مصر :اتهامات باستخدام الدين من الإخوان والسلفيين والكنيسة.. الجنزوري يعلن حكومته اليوم

حسنين كروم

مثلما كان الحال أول امس، كانت صحف مصر امس نسخة عنها، وهي تخصيص معظم صفحاتها، بالأخبار والصور والتحقيقات، والتعليقات عن اليوم الثاني والأخير من المرحلة الأولى للانتخابات، واستمرار الإقبال الكبير من الناخبين، وتتراوح تقديرات نسبة المشاركين من سبعين الى ثمانين في المائة من الذين لهم حق الانتخاب ولم تحدث تجاوزات تذكر، فلا كلام عن تزوير مثلما كان يتم أيام مبارك، ولا البلطجية ظهروا، وتم تبادل الاتهامات خاصة بين الإخوان وكل من الوفد والكتلة ومرشحين آخرين، بمحاولات تقديم رشاوى لناخبين واستخدام الدين من جانب الإخوان والسلفيين والكنيسة.
كما ان منظمات المجتمع المدني التي تراقب الانتخابات سجلت تجاوزات طفيفة، مثل عدم التزام المرشحين خاصة من التيار الإسلامي بوقف الدعاية قبل بدء التصويت، واثناءه، كما نشرت 'الأهرام' خبرا خطيرا بقولها:
'قررت اللجنة العليا للانتخابات ببورسعيد استبعاد احد القضاة المشرفين على اللجنة الانتخابية بنادي بورسعيد بعد إعلان تأييده للأحزاب الدينية'.
وعلى كل حال، فعلينا الانتظار حتى تصدر اللجنة العليا للانتخابات ومنظمات المجتمع المدني تقاريرها النهائية عن التجاوزات التي حدثت ومن قام بها، لأن هناك اتهامات معتادة بين المتنافعين لا يمكن الاخذ بها ما لم تصدر عن جهات محايدة، كما اننا لم نشر الى بعض الترجيحات عن التقدم الذي أحرزته القوائم، ما لم تظهر النتائج النهائية لهذه المرحلة، خاصة وأن الإشارات توضح تقدم قائمة التحالف الديمقراطي من أجل مصر، التي يتصدرها حزب الإخوان الحرية والعدالة، وان كان زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر قد تنبأ بفوز كبير للإسلاميين، بقوله عنهم امس في 'المصري اليوم': 'أصبحت مصر جديدة نموذجية، لأن مبارك لم يتوجه إلى مدرسة مصر الجديدة النموذجية للإدلاء بصوته على أساس ان الموجود يسد، فشكرا لمن شارك في هذه الروعة وساهم ولو بجنيه أعطاه لناخب سرا حتى لا تعلم شماله ما أعطت يمينه، وربنا يتمم بخير واللي يحبنا ما يضربش نار في فرحنا.،واديني من فضلك سلام 'الصندوق' وكان يوما باسماً لم يعكر صفوه سوى رجل بنظارة يبدو من منظره انه حاصل على شهادة جامعية أو قابض جمعية، سألني في الطابور: 'منذ تأسيس جماعة الإخوان قدموا خدمات جليلة للشعب المصري، أبرزها السكر والزيت والسمن والدقيق والفول والعدس واللحوم ورحلات الحج والعمرة والبقول والنقود، لكنهم لم يساهموا في محو أمية مواطن واحد ما تعرفش ليه؟' فنصحته بأن يسأل الدليل وتقمصت شخصية عبد الحليم حافظ، خاصة انني يتيم: 'قولي إنت ليه؟' فقال أبو نظارة: 'عشان يوم زي ده'.
عموما هو فرح ديمقراطي يستحق التحية تم فيه توزيع الجاتوه واختطاف العروسة مؤقتاً، تعودنا على أن التيار الكهربي يدخل البيوت والتيار الديني يدخل السجون فلماذا لا نتعود على أن يدخل البرلمان'.
واستعانة جلال بعبد الحليم حافظ، قولي أنت ليه هو إشارة لأغنية له مع شادية في فيلم لحن الوفاء، قال لها فيها، تعالي أقولك، فردت عليه، هاتقول إيه، فقال لها لازم اقولك، المهم، ان جلال لقي دعما لدفاعه عن الإسلاميين، في الصفحة التاسعة عشرة من زميلنا الرسام عبدالله وكان رسمه عنوانه - استخدام الدعاية الدينية في الانتخابات، والرسوم لناخب له ذقن طويلة جدا، وضعها في الصندوق بدلا من ورقة التصويت، كما تم إلقاء القبض على احد اللصوص، في دائرة المنتزه بالإسكندرية يقف في الطابور ويسرق الواقفين، وفي ميدان التحرير حدثت اشتباكات عنيفة بين المعتصمين والباعة الجائلين وسقوط ثمانية وأربعين جريحا، ومواصلة الدكتور كمال الجنزوري المكلف بتشكيل الوزارة مشاوراته لإعلانها غدا، وقوله انه سيفصل المالية عن التأمينات ويعين وزيرا مدنيا، لا عسكريا - لوزارة الطيران المدني كما يطالب العاملون فيها، وتشكيل المجلس الاستشاري. وإلى بعض مما عندنا:

