خليل علي حيدر


ماذا نعرف عن هضبة الجولان وحياة الناس فيها منذ عام 1967 أهالي الجولان السوريون، يقول نظير مجلي من تل ابيب، في تقرير نشرته الشرق الاوسط في 13-12-2010 يتمسكون باراضيهم، ولايبيعون شبرا منها للاحتلال رغم مضى 43 سنة عليه، ولكنهم لايستطيعون الاعتماد بعد الان على مردود الزراعة، حيث تفقد هذه المهنة مكانتها لصالح الصناعة والتجارة ومهن اخرى، وهكذا تتحول الارض الى عبء على صاحبها!
وبما ان هناك الان نهضة علمية كبيرة في قرى الجولان السو رية، حيث يوجد مايزيد على 2000 laquo;الفيraquo; خريج جامعي، اكثر من عشرهم درسوا الطب في الجامعات السورية وجامعات روسيا وحتى في الجامعات الاسرائيلية، فان الزراعة آخذة بالاندثار، وتحل محلها مهن اخرى تشكل مصدر رزق أفضل وأيسر.
ويضيف الاستاذ نظير مجلي ان الاطباء السوريين يملأون المستشفيات والعيادات الاسرائيلية، من المطلة على حدود لبنان في المناطق الشمالية، وحتى ميناء ايلات في الجنوب ويقول انهم ناجحون ومطلوبون.
واحد هؤلاء الاطباء الذي فضل عدم ذكر اسمه يعمل في اربع عيادات خاصة بالاضافة الى وظيفة كاملة، اي بدوام كامل، في احد المستشفيات الاسرائيلية، وقد وافق على كشف حجم دخله بشرط الا تنشر الجريدة اسمه فقال انا احصل في الشهر الواحد على ما معدله 28 الف دولار، اي مائة الف شيكل بالعملة الاسرائيلية، مثل هذا الدخل لا احصل عليه في اي مكان في العالم العربي.
واضاف هذا الطبيب القضية ليست قضية مالية فحسب فهنا يوجد مجال لتطوير القدرات بشكل كبير اكثر من عالمنا العربي، وانا لا اقول هذا تنكرا لأصلي، بل بالعكس، فانا متمسك بعروبيتي وبقوميتي السورية.
وارى في سورية وطني الام الذي لا اتنازل عنه، وارى في بشار الاسد رئيسي، وفي الحكومة السورية حكومتي، وارى في اسرائيل دولة محتلة.
سألناه اليس ماتقول مجرد ضريبة كلامية في الوطنية؟ فرد بلهجة غاضبة بالعكس تماما وفي نظري هذه هي الوطنية واضاف انه درس في اوروبا الشرقية بفضل الحكومة السورية، وقال ان ما اقوم به الان من خدمات طبية يسعف الوف اليهود والعرب في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية التي اعمل في احد مستشفياتها تطوعا، وكذلك يخدم اهلي في الهضبة وهناك مئات الاطباء الذين تخرجوا في الجامعات السورية يشهد لهم الاطباء الاسرائيليون بالامتياز في العمل والدقة والمهنية.واعتقد أن السبيل لحل التناقضات في اوضاعنا هو في تحقيق سلام حقيقي، فعندها يمكنني ان اواصل العمل في اسرائيل وفي سورية واذ قررت حكومتي السورية الا اعمل في اسرائيل، فسأحاول اقناعها بان هذا القرار خاطئ، لكن اذا اصرت فسألتزم بقرار حكومتي ولن اعمل في اسرائيل، وسألناه عن الارض التي كان يزرعها والده وتعتبر مصدر رزق اساسيا للعائلة فقال ان قضية الارض قضية الصراع الاساسية ولاينبغي ان نفرط فيها رغم اننا لانحتاج الارض اليوم كمصدر رزق، والزراعة مهنة قاتلة في ظروف الجولان، وانا اتمنى ان لا أرى والدي يعمل فيها.