ينعقد في بكركي غدًا لقاء موسع بين مختلف القادة السياسيين والروحيين المسيحيين لبحث الملفات المتعلقة بشجون مسيحيي لبنان ومن بينها وظائف القطاع العام، وبيع أراضي المسيحيين وضرورة التمسك بالارض ويتم الحديث عن مقاربة موضوع التوطين ايضًا.
بيروت: يؤكد النائب نعمة الله ابي نصر ( رئيس الاتحاد المسيحي الديمقراطي اللبناني) لإيلاف ان هناك موضوعين سيتم التباحث فيهما في بكركي غدًا مع اجتماع القادة المسيحيين وهما بيع الاراضي وتملك الاجانب، ويضيف:quot; كان لنا اقتراح قانون في الموضوع مدروس ويتضمن تخفيض نسبة بيع الاجانب والمعاملة بالمثل، ومن يريد ان يشتري من الاجانب يجب ان يكون لديه مشروع، وليس المضاربة في الأرض، والنسب التي سوف تقلل، فبدل أن يكون الشراء 3%، فسوف يتقلص، وسوف نشدد على القانون القديم، وهناك موضوع بيع المسيحيين وتركهم لبنان، وهذا اخطر من الاول، وكلها بحاجة إلى حملة توعية.
ويتابع:quot; مشروعنا حول هذا الخصوص من العام 2009، وسوف يتم التباحث فيه بعد عرضه في اجتماع بكركي غدًا، ويقول:quot; هناك ايضًا موضوع الوظائف العامة التي سيتم التطرق اليها، والضجة التي حصلت حول تعديل اتفاق الطائف، والموضوع يتم التداول به، كان هناك موقف من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، قال فيه انه من غير الاوان التحدث بالموضوع، اما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون فقال انه اول من طالب بتعديل الطائف، والبطريرك الماروني تبنى الفكرة بعد عرضها عليه من قبلي بصفتي رئيس الاتحاد المسيحي الديمقراطي اللبناني، واعلن البطريرك الماروني ان الطائف غير منزل، وهو كغيره من الدساتير يمكن تعديله ضمن ظروف معينة.
وتحدث ابي نصر عن الكتاب الذي وجهه الى البطريرك الماروني وقال فيه إن الإنقسام العامودي الحاد والمؤسف بين السُّنة والشيعة في لبنان وفي المنطقة، ولَّد أزمة ثقة بينهما ما جعل من الصعب أن يسلِّم طرف للآخر مقاليد الحكم والقرار. فمن مصلحة الطرفين معًا ومن مصلحة لبنان بكامله، لا بل من واجب الموارنة أن يتولوا مجددًا مسؤولية إعادة بناء الثقة بين اللبنانيين، وإظهار القدرة على إدارة شؤون لبنان بعيدًا عن أي وصاية خارجية قريبة أو بعيدة.
هذا الامر، يضيف، يستلزم إتفاق القيادات المارونية على المطالبة باسترداد الصلاحيات الأساسية التي سُلبت من رئاسة الجمهورية لتُمارس بحزمٍ وحكمة وتجرّد، هذا الموضوع الكياني يستحق أن يتصدّر جدول أعمال الإجتماع المنتظر برئاسة البطريرك في بكركي.
أما الموضوع الثاني ، يتابع ابي نصر، فلا يقل أهمية عن الأول ويتعلّق بالإتفاق بين القيادات المارونية على طرح قانون جديد للإنتخابات النيابية على أساس النسبية في الدوائر الوسطى.
لأن من شأن هذا القانون، أن يُنتج مجلسًا نيابيًا قادرًا على تطوير الحياة السياسية، وتأمين التمثيل الصحيح والشروع في بناء دولة مدنيّة عصرية تأخذ من الانظمة الغربية إيجابياتها في احترام حقوق الإنسان والمواطن، وتستمد من روح الشرق أصالته في الحفاظ على القيم الإجتماعية المنبثقة من المبادئ الدينية السّامية.
علمًا أن معالجة هذين الموضوعين الاساسيين المهمين، لا يعني إهمال معالجة بقية المواضيع الهادفة إلى تغيير ديمغرافية وجغرافية لبنان من خلال: التوطين، والتجنيس، والهجرة، والتهجير، وتملك الأجانب، وهضم حقوق المغتربين، واعتماد سياسة التمييز بين منطقة وأخرى إنمائيًا، وبين مواطن وآخر في إدارات الدولة ومراكز القرارات.
ولدى سؤاله ما كان الدور السوري في لبنان في تقليص وظائف القطاع العام في وجه المسيحييبن في لبنان يجيب ابي نصر:quot; لا دخل لسوريا بذلك، ولا علاقة لها في الامر، اما تناقص عدد المسيحيين في الوظائف العامة فبرأيه يعود السبب اليهم، لانهم تصرفوا وكأن الموضوع لم يعد يعنيهم، وهذا مرض اليأس الذي ضرب بهم، ومن اخطر الامور، والسبب يعود الى المسيحيين أنفسهم، ونطلب منهم ولوج القطاع العام الذي يشكل مسؤولية وان يتحلوا بالشفافية والصدق والكفاءة والاستقامة، لانه من واجباتهم الوطنية والمسيحية.
اما كيف يمكن تحفيز المسيحيين في العودة الى وظائف القطاع العام؟ فيجيب:quot; كغيرهم عليهم القيام بواجباتهم، وعلى السلطة واجب معاملتهم كغيرهم، وهل يستطيع البطريرك الماروني القيام بكل هذه التحفيزات؟ يقول ابي نصر:quot; البطريرك الماروني يملك صفة الارشاد والمحرك وهو صحيح زعيم روحي لكن له تأثير سياسي مميز عن كل رجال السياسة.
ولدى سؤاله بان لقاء بكركي 2 ربما يقارب موضوع التوطين، وكان لك رأيٌ فائض في الماضي بهذا الخصوص؟ يجيب:quot; بالنتيجة البطريرك الماروني يتبع سياسة حل الامور عقدة وراء الثانية، وسيأتي نهار يتم البحث فيه بمسألة التوطين، وتعديل بعض بنود الطائف، وقصة الاغتراب وحقوق المغتربين، واستعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، سياسة الانماء المتوازن، عودة المهجرين وتأمين بقائهم في ديارهم، كل هذه الامور ستحل عقدة وراء الاخرى، وكلها من منطلقات وطنية ولكن غير مذهبية.
ماذا عن ملف التوطين كيف يمكن مقاربته اليوم؟ يجيب:quot; كما نعرف التوطين مسألة خارجة عن ارادة اللبنانيين، نحن مع العودة، للفلسطينيين بالدرجة الاولى، لهذا السبب تقع ضمن سياسة لبنان الخارجية، ومن المفترض ان تتم العودة مهما كان الثمن، واذا تعذر ذلك مع الوقت، يتم بحث الوجود الفلسطيني في لبنان، وهي مسؤولية المجتمع الدولي كما وانها مسؤولية الدول العربية، ولا يمكن للبنان ان يتحمل منفردًا وزر القضية الفلسطينية.
ويرى ابي نصر ان مجرد انعقاد بكركي 2 يعني ان هناك موافقة مسبقة على التعاون بين القادة المسيحيين، وهو يأمل خيرًا من لقاء بكركي 2 وخصوصًا بوجود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
التعليقات