يحتدم جدل في أوساط المعارضة السورية حول مؤتمردعا إليهالفيلسوف الفرنسي اليهودي هنري ليفي، الذي يعتبره البعض quot;صهيونياًquot;، تسيء تلبية مبادرته إلى الحركة الديمقراطية السورية، بينما رأى آخرون أنه quot;فرنسيquot; وهم يحتاجون الرأي العام الفرنسي والغربي لدعم قضيتهم، مؤكدين أن إسرائيل ليست ممثلة في المؤتمر.
المعارضة السورية تنقسم حول مبادرة الفيلسوف الفرنسي اليهودي برنار هنري ليفي |
القاهرة: في ظل الأحداث التي تجري في سوريا، ظهرت بوادر معركة من نوع مختلف في أواخر الأسبوع الماضي عبر الصحف الفرنسية وموقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot;، حيث ينعقد الاثنين المقبل مؤتمر في سينيما سان جيرمان دوبريه في باريس تحت عنوان quot;وقف المجازر، والأسد يجب أن يرحلquot;، بمبادرة من الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي.
حملت الدعوة تواقيع شخصيات لها ثقلها السياسي، مثل وزير الخارجية السابق برنار كوشنير، ورئيس بلدية باريس بيرتراند دولانويه، والفيلسوف اندريه كلوكسمان، ورئيس الوزراء السابق لوران فابوس، وبمشاركة شخصيات سورية معارضة من المؤتمر السوري للتغيير. غير أن مشاركة برنار هنري ليفي الذي يعتبر فيلسوفًا quot;صهيونيًاquot;، أجّجت جدلاً واسعاً في اوساط المعارضة.
في بيان نشره صبحي الحديدي وبرهان غليون وسلامة الكواكبي وفاروق مردم بك رداً على مبادرة جريدة اللوموند الفرنسية، رأوا quot;أن أشخاصاً كبرنار ليفي معروفون بمعاداتهم للشعب الفلسطيني وقضيته ومساندون للاستيطان في الأراضي المحتلة الفلسطينية وكذلك الجولان السوري يحاولون الاستيلاء على حركة الشعب السوري وتطلعه إلى الحرية ومقاومته الشجاعة لآلة القمع والاستبداد الممارسة عليهquot;.
وأضافوا quot;أية مبادرة تنضوي تحت لواء هذا النداء لبرنار ليفي سنعتبرها محاولة للإساءة إلى الحركة الديمقراطية السورية ومحاولة لجعلها تنحرف عن مسارهاquot;.
وعبّروا عن أسفهم لوجود quot;اناسِ كروكار وهولاند يخلطون أسماءهم مع أسماء مفكرين فرنسيين ساندوا احتلال العراق وصفقوا لدخول القوات الأميركية إليهquot;، وقالوا quot;نعتقد أننا نمثل رأي غالبية السوريين والعرب، ونطلب منهم ومن الفرنسيين الذين يودون مساندة شعب سوريا عدم مساندة مبادرة ليفيquot;.
من جانبه، قال هيثم مناع الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الانسان quot;وصلنا إعلان عن اجتماع لأشخاص يعتبرون أنفسهم من المعارضة السورية مع المدعو برنار هنري ليفي وشلّته في باريس، وأعلن تبرأه من هذا quot;العمل القذر الذي يبيع دماء الشهداء في سوق النخاسة الصهيونيةquot;.
وعبّر عن عدم استغرابه quot;من وجود أسماء من نادي واشنطن السوريquot;، وقالquot; لا نعوّل على خجلهم من أنفسهمquot;، ولكنه طلب quot;من كل من ورد اسمه من غيرهم تبيان موقفه صراحة حتى لا يضاف إلى قائمة المرتزقة الجددquot;.
أما حكم البابا الكاتب السوري المعروف، فهاجم مؤتمر أنطاليا (المؤتمر السوري للتغيير)، واعتبر على صفحته في فايسبوك quot;ان المراهقة السياسية، والتعامل مع معارضة الاستبداد كهواية مثلها مثل جمع الطوابع ولعب الورق، التي حكمت آليات عمل مؤتمر أنطاليا، مستمرة حتى اليوم، فبعد أكثر من شهر على انتهاء أعماله، لم يقدم فيه دعماً لثورة الشعب السوري سوى انتخاب قيادتهquot;.
