بغداد
لا تزال تنظيمات القاعدة تمسك بالأرض في بعض مناطق ديالى، مستغلة وعورة تلال حمرين وصعوبة وصول القطاعات العسكرية إليها، إذ ينتشر هناك ما يعرف بالجيل الثالث لتنظيم القاعدة وتكوين معسكرات له.
ونقلت وكالة السومرية نيوز عن مسؤول صحوات المحافظة قوله quot;على رغم الهجمات الأخيرة إلا أن الجماعات المسلحة بدأت تضعف في العديد من مناطق ديالى، إذ أن العملية الأمنية التي أطلقت في ديالى إلى جانب صحوة شيوخ العشائر أسفرت عن مقتل أكثر من 125 من أعضاء تنظيم القاعدة في بلدروز جنوب بعقوبة وهي الآن تنعم بأمان نتيجة تصدي العشائر وقوات الأمن إلى العناصر التكفيرية في هذه المناطق.quot;
وأضاف quot;خطة فرض القانون في بغداد وصحوة الأنبار نجم عنها هي الأخرى فرار قيادي القاعدة من هذه المناطق إلى ديالى والتخندق في المناطق التي تعتبر معاقل لهذه الجماعات التي تسيطر على بعض المناطق في ديالىquot;.
وبمرور السنين تحوّل بعض أعضاء ما يعرف بالجيل الثالث للقاعدة إلى مستوى القيادات في التنظيم الإرهابي، وذلك لعدة أسباب يراها مراقبون للوضع الأمني في المحافظة، منها ما يتعلق بالضربات الاستباقية للأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى قدرة التنظيم في تجديد نفسه بسرعة قياسية، وقال عضو الائتلاف الوطني عن محافظة ديالى طه درع لـ quot;المدىquot;، إن تنظيم القاعدة لجأ مؤخراً إلى قيادات الجيل الثالث لإدارة عملياته المسلحة بهدف معالجة النقص في هيكليته، خصوصاً بعد تكبده خسائر quot;هائلةquot; نتيجة الضربات الاستباقية للأجهزة الأمنية. ولكنه لم يستبعد وجود إستراتيجية للتعويض المباشر لمنع حصول أي فراغ في صفوفه.
فيما كشف درع وجود ضعف في تحديث قواعد البيانات الخاصة بأعضاء تنظيم القاعدة حيث يجب تحديث قاعدة البيانات بأسماء الأعضاء الجدد لأجل قيام القوات الأمنية بتوجيه ضربات استباقية لهم للحيلولة دون قيام التنظيم بعمليات إرهابية جديدة.
كما أشاد بالتعاون الموجود بين أبناء المحافظة والعشائر ومجالس الإسناد من جهة والقوات الأمنية من جهة ثانية، ولكنه لم ينكر وجود خلل في الجانب الاستخباري من جانب توظيف المعلومات واستثمارها في الوقت المناسب.
وبحسب خبراء أمنيين إن تنظيم القاعدة قد قُسّم، إلى ثلاثة أجيال الأول هو من حصل على تدريب عسكري وانتمى إلى القاعدة قبل عام 2003 والجيل الثاني من انتمى إلى صفوف القاعدة بعد عام 2003 وخاض معارك في صفوفها، أما الجيل الثالث فهم القيادات التي برزت بعد عام 2007 وغالبيتها لا تتجاوز أعمارها الـ30 عاماً، وهو الجيل الذي يتصدر قيادة التنظيم في محافظة ديالى.
وتعليقا على موضوع الخلايا النائمة ومدى خطرها، قال عضو الائتلاف الوطني انه يفضل استخدام تسمية الخلايا غير المكشوفة على تسمية النائمة، معللا ذلك بأنها خلايا فاعلة في حقيقة الأمر، وأنها تقوم بتزويد التنظيم بالمعلومات عن الأهداف التي يستهدفونها وان واجب الأجهزة الاستخبارية هو كشف هذه الخلايا.
وتابع أن سجون المحافظة أصبحت أكاديمية لتخريج الإرهابيين، بسبب الجمع بين عتاة الإرهابيين وآخرين مشتبه بهم أو حتى أبرياء، وانه لا توجد إجراءات للفصل بينهم، الأمر الذي أدى إلى تخرج الجيل الثالث من هذه الأكاديمية نتيجة تعرضهم لعمليات غسيل الدماغ وتحولهم من أبرياء إلى المجرمين وهذا ما نتحمل مسؤوليته جميعا.
والى ذلك كشف درع لـquot;المدىquot; وصول عدد من الفارين من سجن بادوش يصل عددهم إلى 150 من الموالين لتنظيم القاعدة وتمركزهم في مناطق جبل حمرين والمنطقة الصحراوية والجبلية الممتدة بين قضاء المقدادية مرورا بمنطقة منصورية الجبل ودلي عباس وعدد آخر من المناطق شبة الجبلية مرورا بمنطقة العظيم، وعزا السبب بوصولهم إلى هذه المناطق بسبب عدم ضعف الجانب الاستخباري وعدم الاهتمام بالمعلومات التي يقدمها المواطنون إضافة لحالات الفساد في المؤسسة الأمنية، دفعت المواطن لعدم تقديم المعلومات ويضاف إلى ذلك عدم قيام القوات الأمنية بالمخاطرة بحياتهم لإلقاء القبض على أشخاص مطلوبين للعدالة لعلمهم بإطلاق سراحهم بصفقات مشبوهة لاحقا.
التعليقات