خلف الحربي


أعجبني عنوان فيلم (أوباما أطلق حميدان) أحسست من خلال تركيبة الجملة أن أوباما عامل مقهى وليس رئيس أعظم دولة في العالم فكدت أطلق حملة على الفيس بوك بعنوان: (أوباما جب لي واحد شاي بالنعناع)!، ومع احترامي الشديد لكل الإخوة الذين شاركوا في هذا الفيلم ndash; وهم يعلمون مكانتهم عندي ndash; فإنهم تجاهلوا حقيقة مهمة وهي أن السيد أوباما لا يستطيع توجيه أمر إلى حارس المدرسة التي تدرس فيها ابنته، لأنه بالنسبة للأمريكيين مجرد موظف كبير حتى لو كان رئيسا للبلاد وبالتالي هو لا يستطيع تجاوز صلاحياته الدستورية استجابة لنداءاتهم العاطفية.
و طوال الأيام الماضية قرأت الكثير من النداءات التي تطالب أوباما بمنع القس جونز من تنفيذ تهديداته بحرق نسخ من المصحف الشريف، وقد حاول أصحاب هذه النداءات تذكير أوباما بجذوره الإسلامية ووالده (حسين) وكأن بمقدور أوباما أن يرسل ثلاثة من الجنود الأشاوس كي يسحبوا جونز من أقدامه ويلقوا به في أقرب زنزانة على الطريق!.
يتجاهل هؤلاء أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات تتمتع بالاستقلال القضائي وتكفل للفرد حرية التعبير عن أفكاره، وأن أوباما ما كان له أن يصل إلى هذه المكانة لو لم يكن في دولة ديمقراطية تقدس المساواة بين المواطنين دون الالتفات إلى أعراقهم ودياناتهم، وأن أوباما لو كان في ديار المسلمين فإن أفضل وظيفة يمكن أن يحصل عليها هو العمل في غسيل السيارات بعيدا عن عيون البلدية!.
قبل عام تقريبا تمت محاكمة عمة (أوباما) لمخالفتها قوانين الهجرة ولم يجرؤ بالطبع على التدخل لصالح عمته لأنه يعلم جيدا بأنه لو اتصل هاتفيا بموظف إدارة الهجرة من أجل التوسط لعمته فإن أقل شيء يمكن أن يفعله هذا الموظف هو إغلاق الخط في وجهه ثم يذهب ليلعب البلياردو في أقرب ملهى وهو يتمم: (رئيسنا ما يستحي)!.
حاولوا أن تستعيدوا سيناريو الأحداث حين تورط كلينتون في فضيحة أخلاقية، لم ينزعج الأمريكان كثيرا مما فعله الرئيس بل كان سر غضبهم هو أنه كذب عليهم، فظهر في خطاب شهير وهو مكسور الجناح مصفر الوجه (ياحبة عيني) ليعتذر للشعب الأمريكي عن كذبه ويعترف بأخطائه المخجلة، كانت صورته في ذلك الخطاب مثيرة للشفقة، وحين تشفق على رئيس أعظم دولة في العالم فإن ذلك قد يساعدك على فهم السبب الذي جعل الأمريكان أسياد هذا الكوكب!.