زهير الدجيلي
بعيدا عن التصريحات التي ادلى بها امين عام الجامعة العربية في بغداد اثناء زيارته لها بان مكان وزمان عقد القمة العربية في مارس في بغداد لم يتغيرا ، الا ان المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية هوشيار زيباري اعطى اشارة للمراقبين بان زيارة موسى ولقاءاته مع المسؤولين كانت بهدف عرض رغبة عديد من البلدان العربية في عقد القمة في مكان آخر ،لوجود هواجس امنية من ان الوضع الأمني ما زال غير آمن، رغم تاكيدات عراقية تحاول ازالة الهواجس.
فقد لوحظ قول زيباري: laquo;بحثنا انعقاد القمة برئاسة العراق في مكان آخر، لكن القرار هو انعقادها في بغداد، وليس في أي مكان آخر، اما انعقادها في دولة المقر او غيرها فهو امر ليس مطروحا بالنسبة إلى العراقraquo;.
اعقب ذلك تاكيد رئيس الوزراء نوري المالكي الاستعداد أمنيا واداريا لاستضافة القمة، ورفضه ان تعقد برئاسته في مكان آخر.
هذا التجاذب قد لا يكون محسوما الآن في خضم المجاملات والتصريحات التوفيقية التي تصدر من هذه الجهة او تلك. ولكن كلما اقترب موعد القمة كلما اتضحت احتمالات ازمة بين بغداد والجامعة قد تؤدي الى نقل القمة إلى مكان آخر او تاجيلها. مصادر سياسية استطلعتها القبس قالت إن القادة العراقيين يعولون كثيرا على عقد القمة في بغداد، لأسباب عدة قد يكون التقارب مع العالم العربي آخر هذه الأسباب، لكن السبب الأول الرئيسي هو اثبات قدرة النظام على فرض الاستقرار. والقول ان العراق اصبح قادرا على إدارة نفسه بنفسه، وليس قوات الاحتلال الأميركية التي ما زالت تملك مايقارب الـ80 الف جندي في البلاد.
وترى تلك المصادر: ان الموقف العراقي يتمسك بقرار قمة سرت، لكنه تجاهل النص الكامل للقرار الذي يقول laquo;تكون القمة برئاسة العراق على ان تعقد على اراضيه إذا سمحت الأوضاع بذلك، او في دولة المقرraquo;.
العراقيون متمسكون بالجزء الأول من القرار فيما المطالبون بتغيير المكان متمسكون بالجزء الثاني (اذا سمحت الأوضاع بذلك).
ورغم ان المسؤولين انجزوا استعدادات كبيرة وآمنة لعقد القمة التي ستكون غالبا في دائرة المنطقة الخضراء، كما أنفقوا ما يقارب 500 مليون دولار على الاستعدادات من طرق وابنية واحترزات امنية، الا ان العراق كان عليه ايضا ان يراعي حسابات الدول العربية الأخرى الأمنية، وليس حساباته هو فقط.
وعلى حد قول دبلوماسي عربي: اذا كانت أوضاع بغداد تسمح بهجمات صاروخية يومية على المنطقة الخضراء، وتسمح بهجمات على دور المسيحيين، وارتفاع معدلات الاغتيالات، فكيف يريدنا العراقيون ان نطلب من القادة العرب ان يطمئنوا للاستعدادات الأمنية؟
وبعض البلدان العربية مازالت ترى من الصعوبة ان تعقد القمة في بلد محتل من قوات أجنبية. وقد يكون حضور قادتها مقبولا من وجهة النظر السياسية والأخلاقية لو عقدت القمة بعد انسحاب تلك القوات، كما هو مقرر العام القادم. ورغم ذلك فقد تسفر الأيام القادمة عن مواقف مختلفة تؤدي الى عقد القمة في بغداد، كما يريد العراق، ولكن على مستوى وزراء.
التعليقات