لندن

ذكرت صحيفة 'ديلي ميل' عن مصادر ان الرأي العام داخل الحكومة البريطانية هو ان اسرائيل ستحاول وقف ايران 'اما عاجلا او اجلا' وبدعم لوجيستي من امريكا.
وقالت ان مصدرا بارزا في الخارجية البريطانية اعلن ان وزراء الحكومة قد ابلغوا ان عليهم توقع عملية عسكرية في وقت قريب وربما قبل احتفالات اعياد الميلاد نهاية العام الميلادي الحالي.
ويقول مسؤولون ان باراك اوباما سيجبر على دعم الخطوة الاسرائيلية والا فانه سيخسر دعم اللوبي اليهودي الذي يحتاجه من اجل تأمين ولاية ثانية في انتخابات عام 2012. واضافت الصحيفة ان مصادر اكدت قيام وزارة الدفاع البريطانية قامت بوضع خطط طارئة في حالة قررت الحكومة دعم الخطوة الاسرائيلية لكن المسؤولين استبعدوا تدخلا بريطانيا مباشرا.
وفي نفس الاتجاه نقلت صحيفة 'اندبندنت' عن مسؤولين في الخارجية وعسكريين توقعهم هجوما اسرائيليا في غضون اشهر فيما قال مسؤول عسكري بريطاني ان على اسرائيل القيام بتوجيه هذه الضربة باسرع ما يمكن لان التأخر سوف يجعل ذلك اكثر صعوبة بسبب الاحوال المناخية في الشتاء في الشرق الاوسط. واضاف قائلا انه اذا تم اتخاذ القرار في اسرائيل فانه سيكون سياسيا وليس عسكريا لان العديد من القادة العسكريين في الجيش الاسرائيلي الذين التقيت بهم لديهم شكوك حول امكانية القيام بهذا الهجوم ومدى نجاعته'.
ودعت صحيفة 'الغارديان' في افتتاحية يوم امس كلا من اسرائيل وامريكا التوقف عن التهديد باستخدام القوة العسكرية لتدمير القدرات النووية الايرانية، والتهديد بالعقوبات.
وقالت 'انه حان الوقت كي تعترف الولايات المتحدة ان لا حل عسكريا' للازمة مع ايران واضافت انه 'في الواقع فقد حان الوقت كي تتخلى كل من اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية عن فكرة انهما تستطيعان وقف عجلة التاريخ بالمتفجرات والهجمات الالكترونية والعقوبات والاغتيالات'.
وقالت الصحيفة انه مع كل هذه الدوافع فان 'ايران تملك القدرات لانتاج الاسلحة النووية لكن السؤال الذي يطرح هو متى سيتم نشرها او متى ستكون جاهزة للاطلاق وهذا فرق مهم فيما يتعلق باستخدام السلاح'.
وتسلم الصحيفة بحقيقة ان ايران دولة نووية وان كانت في الطور الاولي ومن هنا دعت الحكومات الغربية بعدم التفكير في قضية باتت خاسرة حول كيفية منع ايران من مواصلة جهودها النووية ولكن التفكير في الكيفية التي سيتم فيها التعامل مع ايران نووية في معادلة الشرق الاوسط الامنية وكيف ستتعايش ايران النووية مع اسرائيل النووية وكيف ستتعامل الاخيرة من ايران. مشيرة الى ان الاعداء عادة ما يتعايشون ضمن اطار من العلاقات الحذرة لان كلا منهم لا يريد ان يختفي في غبار حرب نووية وعليه عليهم ان يكيفوا اوضاعهم للتعايش ليس لان كل طرف قادر على تدمير الاخر ولكن بسبب طبيعة التحول المعقد في وضع كل طرف من الاطراف.
