لندن


اهتمت الصحف البريطانية بشكل واسع بالتطورات في مصر وتصاعد حدة التوتر مع خروج قوى المعارضة والشباب المصري في تظاهرات للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك.
صحيفة الديلى تلغراف تناولت الموضوع ونشرت مقالا تحليليا تحت عنوان laquo;مصر تحتاج إلى إصلاح وليس ثورةraquo;.
وتقول الصحيفة ان تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ زادت من الضغوط الدولية التي تمارسها الدول الغربية على الحكومة المصرية بضرورة التحلي بضبط النفس في تعاملها مع التظاهرات الغاضبة ضد حكم الرئيس مبارك.
ونقلت الصحيفة عن هيغ مطالبته للحكومة المصرية بضرورة laquo;الاستماع إلى المتظاهرين وضمان حرية التعبير والتجمعraquo; وهي الدعوة التي جاءت بعد دعوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى تشعر بالقلق إزاء الاجراءات القمعية التي تقوم بها قوات الأمن تجاه الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ ثلاثة عقود.
وذكرت التلغراف ان ارتفاع البطالة والغلاء وازدياد موجة الاستياء من الحكم القمعي كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت الآلاف من المصريين إلى النزول الى الشوارع للتعبير عن غضبهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرا من منظمي الاحتجاجات من الشباب المتعلمين من الطبقة المتوسطة الذين شعروا بالاحباط لانعدام الفرصة المتاحة لهم في بلد خضع لقانون الطوارئ منذ اغتيال الرئيس السابق أنور السادات في عام 1981.
وأضافت أنه بدلا من أن تقوم الحكومة بالاستماع لمطالب المحتجين شنت حملات اعتقال جماعي، والآن هي متهمة بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت التي يستخدمها منظمو الاحتجاجات لتنسيق حملاتهم.
وحذرت من أن نظام مبارك يمكن أن يكون مصيره الفناء إذا ما أصرت الحكومة على تحدي إرادة الشعب المصري.
وتناولت صحيفة الغارديان أيضا التطورات في مصر وقالت إن الرئيس مبارك يواجه الآن تحديات على عدة جبهات مع خروج الآلاف للمشاركة في أكبر احتجاجات تشهدها مصر منذ عقود والتي سيشارك فيها أحد أكبر منتقدي مبارك وهو محمد البرادعي الذي دعا صراحة إلى laquo;نظام جديدraquo; بديلا لنظام مبارك.
وأَضافت الصحيفة أنه مما يضاعف من تأزم الموقف لمبارك الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود هو إعلان جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في الاحتجاجات.
ووفقا للغارديان فإن حواجز أمنية ورجال جهاز أمن الدولة منعوا الجماهير من استقبال البرادعي ولكن ذلك لم يمنعهم عند رؤيته من الصياح laquo;نريدك معنا غدا يا دكتورraquo;.
ونقلت الصحيفة أيضا عن شاب مصري يعمل طبيب أسنان ويدعى شريف قوله laquo;نحن مصريون ومن واجبنا استقبال البرادعي الذي نريده أن يقودنا إلى التغيير الذي نسعى إليهraquo;.
ورفض شريف الانتقادات التي وجهت للبرادعي لتأخره في الانضمام للاحتجاجات قائلا laquo;هذا ليس دوره أن يحتج، نحن من نخرج إلى الشارع للاحتجاجات ونريده فقط أن يكون قائدا لنا ورمزا لما بعد، وهو ما نفتقده الآنraquo;.