عاصفة التحرير: جت في عين أمه

ونبدأ بردود الأفعال على عاصفة التحرير، حيث أراد زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' خفيف الظل محمد الرفاعي أن يعود بنا إلى أصل الحكاية، بقوله يوم الأحد:
'قررت وزارة الداخلية للعيون المفقوعة، وتفقعلي عين أفقعلك الاتنين، تغيير الشعار القديم بتاع الشرطة بنت الحلال، في خدمة الشعب ابن الحرام، إلى الشعار الجديد، جت في عين أمه، جدع يا باشا، ووضع صورة الضابط خبير العيون الدولي، على مبنى الوزارة بدلا من النسر، وتحته بالبنط الأسود، الواد ده حلو سابق سنه، وأعلنت الوزارة أنها على استعداد تام لإجراء عمليات فقع العين طوال أيام الاسبوع، ماعدا الجمعة عشان الدكاترة بتوعها، خصصوا اليوم ده لعمليات الولادة، وتهيب بالسادة المواطنين، تحديد العين المراد فقعها، تسهيلا على الوزارة وتوفيرا للجهد والوقت، خرج الجنرال مختار الملا ليعلن في المؤتمر الصحافي، أن مشهد سحل جثة أحد الشهداء ورميها في الزبالة متفبرك، وما حصلش من أصله، جايز دي لقطة من فيلم إسماعيل يس في بيت الأشباح أو فيلم إسماعيل يس مخبر سري، ثم وضع سيادته حدا لتلك الشائعات التي استهدفت وزارة الداخلية الناعمة وقوية، وكلها حنية، من انها تضرب المتظاهرين بغازات سامة، وأكد أن تلك القنابل مستوردة من الخارج طبقاً للمواصفات العالمية، كتر ألف خيرك والله ريحتنا على الآخر، بس ياريت سعادتك تضرب واحدة في البيت عندك، من باب إسكات العيال الغلاوية اللي عاوزين يهدوا الداخلية، ويجيبوا عاليها واطيها'.

مهاجمة تحرش الشرطة بالبنات

وإلى محمد آخر، ولكن بـ'الجمهورية'، وهو زميلنا وصديقنا محمد العزبي الذي هاجم الشرطة أيضا يوم الاثنين بسبب ما حدث للصحافية منى بقوله عنها: 'ما حدث للصحافية 'منى الطحاوي' التي تكتب مقالاتها في أكبر الصحف الأمريكية 'النيويورك تايمز' ليس له أي منطق إلا إذا كان المقصود الإساءة لمصر، لم تعد الواقعة خافية على العالم كله وبالصور التي أظهرت آثار الضرب العنيف على ذراعيها الاثنتين في ضمادات بيضاء حتى تكشف الأشعة إن أصابها كسر أو شرخ، يدها التي تكتب بها مقالاتها التي تدافع فيها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد كانت السبب في منعها من الكتابة في جريدة 'الشرق' قبل سنوات لحسابات خاصة بالحكام العرب.
قالوا لها إلزمي الصمت وتعالي معنا في أدب، ووضعوا غمامة على عينيها لتقضي اثنتي عشرة ساعة تعرضت خلالها للضرب والإهانة والتحرش الجنسي.
لماذا التحرش الذي أصبح 'عقيدة أمنية' لتعذيب الفتيات، وربما منحة لإسعاد الجنود، فقد قام خمسة أو ستة منهم على الأقل بتلمس أجزاء حساسة من جسدها قالت بأنهم دسوا ايديهم داخل البنطلون! وهو ما حدث أيضا لأخريات'.