واشارت الصحيفة الى ان الايرانيين ماهرون في التلاعب باللغة واعراب جملها كلما تفوهوا بها خاصة في وجه الحقائق والادلة، فكلما اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن ان بلاده لا تطمح لانتاج اسلحة نووية فان هذا يعني ستتوقف عند حد معين اي عدم بناء قدرات نووية شاملة. وهذا الموقف يقدم للامريكيين والاخرين فرصة ذهبية وصلبة تبنى عليها لمنع التسلح الشامل ولكن الحلفاء ضد ايران لا يمكنهم اهتبال الفرصة طالما ظلوا منقسمين ويعتقدون انه يمكن منع ايران من الحصول على القدرات لانتاج السلاح النووي. وتقول الصحيفة اسرائيل ربما ستجد صعوبة في ابتلاع حقيقة ان ايران النووية ستنهي احتكارها النووي للمنطقة وان كان الامر من ناحية نفسية ولكن الوضع الجديد ليس كارثيا كما تتصوره اسرائيل.
وبالمقابل تقول الصحيفة ان ايران قد لا تحصل على التأثير الذي ترغب فيه من خلال امتلاك القدرات النووية ولن يحل المشاكل التي ترغب ايران بحلها للتأثير، اي بالمعنى العام فان ايران لن تحقق الكثير من جهودها هذه.
وتقول الصحيفة ان هذا الوضع قد يكون ضربة قوية لايران خاصة بعد الجهود الطويلة والمضنية والمكلفة في الوقت نفسه من ناحية انهاك المصادر الوطنية على مشروع لم يحقق ما طمحت اليه ايران.
ولكن اسرائيل وايران تعودتا على التركيز على الاعداء الخارجيين كوسيلة تعامل مع الازمات ومن هنا فان التوازن النووي يعني العودة للذات والتفكير مليا. وتشير الصحيفة انه في حالة توصل الدول الجارة لايران لحقيقة ان الاخيرة لم تجن المنافع المطلوبة من جهودها الطويلة ومعاركها الدولية للتوصل للقدرات النووية فانها ستكون اكثر حذرا في تقليد النموذج الايراني.
وتختم الصحيفة بالقول ان الاعتقاد بقدرة السلاح النووي على تعزيز الامن القومي مفهوم خاطئ مشيرة الى معاهدة منع انتسار الاسلحة النووية تعاني كثيرا من القصور لكن لا توجد اية حالة تدعو للتخلي عنها.
وفي النهاية فان التعامل مع الملف الايراني تجاوز محاولة منعها من الحصول على القدرات النووية وما تبقى الان امام الحكومات الغربية هو التفكير في طرق لاحتوائه ووضع الشروط للكيفية التي ستدير ايران منشآتها النووية وفي النهاية التعايش مع ايران النووية. فالسيناريوهات التي سبقت اصدار الوكالة الدولية للطاقة النووية ملفها من خلال التسريبات التي تحدثت عن اقتراب ايران لانتاج القنبلة النووية بدون تقديم اثباتات ثم تبعتها تحذيرات اسرائيلية ارفقتها بمعلومات من ان اسرائيل تفكر باتخاذ خطوة وقائية وضرب المنشآت النووية الايرانية. وتبع ذلك همسات من واشنطن ولندن وباريس احيانا ان الخيار العسكري على الطاولة وليست مستبعدا وكل هذه تتعامى عن الحقيقة من ان ايران دخلت النادي النووي وان كانت عضويتها غير كاملة. وتعتقد الصحيفة في تقرير اخر ان لا شيء جديدا في تقرير الوكالة الدولية فكل المعلومات الواردة فيه لا تتعدى السرد التاريخي ويتحدث عن السنوات التي سبقت عام 2003 ومن هنا فان تفسير المعلومات يعتمد على الطريقة التي ننظر فيها للكأس وان كانت مليئة او نصف ملأى.
فالتقرير يؤكد بما لا يدعو للشك ان ايران تملك مشروعا نوويا اسمه 'احمد' وفي اطار اخر تقول ان المشروع قد تم وقفه عام 2003. مشيرة الى الصورة المعالجة الكترونيا للقنبلة النووية الايرانية ليست مقنعة والمعلومات الواردة فيه ضعيفة. ويقول التحليل انه على الرغم من الحديث المبالغ فيه عن ان هناك فرصة اخيرة لوقف ايران فان هناك فرصة اخيرة لحل الازمة دبلوماسيا.