انقسام في quot;حزب اللهquot; بين مؤيد ومعارض بعد تأكد معرفة زعيم quot;التيار الوطني الحرquot; بعمالة فايز كرم لإسرائيل

بيروت - خاص


كشفت مصادر مقربة من كوادر أمنية عليا في quot;حزب اللهquot; لquot;السياسةquot;, أمس, أن نتائج التحقيق التي أجريت مع العميد فايز كرم, القيادي في quot;التيار الوطني الحرquot; وأحد المقربين جداً من النائب ميشال عون, أحدثت شرخاً في صفوف الكوادر القيادية في الحزب, بين مؤيدين لفك التحالف مع quot;التيار العونيquot;, وآخرين يدعون إلى استمراره.
ووفقاً للمصادر, تعالت أصوات كوادر في الحزب لفك التحالف مع quot;التيار الوطني الحرquot; في ضوء نتائج التحقيق التي أثبتت بما لا يقبل الشك ان ميشال عون كان على علم بالاتصالات التي يجريها كرم مع الإسرائيليين, مذكرين بالتاريخ السياسي المتقلب لعون واتصالاته المفضوحة مع جهات استخباراتية غربية والتي قد يكون من بينها أيضاً جهات استخباراتية اسرائيلية.
وتوجهت هذه الكوادر إلى قيادة الحزب مطالبة بفك التحالف مع عون, ومحذرة من أن استمراره من شأنه أن يلحق ضرراً جسيماً بالحزب الذي طالما رفع راية الجهاد مع اسرائيل, ويلوث تاريخه الجهادي النظيف.
في المقابل, برر مؤيدو استمرار التحالف مع عون موقفهم بأن هذا التحالف أثمر نتائج طيبة جداً بالنسبة لmacr;quot;حزب اللهquot; ومنحه المزيد من الشرعية في الساحة السياسية كجهة لبنانية بعيدة عن الطائفية وعن الارتباط العضوي للحزب بايران, كما يحاول معارضو الحزب تصوير ذلك, مذكرين بأن هذا التحالف لم يكلف الحزب أي شيء, حيث لم يضطر إلى دفع أي ثمن سياسي في مقابله كما أثبتت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة الصيف الماضي.
وكشفت المصادر أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لم يفض بعد في هذا الخلاف, مشيرة إلى أنه يميل إلى استمرار التحالف مع عون في هذه الفترة الحساسة التي يواجه فيها الحزب القرار الظني للمحكمة الدولية.
وفي هذا السياق, تشاور نصر الله مع السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي وقائد قوة لبنان في quot;فيلق قدسquot; التابع لmacr;quot;الحرس الثوري الايرانيquot; حسن مهدوي, وينتظر اتخاذ القرار من قبل المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي للبت في هذا الموضوع, بعد أن وجه إليه رسالة قبل أيام عدة بهذا الصدد.
وكانت قناة quot;ام تي فيquot; التلفزيونية اللبنانية, نقلت في نشرتها مساء أول من أمس, عن مصدر في quot;التيار الوطني الحرquot; تأكيده أن الحملة التي يشنها عون على شعبة المعلومات ومدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا سببها اعتراف أدلى به فايز كرم أمام قاضي التحقيق رياض أبو غيدا, أكد فيه معرفة عون بعمالته لإسرائيل, أقله منذ العام 2006 .
وكشف المصدر, الذي لم يفصح عن هويته, أن كرم اعترف أنه قصد صباح أحد الأيام في حرب يوليو العام 2006 منزل عون في الرابية, وقال له: quot;جنرال, أنت تعلم بعلاقتي مع ضابط في الإستخبارات الإسرائيلية أصبح اليوم مسؤولاً في لندن, فما رأيك أن أعرض عليه أن تكون أنت الوسيط بينهم وبين quot;حزب اللهquot; لإنهاء الحرب وتلعب الدور البطولي أمام الجميعquot;? فأجابه عون: quot;بيعهم هلق, ودعهم جانباً, مش وقتهاquot;.
وأكد المصدر أن محامي كرم حذر عون من أن ذلك الاعتراف يشكل دليلاً على معرفة عون المسبقة بعمالة كرم للإسرائيليين, مشيراً إلى أن ردة فعله لم تحمل أي تأنيب أو أي إجراء تأديبي بحق كرم لمنعه من متابعة العمالة, إضافة إلى عدم قيامه بواجبه الدستوري والقانوني والمدني بإبلاغ السلطات المعنية هذه المعلومات.
ولفت المصدر إلى أن عون قرر مواجهة هذا الواقع المقلق بشن حملة عنيفة على فرع المعلومات والقضاء, ودفع quot;حزب اللهquot; للانضمام إليها, وهو ما تحقق له بوساطة المدير العام السابق للأمن العام اللواء المتقاعد جميل السيد بمعرفة الحزب أو بغير معرفته.
ورداً على هذه المعلومات, قال عضو تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; النائب نبيل نقولا quot;أريد أن أعرف من هو المصدر في quot;التيار الوطني الحرquot; الذي رفض الكشف عن اسمهquot;, معتبراً أن quot;هذا الأسلوب هو أسلوب الأشباحquot;.
وأضاف quot;إذا وجه السؤال الى محامي العميد كرم سيوضح هذا الأخير أن كل الكلام الذي يشاع في البلد ليس له أساس من الصحةquot;.
وإذ جدد موقف quot;التيار الوطني الحرquot; الرافض لوجود فرع المعلومات لأنه quot;بات خطراً على البلدquot;, قال نقولا quot;لم نعد نسمي فرع المعلومات بتسميته بل هو فرع quot;الزعرانquot; وفرع الاشاعات وفرع التلفيقات, ولكن هذه الأمور لن توصلهم الى نتيجة ولن نخضع الى الابتزاز وسنقول لهم إننا سنصبح أكثر شراسة, ولن نسمح ببقاء فرع المعلومات والقاضي سعيد ميرزاquot;.