رجال الازهر ينقذون دعاء سلطان

لكن ما تعمد محمد تجاهله ان من فعلوا ذلك لم يكونوا يتحرشون بمنى، إنما كانوا يريدون التأكد انها أنثى حقيقية، وليست ذكرا يتخفى، وهناك تجربة أخرى مغايرة لزميلتنا في 'التحرير' دعاء سلطان التي شاركت في مظاهرات التحرير، حيث أرجعت الفضل في نجاتها لرجال الأزهر بقولها عنهم في نفس اليوم - الاثنين - 'وجود شيوخ الأزهر وسط الميدان طمأن قلبي إلى أن الله لن يتركنا، وهو ما كان لمحته في ظهيرة هذا اليوم، مسيرة من رجال يحفظ قلبي ملامحهم القديمة وتعرف عيني خطواتهم الواثقة، ويخفق قلبي عندما أقرأ دورهم في الماضي.
لمحت رجال الأزهر الأجلاء يتهادون بخطوات مطمئنة ويدخلون الميدان، كان ذلك أكثر المشاهد التي شاهدتها جلالا في ميدان التحرير، مشهد رجال دين أعرفهم جيدا، ولا يطمئن قلبي إلا لعلمهم ولا ترتاح عيني إلا لملامح وجوههم، ولا أثق إلا برجاحة عقولهم ولا أخجل أبدا من طاعة فتاواهم وأحكامهم، كما أنني أحتفظ لهم بخصوصية الزي بهيبته ورصانته وأناقته.
عاد الأزهر للمصريين عندما ترك مجلس السلطان ونزل الى الناس في قلب الميدان بقوة العلم وجلال الدين، عاد الأزهر للمسلمين بعدما سلب المختلون والتجار عقول البسطاء، عاد الأزهر للعالم كله بعدما قبح غلاظ القلوب وجه الإسلام السمح الرقيق، عاد الأزهر للدنيا منارة للعلم ومنبرا للبحث في علوم الدين القوي بعدما أضعفه السفهاء، عاد الأزهر الشريف موطنا للحرية والسماحة والحنان، وعاد الاطمئنان الى قلبي'.

