حسن المصطفى

التحول إلى استخدام الصورة في quot;الحملات الإنسانيةquot;، بات من أبجديات الإعلام الحديث. الصورة هنا تحضر مختصرة، مكثفة، رسالتها موجهة عبر شخوص منتقين بعناية، أو عبر مشاهد متتالية، تختار بهدف إحداث تاثير في quot;الرأي العامquot;، يقود لإصابة الهدف الذي انطلقت من أجله الحملة. فيديو quot;أوباما أطلق حميدانquot;، الذي بث في 29 أغسطس الماضي، شاهده نحو 219 ألفا ـ حتى لحظة كتابة المقال ـ والعدد مرشح للزيادة، ضمن حملة لإطلاق سراح المواطن السعودي حميدان التركي، الموقوف في الولايات المتحدة، بعد أن أدانه القضاء بجرم التحرش بخادمته، وسرقة أموالها، حيث يقضي حكما بالسجن لمدة 28 عاما، وهو الحكم الذي اعتبره البعض quot;قاسياquot;، و quot;مبالغا فيهquot;. في الفيديو السابق، حضرت quot;أيقوناتquot; محلية، ذات بعد ديني، وإعلامي، ورياضي، وثقافي، واجتماعي، وهي في تنوعها، قدمت صورة عن المملكة، بوصفها بيئة متنوعة، متسامحة الخطاب، متعددة الأطياف، وهي في تعددها تجتمع من أجل quot;الإنسانquot;، مهتمة بفرد من أفرادها، لا تربطهم به مصلحة شخصية، وإنما الشراكة في الوطن. وهي في فسيفسائها هذا، استطاعت أن تقدم صورة إيجابية، لها تأثيرها على الداخل السعودي، وعلى محيطها العربي، لكنها محدودة التأثير على المشاهد الغربي، كونها لا تنطق بلغته، ولا يعرف عنها الكثير، رغم تأثيرها في عالمها العربي.
تلك هي إحدى مشكلات quot;الصورةquot;، التي وقع فيها القائمون على الحملة، وهي في خطابها هذا، أشهرت صورتها في الاتجاه الخطأ، فلا يكفي أن تحصل على إجماع داخلي، لتؤثر في الرأي العام الأمريكي، الذي له آليات تفكير مختلفة، ورموزه المغايرة، التي من الممكن الاستفادة منها بشكل أفضل، من أجل الحصول على عفو رئاسي عن حميدان. في مدونته، أشار المحامي عبدالرحمن اللاحم إلى كثير من الملاحظات على الفيديو، وهي ملاحظات تتعلق بمضمون الرسالة من جهة، وقانونية المطلب من جهة أخرى، التي بدورها أثارت نقاشا بين المتعاطفين على موقع quot;تويترquot;، ممن تفاعلوا مع الحملة، وراحوا يسوقونها عبر آلاف quot;التغريداتquot;. تغريدات مهمة، في سياق النشاط الإلكتروني الإنساني، لكنها رغم حماستها وصدقها، لن تصيب سمع quot;باراك حسينquot;، ما لم تخاطبه بلغته، ومن ورائه الأمة الأمريكية.