محمد صلاح الدين

في غمرة الضجة الإعلامية التي أحاطت بحادثة حرق نسخ من القرآن الكريم، من قِبل قس أمريكي مغمور، قامت السيدة أنجليا ميركل مستشارة ألمانيا، وفي حفل أقيم في العاصمة برلين، بتسليم جائزة الحرية الصحفية لرسام الكاريكاتير الدنمركي صاحب الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه، واعتبرت المستشارة ميركل الرسام الدنمركي رمزًا للحرية والحفاظ عليها. أمثال هذا القس اللاهث خلف الشهرة، والكسب الرخيص، والابتزاز، والجاهل باعترافه بالقرآن الكريم، فهو كما قال لم يقرأه، وإنما يريد إحراقه، لا يستحق الملامة، ولا حتى الاعتبار، وقد تبرأت منه ابنته، وأدانت فعلته، ووصفته بأنه مجنون، كذلك فعلت المدينة الأمريكية الصغيرة التي يسكنها القس، إذ اجتمع أهلها، وتبرأوا منه، وأدانوه، وأكدوا احترامهم للقرآن والإسلام. * * * لكن.. ماذا يمكن للمرء أن يقول عن مستشارة ألمانيا الغربية، إذ تضفي أعلى تكريم أدبي على رسام مستهتر مهووس، أساء أبلغ إساءة لمقدسات ألف وخمسمائة مليون مسلم، وتجنى بأسلوب رخيص على أغلى رموز الدِّين الإسلامي محمد صلوات الله وسلامه عليه، ومن قبل ذلك ارتكبت الحكومة البريطانية نفس الحماقة، فأوصت الملكة بمنح الزنديق الهندي سلمان رشدي وسام فارس، مكافأة لروايته الرخيصة آيات شيطانية، التي يتهجّم فيها على القرآن، ويشكك في الدِّين. مثل هذه الجوائز الرفيعة، وما يصاحبها من شهرة، وأضواء، ومكاسب، وحفاوة رسمية وإعلامية، من شأنها أن تشجع طالبي الشهرة والتكسب من المسلمين وغير المسلمين، على تجاوز حرية التعبير وامتهانها، ممّا لا يمكن لأحد أن يضبط أو يسيطر على ردود فعلها أو نتائجها، خاصة إذا جاءت من رؤساء دول كالمستشارة الألمانية ميركل! ولم تجد رادعًا من سلطة أو قانون! وَلَكَمْ يتمنى المرء أن يقدم سفراء الدول العربية والإسلامية في برلين، احتجاجهم للمستشارة ميركل ضد تكريمها للرسام الدنمركي (الحديث موصول).