قيادي سلفي يطالب
بمعاقبة المعتدين على المتظاهرين

لا، لا، ليس رجال الأزهر وحدهم الذين ساندوا ثوار التحرير، انما ساندهم ايضا السلفي الدكتور ياسر عبد التواب بقوله في جريدة 'النور' الجديدة، لسان حال حزب النور السلفي: 'كان في اعتداء قوات الأمن على المعتصمين المنادين بحقوقهم المهضومة من مصابي الثورة بغية فض الاعتصام، هذه هي البداية وهذا هو مفصل هذه القضية، هناك ثأر قديم بين الشرطة والشعب يعشش في أذهان طائفة من أصحاب القرار في تلك الوزارة المتمردة - في كثير من الحالات - على الثورة وما جاءت به من تغيير، وكم هو مؤسف بدلا من السعي العام لهؤلاء الأبطال بما يحفظ لهم سابق ما قدموه وبذلوه وبدلا من المبادرة بإسداء الحقوق لهم وزيادة إذا بالسادة - أو من يظنون أنفسهم كذلك - يماطلون ويتهاونون حتى ألجأوا المساكين للاعتصام لعلهم يلفتون إليهم الأنظار، هل أجرموا أم أخطأوا؟ أي ظالم ذاك الذي أصدر أوامره بتفريقهم وتحريق اغطيتهم وخيامهم؟ وأي مجرم ذاك الذي استباح ضربهم وإيذاءهم؟ أي تعمد للتصعيد وأي محاولة لزعزعة الأمن تلك التي يقوم بها مسؤولون مهما كانت مناصبهم ليعملوا - بتنسيق أو بمعزل عن قيادتهم - لترويع الآمنين وإيذاء المسالين وتكدير صفو البلاد؟ حتى بلغ الأمر ذروته حين تعاطف الناس معهم ونزل الشباب إليهم، فبدلا من أن يتدارك الأمر في البداية تركوه وتكبروا عن علاجه حتى تفاقم وصار عصياً على الحل وسقف المطالب يرتفع كما حدث في بداية الثورة، وحتى الاعتذار من قبل المجلس العسكري لم يتضمن ما يفيد الامتناع عن الفعل مستقبلا ولا العمل على أداء الحقوق للمغدور بهم، قل لي: من يتحمل وزر قتل أكثر من أربعين ضحية وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب؟ من يتحمل إثمهم عند الله؟ ويتحمل عواقب وتبعات هذا قانونيا وجنائيا وسياسيا؟ يجب على الحكومة دفع ديات القتلى الذين استشهدوا في الأحداث وديات الجرحى كذلك كما هو معروف في الفقه الإسلامي، وخلاصة الأمر أن دية القتل العمد تقدر بأثمان الإبل وتبلغ قرابة نصف مليون جنيه تؤدى لورثة المقتول، كما أن دية الجراحات تكون بحسبها وكما هو مفصل في الكتب، هذا إن أردنا حقاً أن نعتذر لأشخاص تأذوا في تلك الأحداث، وأضف إلى ذلك الحق العام للمجتمع بأن يعاقب من استغل سلطته بعقاب مناسب أقله العزل. شبابنا الأبي، كلما أراد البعض أن يحقر من شأنكم ويتجاوز دوركم كلما رأوا منكم اليقظة والحماس والوطنية، شبابنا، ربما تجدوا أنفسكم في الميدان - كل الميادين - وحدكم، الساسة في واد، الجماعات لها حساباتها، الحكومة مشغولة عنكم، لكنها هي الحياة وقدركم أيها الأبطال أن تبدأوا الثورة وأن تدافعوا عنها وأن تحموا مكتسباتها حتى لو خذلكم هؤلاء جميعاً'.

تحميل المجلس العسكري
والإخوان والسلفيين دماء شهداء ماسبيرو

لكن رغم ذلك فإن زميلنا في 'وطني' سليمان شفيق حمل المجلس العسكري والإخوان والسلفيين دماء شهداء ماسبيرو بقوله: 'منذ أحداث قنا في 15 أبريل وقطع خطوط السكك الحديدية وحتى قطع بدو سيناء طريق شرم الشيخ - القاهرة الدولي في 14 نوفمبر من أجل تعيين مائة وخمسين شابا من البدو في شركة بترول بلاعيم، وما بينها سبعة شهور قطعت الطرقات السريعة والسكك الحديدية مئات المرات من قبل سلفيين أو بلطجية أو قوى قبلية، ولم يحدث ولو لمرة واحدة أن تصدت الشرطة العسكرية وتابعتها الشرطة المدنية لاي من هؤلاء، حرقت كنائس ودهست أجساد بارة ولم يقدم أحد للمحاكمة العسكرية إلا شباب الثورة مثل علاء عبد الفتاح. الفضيحة الكبرى تكمن في ماسبيرو، تارة يحرض الإعلام الرسمي ضد الأقباط، ومرة أخرى ضد شباب الثوار، وفي الحالتين يحض على ثقافة الكراهية، وكذلك ببغاوات برامج التوك شو يحرضون ضد شباب الثوار، وأصحاب اللحى الذين لولا هؤلاء الثوار النبلاء ما رأت تنظيماتهم النور يوزعون فتاواهم الظلامية على الجميع، ورغم كل ذلك لم يسأل المجلس العسكري نفسه لماذا خرج الثوار من مطلع الثورة يهتفون 'الجيش والشعب إيد واحدة' والآن يهتفون 'يسقط يسقط حكم العسكر؟، تلك الدماء لن تذهب هدرا، وستظل دماء الشهداء إلى الأبد في رقبة المشير والإخوان المسلمين والسلفيين والمدعو أسامة هيكل خليفة أنس الفقي، وإذا حضرت الدماء انقطع الكلام وانتهى الجدل.. لقد قتلوا فلا مساومة، المجد للمقاومة'.

