ما يجري في سوريا من خضّات أمنية كان له أثر غير مباشر على سياحة لبنان، خصوصًا مع تأكيد كل من نقيب الفنادق والمطاعم ان عددًا لا يستهان به من الاردنيين والسوريين والخليجيين الذين يأتون برًا الى لبنان، عدلوا عن ذلك.


بيروت: يؤكد رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار أشقر أن لبنان وجهة سياحية لا بأس بها اذا ما قارناها بالمنطقة العربية وبما يجري فيها اليوم، ويضيف:quot; بلغ الإشغال الفندقي في بيروت نحو 80% ، ما سبب ذلك؟ يؤكد أن الأمر عائد للمؤتمرات والمهرجانات السياحية، وهو يتوقع أن تتحسّن نسبة الاشغال خارج بيروت مع زيادة النشاط السياحي الى المناطق. والسبب الثاني برأيه يعود الى الحجوزات الفورية للعرب والخليجيين الذين يسافرون الى لندن وفرنسا لقضاء إجازاتهم، فهم في طريق عودتهم يمرونبلبنان لأيام عدة، لأن الخليجي برأيه لا يستطيع الاستغناء كليًا عن لبنان.

حول نسبة الإقبال هذا العام مقارنة بالعام الماضي، يقول الاشقر لاحظنا تحسنًا ملموسًا بعد ركود الشهرين الاولين من العام وسبب ذلك يعود الى الخطاب السياسي المتدني وعدم تشكيل الحكومة، لكن يبقى حتمًا دون مستوى العام الماضي لجهة ازدهار السياحة.

عن الوضع السوري وانعكاس ذلك على سياحة لبنان يقول الاشقر:quot; كان التأثير على حركة السياح الاردنيين والسوريين والخليجيين الذين يعبرون بسياراتهم الى لبنان، رغم ذلك يتفاءل الاشقر بنشاط سياحي مع اي انفراج سياسي يحدثه تأليف حكومة مقبولة داخليًا واقليميًا ودوليًا.

الى الأسباب السياسية والاقليمية، يشير الاشقر الى موضوع هذا العام وهو حلول شهر رمضان في آب/اغسطس، لكنه يأمل في تعويض الخسائر مع حلول عيد الفطر.

قطاع المطاعم يعاني

قطاع المطاعم في لبنان يعاني اصلاً من ركود حتى قبل الاحداث في سوريا ما ادى الى إقفال العديد من المقاهي والمطاعم، ويقول نقيب القطاع بول العريس لإيلاف انه من خلال احصاءات وزارة السياحة لكل شهر، اتضح أن عددًا كبيرًا من سياح الاردن وسوريا وتركيا والعراق، كانوا يأتون عادة بسياراتهم، كلهم لن يأتوا هذا العام، بسبب احداث سوريا، ويضيف:quot; اما بالنسبة إلى الصيف، كنا نشهد العديد من السياح العرب عن طريق البر، يبدو انهم لن يأتوا، وكذلك الآتين عبر المطارات، وبسبب اوضاعنا غير المستقرة مع عدم تشكيل حكومة، لن يأتوا، لانه اذا تم اغلاق المطار فان طريق البر اي سوريا مقفلة، فالامر يشكل مشكلة ودوامة تقتل السياحة في لبنان.

كقطاع مطاعم غير المشاكل الامنية في الجوار والداخل مما يشكو في لبنان؟ يجيب:quot; خلال السنوات الاربع الاخيرة تم إقفال 1500 مطعم حديث، منها الف في بيروت الكبرى، وهذا خلق عرضًا لطلب كان يلبيه اللبنانيون المقيمون، ولكن اكثر من قبل لبنانيي الخليج وافريقيا المغتربين، والسياح العرب والاجانب، وبحكم ان ذلك خف اليوم، اصبح الطلب اكثر من العرض، واليوم قطاع المطاعم في لبنان يعاني انخفاض العمل فيه بنحو 40%، عن العام الماضي، وهو أمر خطر جدًا، ونتكبد خسائر كبيرة، وقطاع المطاعم مشكلته انه لا يستطيع صرف الموظفين، لانهم بالاصل قليلون، ولخلق فريق عمل يحتاج ذلك الى وقت وكلفة مادية، واليوم القطاع يعاني.

اما كيف يمكن تنشيطه؟ يقول العريس:quot; نحتاج الى استقرار سياسي، في الجوار والداخل، لكي يطمئن السائح، لكننا تأخرنا، ومن كان سيأتي رأى سوء الاوضاع، وبالتأكيد حجز في غير لبنان.

ويضيف:quot; هناك ايضًا شهر رمضان الذي سيأتي في آب/اغسطس، ما يعني ان السياح العرب لن يأتوا خلاله، ورأينا في السنوات الاخيرة ان موضة الخيم الرمضانية لم تعد موجودة، وشهر رمضان ليس سياحيًا في لبنان.

ويتابع:quot; هذا الصيف سوف تعاني السياحة وقطاع المطاعم كثيرًا ولم نعد نؤمن بعجائب مع السياسيين في لبنان.