الكويت - القاهرة

يراقب العالم بقلق ما يجري في مصر، ويكثف ضغوطه، خصوصاً الولايات المتحدة وأوروبا، لكي laquo;تثمرraquo; الأحداث إصلاحات سياسية واقتصادية سريعة تؤمن عودة الحياة الطبيعية بأقل قدر من الخسائر، وبما يزيل عوامل التأزيم المستمر في الحياة السياسية المصرية.
ويكمن قلق واشنطن والغرب عموماً في الخوف من أن ينفجر الوضع في مصر نتيجة عوامل الاحتقان المعروفة، وفي وقت مفاجئ وغير قابل للسيطرة، وتقع البلاد بالتالي تحت سلطة الفوضى والتطرف، بما يهدد أمن المنطقة والعالم.. ولان عدم تجاوب الرئيس مبارك الآن مع الإصلاحات المطلوبة يمكن أن يؤدي إلى النتيجة ذاتها.
والإصلاحات المطلوبة معروفة، وتبدأ بعدم ترشيح الرئيس مبارك لنفسه في انتخابات الرئاسة نهاية العام الحالي، بعد ثلاثين سنة من الحكم المتواصل، وأن ينهي بصورة حاسمة مسألة ترشيح ابنه جمال للرئاسة وتوريث السلطة له، وأن تشكل حكومة جديدة، ويعيد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة التي شابها تزوير فاضح، خصوصاً أن هذه الانتخابات كانت فاتحة عملية الاحتقان التي أدت إلى نزول الناس إلى الشارع.
وقد لوحظ أن التصريحات الأميركية والأوروبية، المطالبة بإصلاحات ووقف القمع، قد تتالت بصورة لافتة، بعد تصريحات للبيت الأبيض ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، لكي تسجل حالة ضاغطة على السلطات المصرية، وتؤكد أنه لا مجال للحصول على أي دعم غربي للسلطة، من دون إصلاحات.
وترى مصادر غربية أن أزمة من هذا النوع ستؤدي لا محالة إلى نتائج حاسمة إذا استمرت 48 ساعة إضافية، فإما أن تنهار التركيبة الحاكمة أو ينجح الجيش في ضبط الوضع، وهذا يعني تسلمه السلطة ولو تدريجيا.