تشبيه مرشد الإخوان بطنطاوي واتهامه
بالآثم لكتمانه الشهادة ضد المجلس العسكري

ولم تمر الا ثمان وأربعون ساعة، أي يومان بالتمام والكمال، إلا وقام الإبراهيمان، بشن حملة عنيفة ضد الإخوان ومرشدهم العام الدكتور محمد بديع، بسبب كلمته التي برر فيها عدم نزول الإخوان إلى ميدان التحرير، وهو ما أدى إلى غضب أول إبراهيم، وهو زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة 'التحرير' وقوله يوم الثلاثاء: 'محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين يكتم الشهادة ونحن نعرف أن كاتم الشهادة آثم قلبه، ولهذا نربأ بالرجل أن يقع في الإثم، ونطالبه بتدارك موقفه!
والحاصل أن المرشد، وقد اكتشف وجماعته أنهم فقدوا كثيرا من المصداقية والشعبية، حين وقفوا موقف المتفرج السلبي أمام مجزرة قتل خمسة وثلاثين متظاهرا في ميدان التحرير ببنادق قناصة الداخلية وقنابل الغاز ورصاص الشرطة وسط رعاية ومشاركة ومسؤولية من الشرطة العسكرية.
وحسب نص ما ذكره المرشد في رسالته منذ يومين إلى الشعب، والأغلب هي رسالة لقواعده وأعضاء جماعته وحزبه قبل أن تكون لنا، قال: 'كنا نعلم أن عدم مشاركتنا في هذه التظاهرات سوف يخصم من شعبيتنا ويدفع البعض الى سوء الظن بنا، والعجيب أن دعوات وجهت إلى الإخوان المسلمين من بعض المسؤولين الى النزول للميدان'، من هؤلاء المسؤولون يا فضيلة المرشد؟ هل تفهم من كلام المرشد ان المجلس العسكري هو من طلب منهم هذا الطلب حين يتهمه في الرسالة بأنه وراء العدوان على المتظاهرين؟ ربما، لكنه ليس تصريحا قاطعا بل متروك للمراوغة والتشكيك، ومن ثم فالحاجة ملحة إلى أن يكمل الرجل شهادته، ويقول لنا هل المسؤولون الذين طلبوا من الإخوان النزول الى الميدان هم أعضاء العسكري؟ وهل مقصدهم بالفعل كان إحداث اضطرابات؟ وإذا كانت هذه هي نية المجلس فلماذا تصمت الجماعة؟ فالصمت في هذه الحالة كتمان للشهادة من ناس تقول إنها مستعدة للاستشهاد!'.

تحالف بين العسكر والجيش

وبعده تقدم ثاني إبراهيم، وهو رئيس التحرير التنفيذي زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور ليقول: 'واضح أن المؤشرات في الواقع السياسي الآن تجرنا إلى تحالف بين العسكر والجيش وإن كان الأمر قد بدأ منذ فترة، من خلال تنسيق عام بين الطرفين، ولم يصل الأمر بين الطرفين الى الخلاف أبدا، وإن وصل في أحيان إلى أي خلاف باتفاق طرف آخر أو انحيازه الى رؤيته مع قوى ثورية، ما ان يعود الطرفان مرة أخرى الى الاتفاق، وبمراجعة تصريحات المرشد العام محمد بديع، ستجد الكثير من التطابق، ولم لا، وهما ينتميان إلى مؤسسات محافظة، وليس لهما علاقة بالثورية، فهاهو ذا طنطاوي الذي ظهر كثيرا خلال الأيام الماضية بالتوازي مع مطالب التحرير برحيله وتشكيله حكومة إنقاذ وطني يتفق عليها الثوار، فاستمر في عناده ويعيد انتاج نظام مبارك حتى بدت بياناته وكلامه صورة طبق الأصل من تصريحات مبارك، فالمرشد والمشير، وجهان لعملة واحدة من الاتفاق والتحالف، وربنا يسترها على هذا البلد من جماعاتهما!!'.

