عضوان الأحمري

من القهر أن يموت ملك الفلاشات معمر القذافي بدون تصوير فيديو احترافي. ماذا كانت تعمل القنوات الإخبارية هناك؟ العقيد القذافي، الساخر والمهاجم، يموت بدون تصوير فيديو واضح له قبل وبعد.
القذافي كان يسخر بالرؤساء العرب، متغطرساً وضارباً بالعروبة وجميع الروابط عرض الحائط، كان يعتقد أنه الناجي، وأنه من يسير على الطريق القويم، وفجأة يموت بدون فلاشات ما عدا اجتهادات للثوار لتصويره في لحظاته الأخيرة.
من أنتم! السؤال الأشهر في مسيرة العرب، يموت دون إجابة عكسية من العقيد! كان بودي أن يسأله الثوار: من أنت، أو على الأقل قالوا له: نحن quot;أنتمquot;!
كل البطولات التي صنعها القذافي أمام الإعلام كانت زائفة، لكن لأن الشعوب العربية عاطفية في غالبها فهي تصدق الكذبة عبر الإعلام وتطير بها.
القذافي، من خلال وسائل الإعلام المرئية، كان يعتبرعند كثير من quot;العربانquot; البطل الذي يرفض المؤامرات وquot;الانبطاحيةquot; للغرب، لكن الحقيقة أنه يمد يده لمن يشاء، وينفضها عمن يشاء، وفجأة يتحدث عن عمالة العرب للغرب.
صاحب أغرب لقب، ملك ملوك أفريقا.. صاحب أشهر سؤال: من أنتم؟
صاحب لقب أكثر رجل يستخدم أقمشة.. صاحب أفضل لقطة سينمائية حين خرج على الجميع في سيارة قولف وهو يحمل مظلة من المطر.. صاحب العلاقة الوطيدة مع النظارة الشمسية.. كل هذه العلاقات والألقاب.. ثم مات بشكل مريب، بشكل لم يتم توثيقه، في مقطع مرئي تشعر أنه حي، ومشهد آخر يشعرك أنه قناع ملطخ بالدماء.
قد يكون للأضواء التي سلطها الإعلاميون على القذافي علاقة بحرقه إعلامياً قبل موته.
الثوار كانوا يتقدمون، وفي كل مرة يدخلون بلدة جديدة يحررونها من تسلط القذافي، لم يكن أحد مهتماً به، لأنه كان يعتبر شعبه جرذانا حتى آخر لحظة.
مات.. كيف؟ الروايات متضاربة. لكن الذي نريده هو فيديو احترافي له في لحظاته الأخيرة، لعل رحمة الضوء الإعلامي تظل معه حتى مثواه الأخير.
quot;من أنتم؟quot;