تظاهرة في لبنان تدعم الاحتجاجات ضد نظام الأسد في سوريا

عقدت نحو مئة شخصية سورية إجتماعاً الأحد في دمشق لتقديم quot;طريق ثالثquot; يمثل على حد قولها خياراً وسطاً بين النظام والمعارضة، التي تطالب برحيله وتقود انتفاضة شعبية غير مسبوقة، في حين واصل الجيش عمليته العسكرية في شمال غرب البلاد.


دمشق: اجتمعت نحو مئة شخصية سورية الأحد في دمشق لبحث بلورة quot;طريق ثالثquot;، في ثاني اجتماع سياسي تشهده العاصمة السورية خلال اسبوع بعد اجتماع أول ضم الاثنين شخصيات مستقلة معارضة ومثقفين دعوا الى استمرار quot;الانتفاضة السلميةquot; حتى إرساء الديمقراطية.

وقال احد المنظمين لوكالة الأنباء الفرنسية ان المشاركين يقدمون انفسهم quot;كطريق ثالث بين المعارضة والسلطةquot;. وشارك في اجتماع الاحد نواب حاليون وسابقون بينهم محمد حبش وحسين عماش.

ودعيت شخصيات معارضة كانت شاركت في اجتماع الاثنين الفائت الى لقاء اليوم، لكنها لم تلب الدعوة. وحصل اجتماع الاحد في الفندق نفسه الذي استضاف لقاء الاثنين رغم ان ادارة الفندق رفضت استقبال المجتمعين في البداية.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاجتماع عقد بعنوان quot;المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سورياquot; وطرحت فيه quot;اربعة محاور بدءا من بناء الثقة وصولا الى العدالة الاجتماعية والتنمية ومرورا بآليات الانتقال السلمي الى الدولة الديمقراطية المدنية وتشريعهاquot;.

واضافت ان quot;المؤتمرين حاولوا بلورة موقف وطني يعتمد الحوار آلية لتجاوز الازمة الحالية والانتقال الى مرحلة يتوافق فيها كل أطياف المجتمع السوري تحت سقف الوطن وصولا الى سوريا الجديدة وذلك وفق برنامج زمني محدد وواضح لا يتجاوز عاماquot;.

وبحسب سانا فقد اتفق المؤتمرون على quot;ايجاد الوسائل الممكنة لوقف العنف وانتهاج لغة الحوار والعقل ومحاربة اعمال العصابات المسلحة والتحقيق مع الجهات المسؤولة عن تردي الاوضاع الامنية والقتل والتخريب ونشر الذعرquot;.

كما quot;دعوا المؤسسة الاعلامية للارتقاء بعملها مع توخي الشفافية والمنطق والتوثيق والمهنيةquot; مطالبين بquot;ضمان تنفيذ العفو العام عن معتقلي الرأي ووضع رؤية شاملة لتحديد المطالب السياسية والانتقال نحو الديمقراطية الحقيقيةquot;.

كما دعوا الى quot;طرح قوانين الاعلام والانتخابات والاحزاب على طاولة النقاش وإصدارها بالسرعة الممكنة وصولا الى برلمان تعددي ديمقراطي وتعديل الدستور بشكل يعكس التنوع الوطنيquot;.

واكدوا quot;العمل لمكافحة الفقر والبطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة المتوازنةquot; مطالبين quot;بتشكيل لجنة لمراقبة ومتابعة العمل دون تأخير والمحافظة على وحدة الوطن ورأب الصدع ورفض جميع الممارسات الخارجية على سورياquot;.

ميدانيا افاد ناشط حقوقي بأن وحدات من الجيش السوري تؤازرها آليات عسكرية تابعت تقدمها نحو قرية كفر رومة في اطار استمرار العملية العسكرية التي بدأها في ريف ادلب (شمال غرب) منذ منتصف حزيران/يونيو.

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان quot;97 الية عسكرية بينها مدرعات وشاحنات وناقلات جنود تقل الاف العسكريين اتجهت مساء السبت نحو قرية كفر رومةquot; الواقعة بين قرية كفر نبل ومعرة النعمان.