نائب رئيس حزب الإخوان
المسلمين المسيحي يهاجم العلمانيين

لكن الإبراهيمين لم يكونا على علم بما ينتظرهما في الصفحة الأخيرة من جريدة الإخوان 'الحرية والعدالة' في نفس اللحظة، على يد أحد نواب رئيس حزبهم، وهو الكاتب المسيحي الانجيلي الدكتور رفيق حبيب، الذي شن هجوما مضادا قال فيه:
'بعض القوى الشبابية الثورية، ترى أنها هي مفجرة الثورة، وعليه يكون لها حق القيادة، وحق تمثيل الشرعية الشعب، وحق ممارسة الشرعية الثورية، وتتفق معها بعض النخب العلمانية، والتي ترى أن دورها لن يتحقق بصورة جيدة من خلال العملية الانتخابية، وترى أنها تمثل شرعية في حد ذاتها بحكم أنها تمثل النخبة المثقفة.
كما أن العديد من وسائل الإعلام، المملوكة لرجال أعمال لهم توجه علماني، والمملوكة لرجال أعمال انتموا الى شبكة مصالح النظام السابق، وقفت مع هذه الفرق العلمانية في محاولة لفرض نظام يقوم على ديمقراطية مقيدة، تحد من دور التيار الإسلامي ولهذا أصبحت غالبية وسائل الإعلام تعمل على تسخين كل حالات الاشتباك التي تحدث بين المتظاهرين ورجال الشرطة، بصورة واضحة، وأكثر من هذا، نجد وسائل إعلام عربية أو أجنبية تشترك في هذه العملية، وقد يكون بعضها يبحث عن دور متميز في الحالة الثورية، ولكن بعضها الآخر يؤيد النخب العلمانية بصورة واضحة.
واللافت للنظر ان الكثير من مجموعات النظام السابق، يشارك في حالة الاشتباك التي تحدث في المظاهرات من خلال دفع مجموعات مأجورة من أجل إشعال الموقف، ومن الواضح ان بقايا النظام السابق تفضل عرقلة مسار عملية التحول الديمقراطي، حتى تعيد إنتاج نفسها، كما ان قطاعا منها يؤيد التوجه العلماني، لأنه يعيد انتاج نفس سياسات النظام السابق الخارجية والاقتصادية، مما يؤمن مصالحهم، لذا تتعدد المجمعات التي تعمل على إعادة انتاج مشاهد الثورة الأولى، مشاهد المواجهات مع جهاز الشرطة، بل تحاول ايضا الدفع من أجل المواجهة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولأن المجلس الأعلى انحاز إلى عملية نقل السلطة ديمقراطيا فتم الضغط عليه من بعض القوى العلمانية من اجل وضع دستور يقيد الإرادة الشعبية الحرة، تحت عناوين مختلفة، بدأت بالدستور أولا، وانتهت بوثيقة المبادىء الحاكمة، ثم تم الضغط على المجلس الأعلى ليصبح الجيش هو حامي الشرعية الدستورية، أي يكون له الحق في إسقاط أي نظام والمقصود هنا أن يمنع الجيش قيام نظام إسلامي، ولما فشلت محاولات جر القوات المسلحة إلى العملية السياسية، أصبح من الضروري إخراج المجلس الأعلى للقوات المسلحة من القيادة وفرض قيادة جديدة، تنفذ ما تريده تلك القوى والنخب العلمانية'.

احتفال الكنيسة بالعيد الأربعين لجلوس
البابا في توقيت أربعين شهداء ماسبيرو

وإلى أشقائنا الأقباط ومعاركهم، وغضب شديد جدا انتاب ابن منطقتنا ورجل الأعمال وأبرز شخصيات الأقباط العلمانيين كمال زاخر موسى، من احتفال الكنيسة بالعيد الأربعين لجلوس البابا شنودة الثالث على كرسي مارمرقس الرسول، في توقيت أربعين شهداء ماسبيرو، وعبر عن غضبه بالقول في 'أخبار اليوم' يوم السبت قبل الماضي: 'المفارقة الصادمة بين مسيرة شباب الأقباط في أربعينية شهداء ماسبيرو، وتجمع الصلاة من أجل مصر في المقطم، وبين موقف الكاتدرائية في إصرارها على الاحتفال بأربعينية جلوس البابا، فبينما شهدت شوارع وسط العاصمة مسيرة حضارية من شباب مصري أعاد الاعتبار بقوة للمعدن المصري الاصيل وكان التجاوب الشعبي رائعاً في الانضمام للمسيرة من شباب ملتح وفتيات وسيدات محجبات كتفاً بكتف مع شركائهم في الوطن تحت سحابة تظللهم من أعلام مصر، وكان اللافت غياب الهتافات الطائفية والثأرية والإصرار على الهتاف لمصر ولو حدتها وسلامها، كان المسلمون في قلب صلوات الأقباط والتي امتدت من السادسة مساء الى السادسة من صبيحة اليوم التالي، تحركت الجموع في دروب المقطم الضيقة حضورا وانصرافاً بسلام دون حادث أو مجرد احتكاك ما.. مجددا الله عليك يا مصر، على الجانب الآخر من النهر أعلن قداسة البابا إلغاء احتفالات الكنيسة بأربعينية جلوسه على الكرسي البابوي ولم يكن هذا بعيدا عن تكوينه الإنساني، فهو شاعر مرهف الحس يتفاعل مع المشاعر، على ان المصادمة تأتي مع إعلان مجلس الأساقفة إصراره على إقامة الاحتفال في موعده 14 نوفمبر، ورصد ما يزيد على المليون جنيه له، اتمنى أن تبادر الكنيسة بإعلان حقيقة هذا الرقم وفقاً لقواعد الشفافية، والضغط على قداسة البابا ليقبل بهذا تحت مبررات تفتقر للكياسة والحس الإنساني والكنسي'.

