركي الأحادي الجانب من العراق، على توازن القوى بين الأنظمة البراغماتية كمصر والأردن، والقوى الأصولية مثل إيران. وترى واشنطن ان استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين - وليس الفلسطينيون وحدهم - يمثل عاملا رئيسيا في تعزيز المحور الموالي للغرب في المنطقة.
ولم تكن دعوة الرئيس حسني مبارك، والملك عبدالله الثاني الى واشنطن احتفالية فقط، بل من أجل تسويق المبادرة العربية أيضا، وهي المبادرة التي تعرض على إسرائيل التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل، وإقامة دولة فلسطينية.
ولتفادي اغضاب يهود إسرائيل والولايات المتحدة، لم تتطرق هيلاري كلينتون لذكر المبادرة في بيان دعوة الأطراف الى واشنطن، وتركت هذه المهمة الصعبة للجنة الرباعية.
واذا كان لدى الرئيس السوري بشار الأسد الاستعداد للنأي بنفسه عن أحمدي نجاد، ورئيس وزراء لبنان سعد الحريري التخلص من حزب الله، واذا كانت لدى الملك السعودي الرغبة في مصافحة نتانياهو، فسوف تتم دعوتهم الى واشنطن أيضاً.
لقد تعلمنا من التجربة المريرة لمفاوضات كامب ديفيد عام 2000 ان القدس هي الفيصل في نجاح أو فشل أي مفاوضات إسرائيلية - فلسطينية، فحين رفض ياسر عرفات تقديم تنازلات بشأن القدس، حاول الرئيس كلينتون آنذاك الاستعانة ببعض القادة العرب لاقناع عرفات بقبول المقترحات الأميركية حول المدينة المقدسة.
وبعد عشر سنوات على فشل قمة كامب ديفيد، ما زالت القدس (وهذه المرة الاستيطان اليهودي في المدينة) تمثل التهديد الأكبر لمفاوضات السلام الراهنة.