ناجي صادق شراب

مع الإعلان عن استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وrdquo;الإسرائيليينrdquo; في واشنطن، تبقى هناك العديد من التحديات والعقبات التي قد تحول دون تحقيق أي تقدم، من ذلك دور حركة حماس وموقفها وكيفية التعامل معها في إطار هذه الاستراتيجية التفاوضية الشاملة، فالقاعدة الرئيسة هنا أنه قد يكون من الصعب تحقيق تقدم في التسوية في جانبها الفلسطيني ldquo;الإسرائيليrdquo; من دون مشاركة حركة حماس، وعلى المستوى الاقليمي لا يمكن تصور نجاح هذه المفاوضات من دون محادثات سلام على الجانب السوري ldquo;الإسرائيليrdquo;، ولا جدال في أهمية المسار السوري وتحقيق تقدم فيه، لما لسوريا من دور مؤثر في القوى الفاعلة الجديدة وخصوصاً حماس، وتحكمها الى حد كبير في خيار السلام من عدمه . وفي الوقت ذاته هناك التحدي الأكبر من جانب ldquo;إسرائيلrdquo; في ظل حكومة يمينية متشددة يشارك فيها حزب ldquo;بيتناrdquo; بقيادة ليبرمان وموقفها من استمرار الاستيطان الذي قد ينسف أي مفاوضات حتى بعد استئنافها، ولا ننسى احتمالات العنف وتجدده، وعليه من دون رؤية استراتيجية شاملة من قبل الراعي الرئيس الولايات المتحدة لكل القضايا الإقليمية وموقع القضية الفلسطينية منها، قد يصعب التنبؤ بعملية تفاوضية ناجحة هذه المرة . ومنذ البداية تتوقف هذه العملية على الدور الأمريكي ودور الأطراف الأخرى الداعمة لعملية سلام ومفاوضات بين الفلسطينيين وrdquo;الاسرائيليينrdquo;، فلا ينبغي حصر هذا الدور في المسائل الشكلية والاجرائية، بل لابد من تدخل قوي وفاعل ومتوازن، واضعة نصب أعينها أولاً إنهاء الاحتلال ldquo;الإسرائيليrdquo; والعمل سريعاً لقيام الدولة الفلسطينية، التي قد يشكل قيامها الضمانه الحقيقية لاستمرار المفاوضات وقدرتها على مواجهة كل العقبات التي قد تعترض مسيرتها . وفي ظل المعطيات القائمة والتطورات الاقليمية التي تشهدها المنطقة يمكن القول إن هناك فرصة تلوح في سماء المنطقة، وهذه المرة قد تكون الفرصة الأخيرة لجميع الأطراف وخصوصاً ldquo;إسرائيلrdquo;، لكن هذه المرة هي فرصة السلام الأخيرة للجميع، والتي إن لم تتحقق فسيكون البديل خيار الحرب والعنف والتشدد والتطرف الذي قد يأخذ المنطقة بأسرها، ومصالح الولايات المتحدة والدول الأخرى إلى الخطر الحقيقي، وسيكون من الصعب على الجميع الخروج منها قبل حقبة زمنية طويلة، ولا أحد يمكنه التنبؤ بتداعياتها وتأثيراتها في مستقبل دول وأنظمة الحكم فيها . فالمفاوضات تأتي هذه المرة في ظل تحولات في موازين القوى التي تحكم علاقات المنطقة بغيرها من الدول، والتي تحكم أيضا المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة، وتأتي أيضاً في ظل بروز فواعل إقليمية جديدة لا يمكن تجاهل دورها كحركة حماس وحزب الله . والذي قد يبعث على قدر بسيط من التفاؤل أن هناك فرصة للسلام مع القيادة الفلسطينية التي يمثلها الرئيس عباس والذي يجعل من خيار المفاوضات خياره الرئيس، وصحيح أن حالة الانقسام السياسي الفلسطيني ستلقي بظلالها على الموقف الفلسطيني لكنها لا تمنع من الذهاب إلى المفاوضات، والفرصة الأخرى بالإدارة الأمريكية الجديدة وعزم الرئيس أوباما حتى الآن على قيام الدولة الفلسطينية والاقتراب من تسوية القضية الفلسطينية، ولا شك أن هناك موقفاً عربياً داعماً، وخصوصاً إذا ما دخلت سوريا في عملية تفاوض حقيقية، لكن يبقى مستقبل هذه العملية التفاوضية رهن ldquo;إسرائيلrdquo; وخياراتها في ظل حكومة يمينية يترأسها نتنياهو وائتلافه الداعم والمتبني للاستيطان في الأراضى الفلسطينية ولو على حساب أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين، وإصرار ldquo;إسرائيلrdquo; التمسك بالمبررات الأمنية، وبمفاهيم تقليدية تحكمها رؤية أيديولوجية متعصبة، وتلويحها بخيار الحرب في معالجة الملف النووي الإيراني، والتخوف من ذهاب الحكومة ldquo;الإسرائيليةrdquo; في حال وجدت نفسها في مأزق المفاوضات والسلام إلى خيار الانتخابات المبكرة حتى تعيد مسيرة التفاوض من حيث بدأت، وهنا يأتي الدور الأمريكي، وتوظيف واشنطن علاقاتها الاسترايجية مع ldquo;إسرائيلrdquo; للضغط الفاعل عليها .

وعليه فلم تعد هذه هي فرصة السلام الأخيرة للفلسطينيين بل قد تكون فرصة السلام الأخيرة ل ldquo;إسرائيلrdquo;، ومعها الولايات المتحدة التي لها مصلحة مباشرة في تسوية هذا الصراع وقيام الدولة الفلسطينية، والتي بات قيامها مصلحة للجميع بما فيهم ldquo;إسرائيلrdquo; . هذه الفرصة الأخيرة كي تتحول إلى حقيقة واقعة تحتاج إلى رؤية سياسية شاملة لكل قضايا المنطقة وإلى دور أمريكي قوي وفاعل .