العائلة الأرثوذكسية الشرقية متحدة
في الإيمان واللاهوت والتعاليم والتقاليد

لكن الحقيقة ان البابا حضر الاحتفال، ولم يكن مجلس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية هو الذي أصر عليه وضغط على البابا، وإنما كان حاضرا فيه بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الأربعة في الشرق الأوسط، وهم بطريرك السريان وبطريرك الكنيسة الاثيوبية وبطريرك الأرمن، بالإضافة طبعا الى البابا شنودة بطريرك الأرثوذكس في مصر، وقد صدر عنهم بيان نصه هو - نقلا عن صحيفة 'وطني' يوم الأحد قبل الماضي: 'في الحقيقة والواقع ان كنائس عائلتنا الأرثوذكسية الشرقية هي متحدة في الإيمان واللاهوت والتعاليم والتقاليد الروحية، هذا الرباط يوحدنا كعائلة وهو الذي يعتبر أساساً لقوتنا الروحية بمواجهة الأزمات التي تحيط بهذه الكنائس وما مرت به عبر تاريخها الطويل.
الوحدة التي في الإيمان في عائلتنا والتي هي مبنية على التقاليد الرسولية بإيماننا في المجامع الثلاثة الرسولية كحالة مسكونية نلتزم بها، وهذه المجامع الثلاثة هي نيقية 325 ميلادية وقسطنطينية 381 ميلادية وأفسس 431 ميلادية وتداولنا في التعاليم المسكونية ورعاية وواقع العقيدة على أساس هذه المجامع المسكونية الثلاثة ونتبنى المواقف المشتركة المعتمدة ضد الهرطقات والهراطقة، إنها مبادىء مهمة وضرورية ونؤكدها وندعمها بوحدتنا، ونؤكد ايضا شهادتنا المسيحية المشتركة وهي المسلمة إلينا كعقائد بل كمبادى ثابتة نؤمن بها ونحرص عليها، محافظين على روحانيتها وأهميتها وهويتها التي هي الوحدة في إيماننا في إعادة ترتيبها في التعاون الكامل لنشر هذه الشهادة المهمة،ان العائلة الارثوذكسية الشرقية تملك تاريخا طويلا يمتد من العصر الرسولي حيث تجمعنا شهادة مشتركة في تأكيد مساعينا في كل البلاد والمناطق حيث ان المؤمنين من أبناء هذه العائلة نظموا شؤونهم وكنائسهم وتجمعاتهم،إن قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول، قداسة الكاثوليك آرام الأول وقداسة أبونا باولوس يشتركون في اليوبيل الأربعين ويحتفلون بجلوس قداسة البابا شنودة الثالث ويعتبرون هذه المناسبة مصدر فرحة روحية نادرة، ويعبرون عن محبتهم الأخوية لهذه الوحدة، وهذه الفرحة البابوية لقداسة البابا شنودة الثالث جعلت هذه الخدمة للكنيسة القبطية الشقيقة فرحة لكنائسنا الأرثوذكسية الشرقية عامة وهي علامة حضورنا المشترك في مختلف المناسبات بل رسالة للكنيسة.
نسأل الله القدير ان يمنح قوة وصحة لقداسة البابا شنودة الثالث ليتابع رسالته البابوية ويجدد الالتزام برسالته بالرؤية المقدسة.
إننا ندعو أولادنا الروحيين أن يثبتوا في إيمانهم المسيحي وخاصة في الشهادة المقدسة لكنائسنا، سائلين الله أن يقود كنائسنا في الإيمان الكامل والالتزام بمحبة ربنا يسوع المسيح، ونرفع المجد الى الأب والابن والروح القدس آمين'.