واضاف رئيس المرصد ومقره لندن، quot;ان المئات من سكان القرية خرجوا ليلا للتصدي ومنع تقدم الاليات الا ان الاليات تابعت مسيرها لمباشرة العمليات العسكرية في تلك المنطقةquot;. واشار الناشط الى quot;حملات اعتقال قام بها رجال الامن مساء امس في عدة قرى تابعة لجبل الزاوية كما تم هدم منازل لنشطاء في بلدة البارة واعتقال اهالي نشطاء متوارين من اجل الضغط عليهم وتسليم انفسهمquot;.

وكان ناشط حقوقي اعلن الخميس ان 10 اشخاص قتلوا بنيران القوات السورية الاربعاء مع دخول الجيش قرى جديدة في محافظة ادلب في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في 15 اذار/مارس تتحدث السلطة التي ترفض الاقرار بحجم الاحتجاجات عن وجود quot;ارهابيين مسلحين يزرعون الفوضىquot; لتبرير تدخل الجيش.

وفي حماة التي اقال الرئيس الاسد محافظها السبت غداة تظاهرة ضخمة مناهضة للنظام quot;تمركزت اليات عسكرية على بعض المحاور في مداخل المدينة كما سمع مساء السبت دوي اطلاق نار كثيفquot; بحسب عبد الرحمن.

وشهدت مدينة حماة (210 كلم شمال دمشق) اكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر مطالبين برحيل النظام السوري، بحسب ناشطين. وافاد الناشطون بأن quot;المتظاهرين قدموا من مساجد وقرى مجاورة وتجمعوا في ساحة العاصيquot; لافتين الى ان quot;التظاهرة التي امتدت إلى مسافة اكثر من كيلومتر جرت في اجواء خلت من عناصر الامنquot;.

من جهتها دعت صفحة quot;الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011quot; على موقع فايسبوك الى شن حملة اعتبارا من الثلاثاء تحت عنوان quot;لن ندفع ثمن الرصاصquot; بهدف quot;مقاطعة منابع النظام الاقتصاديةquot;. وتحدثت الصفحة عن تظاهرات عديدة جرت الاحد في مدن سورية عدة ولا سيما مساء.

ونشرت مواقع المعارضة على الانترنت شريط فيديو يظهر فيه رجل بلباس عسكري عرف عن نفسه بأنه نقيب في الجيش السوري معلنا انشقاقه عن الجيش وانضمامه الى quot;حركة الضباط الاحرارquot;.

وبالموازاة زادت الضغوط الدولية على نظام الرئيس بشار الاسد مع اعلان سويسرا الاحد تجميد ارصدة مرتبطة بهذا النظام. وقالت وزارة الاقتصاد السويسرية ان سويسرا جمدت 31,8 مليون دولار (21,9 مليون يورو) من الارصدة المرتبطة بالنظام السوري.

وسبق لسويسرا ان تبنت في ايار/مايو عقوبات مالية بحق 23 مسؤولا سوريا بينهم رئيس الاستخبارات علي مملوك ووزير الداخلية محمد ابراهيم الشعر لquot;ضلوعهم في قمع المتظاهرينquot; في سوريا. ومذذاك، اصبحت المؤسسات المالية السويسرية ملزمة ان تبلغ السلطات قيمة الارصدة التي لديها والمرتبطة باشخاص quot;تحت طائلة ملاحقات جنائيةquot;.

وفي انقرة اعلنت وكالة ادارة الاوضاع الطارئة التابعة لرئيس الوزراء التركي الاحد ان عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا الى بلادهم بلغ خمسة الاف وان نحو عشرة الاف ما زالوا في تركيا.

واوضحت الوكالة على موقعها على الانترنت ان 343 لاجئا فضلوا العودة الى سوريا ليرتفع عدد الذين عادوا الى بلادهم الى 5001، في حين عبر عشرون لاجئا جديدا الى تركيا ليرتفع عددهم الاجمالي في تركيا الى 10227، مشيرة الى ان 60 شخصا يتلقون حاليا العلاج في المستشفيات التركية.

وقد تراجع عدد اللاجئين السوريين في تركيا بعدما بلغ 11739 في 24 حزيران/يونيو مع انتشار القوات السورية مدعومة بدبابات عند الحدود السورية التركية ما ادى الى فرار سوريين كانوا عند الخط الحدودي الى تركيا. ومن حينها بدأ العدد يتراجع مع عودة اللاجئين الى سوريا ومراقبة الجيش السوري العبور عند الحدود التركية.