وقال quot;تباهى بعض منظميه من (نوفي ريش) المال والمعارضة بأنهم قادة الثورة السورية، ويقدم الاثنين في باريس على خطوة خطرة، يمنح فيها الاستبداد هدية مجانية عبر اللقاء الذي سيجمع بعض أعضاء هذا المؤتمر بالفرنسي برنار هنري ليفي المؤيد لإسرائيلquot;.
معارض سوري، رفض الكشف عن اسمه، قال لـquot;ايلافquot; إن quot;كل من يهاجم المؤتمر من المعارضة فهو يتماهى مع موقف السلطة، وينظر بمنظار النظام السوريquot;، مؤكدًا quot;ان ليفي هو فرنسي يهودي، ونحن نحتاج الرأي العام الفرنسي والغربي لدعم قضيتناquot;.
وبيّن quot;ان جريدة الوطن السورية تهاجم المؤتمر اليوم، كذلك المواقع المحسوبة على النظامquot;، واعتبرquot; ان هذا يعني أن النظام مستاء بشدة من المؤتمرquot;، وأضاف quot;تجاهل المهاجمون والمشككون ان هناك جهات أخرى دعت الى المؤتمر وركزوا على ليفيquot;.
واعتبر quot;ان السوريين الآن يدخلون في قضايا فرعية، وينسون قضيتهم الأساسية، وهي الدفاع عن الشعب السوري الذي يتعرض للقتل، وهذا مايريده النظامquot;.
وشدد على أن quot;على المعارضة السورية أن تتوحد اليوم، وأن تنبذ خلافاتها، وأن تتجاوز كل ما زرعه النظام فيها في الماضي من محاولات تخوين وتشكيك لتمضِ باتجاه هدفها في التخلص من النظام الذي يريق دماء شعبه البطلquot;.
من جانبها، قالت الناشطة السياسية لمى الأتاسي، التي ترعى مؤسستها المؤتمر في باريس، quot;ان الحاضرين هم برنار كوشنر وزير خارجيه سابق، وبايرو وليس بايو هو مسيحي ملتزم رئيس حزب الوسط، وراما ياد من اليمين دولالند عمده باريس، وهولاند واوبري مرشحين لرئاسة الجمهورية الفرنسية عن الحزب الاشتراكي، وب ه ليفي من الحزب الاشتراكي الفرنسي، وهو له مواقف لا تعجبنا دائمًا من بعض القضايا في أزمنة وإطارات محددة ككل الفرنسيين، وهو مثلا كان ضد التدخل العسكري في العراقquot;.
وأكدت quot;أن كل ما أقوله هو أننا في فرنسا، وهذا المحيط فيه يهود وغير يهود، ولا يمكن أن نطلب من سياسي فرنسي أن يكون في مواقفه مطابقًا لمواقفنا السورية والعربيةquot;. وقالت quot;العمل السياسي هنا في باريس واللقاءات هنا واضحة وشفافة مختلفة تمامًا عن ما نعرفه في سوريا والعالم العربي، انها تتسم بجو ديمقراطي فيه حرية واصغاء نفتقدهquot;.
وأسفت quot;لأن يكون التخوين سائد بأسلوب النظام نفسهوطريقته وممارساته الستالينية في التعاملquot;، وأضافت quot;انا متهمة بأنني سأتقابل مع جماعة انطاليا ب ه ليفي، وسنكون معه في مساندته للشعب السوري، وتعبيره عن سخطه على اساليب التعذيب من قبل النظام السوري، هذا الاتهام لا اجد له مبررًا، ولن أرد على أبواق النظامquot;، واشارت الى quot;أن ساركوزي نفسه يهودي الأم، فهل معنى هذا ان نتبع وليد المعلم في شطب اوروبا من خارطة العالم؟quot;.
وأكدت ان quot;اسرائيل ليست ممثلة في المؤتمر، ونحن هدفنا الرأي العام الفرنسيquot;، وعبّرت عن أسفها للأكاذيب التي بثت حول وجود منظمات يهودية، وقالت من يقوم بذلك يقوم بعمل مخزي لأنه كاذب ورأت أن quot;كل هذه المحاولات تجري عبثًا، فالشارع السوري مثقفبشكل كافليميز من هو بايرو وليس بايو مثلاquot;.
واعتبرت انه يجب علينا ان نعمل على الرأي العام الفرنسي quot;فهناك من يظن في فرنسا أن الاسد جيد لأنه مودرن وزوجته جميلة وبأن كل هذا من فعل سلفيينquot;. ووجدت quot;أن فهم الشارع الفرنسي للصوت السوري اساسي للتقارب، ولأجل اي عمل في صالح الثورةquot;.
التعليقات