لماذا لم يدافع السلفيون عن الصحافية غير المنقبة؟

وإلى شيء من المعارك السريعة والخاطفة التي بدأها يوم السبت زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل حيث اخترنا اثنتين من بين اثنتي عشرة، وهما:
'- سؤال لشيوخ السلفية، ألا يستحق اعتداء بعض ضباط وجنود الداخلية على عرض صحافية مصرية هي الاستاذة منى الطحاوي، غضبة منكم لشرفها، أم أن فرصة تضامنكم معها فاتت لأنها مثلا لم تكن منقبة، وإذا كانت الفرصة لا تزال قائمة لو وعدتكم بالنقاب، هل نراكم قريبا في مسيرة أمام وزارة الداخلية ترفع شعار، عايز حق اختي منى؟ مجرد سؤال والله.
- نصيحة لا أمل من تكرارها، المستجير من الفاشية العسكرية بالفاشية الدينية كالمستجير من الرمضاء بالنار، والمستجير من الفاشية الدينية بالفاشية العسكرية كالمستجير من النار بالرمضاء'.

كيف لا تثور الناس وهي تقرأ بالصحف!

أما زميلنا بـ'الأهرام' خالد الديب فقد اخترنا يوم السبت ايضا أربع معارك من بين تسع، هي:
'ـ تم حل الحزب الوطني، ولم يتم حل حزب 'مبارك، العادلي، عز'.
- النظام السابق كما هو، لو هرب من في طرة، سيكتمل النظام ليعلن وفاة ثورة 25 يناير.
- قد يكون في الدستور المصري بند سري يسمح بتأسيس ورعاية ميليشيات البلطجية.
- كيف لا تثور الناس وهي تقرأ بالصحف ان رئيس محكمة يدفع أتاوة لاستعادة سيارته المسروقة، ومأمور قسم يشكو من سرقة 'البوكس'.

لماذا تبقى 'القدس العربي' ممنوعة في مصر؟

ويوم الأحد خاض زميلنا وصديقنا العزيز والأديب الكبير يوسف القعيد في 'الأخبار'، معركة ضدي، ومعي بقوله: 'صديقنا في الخندق الناصري حسنين كروم يقدم عرضاً لصحافة مصر في جريدة 'القدس العربي' التي لا اعرف لماذا يستمر منعها من دخول مصر رغم زوال السبب وانتهاء الحكم الذي كان ضدها، ولا أعرف لماذا لا يطلب منه أحد الناشرين طباعة تقاريره التي لا تقل أهمية عن تاريخ الجبرتي وابن اياس. أقول لحسنين حنانيك يا حسنين عندما تعرض لما يرد في هذه المقالات من أمور قد تختلف معها'.

عبد الناصر لم يستطع
تحقيق استقلال القوات المسلحة

وإلى مجلة 'الإذاعة والتليفزيون'، وزميلنا إبراهيم عبدالعزيز وقوله: 'كشف لي الإعلامي الكبير أحمد سعيد عن سر يتعلق بما ورد بالوثيقة التي اصطلح على تسميتها بوثيقة السلمي، في ما يتعلق بالبندين التاسع والعاشر خاصا بالقوات المسلحة واستقلالها، مما أثار خلافا وانقساما وصل الى حد التظاهر والاعتصام والمطالبة بسحب الوثيقة كلها، أما السر فهو أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بجلالة قدره لم يستطع أن يحقق استقلال القوات المسلحة تماما عن بقية مؤسسات الدولة، كل ما أمكنه عمله هو الاحتفاظ بسرية موازنة القوات المسلحة، وما عدا ذلك لم يستطع رغم قوته وزعامته ان يفرض نصوصا او شروطا تميز القوات المسلحة في الدستور'.