داود الشريان

الملياردير المصري نجيب ساويرس، مؤسس حزب laquo;المصريين الأحرارraquo;، يواجه هجوماً، يُعتَبر سابقة، من صحافيين ليبراليين، وناشطين اسلاميين. خاض ساويرس العمل السياسي بعد الثورة، لكنه لم يحصل على ما كان يتوقع، ولم يقبل النتيجة بروح رياضية، بل تعامل معها على طريقة العسكر في الجزائر. وفي مقابلة بثتها قناة laquo;سي بي سيraquo;، قال ساويرس: laquo;خطفت المشهد مجموعة من الناشطين الدينيين، أو دعني أقول المتطرفينraquo; هكذا. وهو طالب الغرب بالتدخل لمنع الاسلاميين من الوصول الى الحكم، وأضاف: laquo;أطالب الغرب بأن يلعب دوراً استباقياً ولا يتركنا في هذا الزخم وإلا سيتسرب تأثيره اليهمraquo;.

في بداية ثورة 25 يناير، اعتبر نجيب ساويرس المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك بذاءة و laquo;قلة أدبraquo; من المصريين، وأعلن وقوفه مع النظام. وبعد أيام على هذا التصريح المثير، تحدث عن سوء أيام مبارك وقال في حوار آخر: laquo;ربنا ما يعدها أيامraquo;.

ما يبدو بديهياً لدى رجل الأعمال أن يتماهى مع كل العهود للحفاظ على مصالحه، لكن ساويرس عبّر عن موقفه من نتائج الانتخابات في شكل غير ديموقراطي، وأطلق أحكاماً مسبقة، وقاسية، على منافسيه من الأحزاب الإسلامية.

لا شك في أن ساويرس دخل السياسة بغرور رجل الأعمال العربي، وهو قال في المقابلة مع laquo;سي بي سيraquo; إن laquo;كل الأحزاب الليبرالية مولودة حديثاً، وعمرها ستة أشهر، أمام جبهة من القوى الدينية تستعد لهذا اليوم منذ 80 سنةraquo;. وتناسى حزب laquo;الوفدraquo; الذي يُعتبر من أعرق الأحزاب الليبرالية في العالم العربي، وإن شئت في العالم الثالث، والسبب هو تقارب الوفديين مع جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo;، فضلاً عن انه صنّف حزبه كأول حزب ليبرالي في مصر. ولسان حال المصري يقوله له: laquo;فيه حد ما يعرفش laquo;الوفدraquo; يا ساويرس، ما يصحش يا راجلraquo;.

الأكيد أن الثورة المصرية كشفت أن بعض النخب يشبه النظام الذي سقط. ساويرس رفع شعارات ديموقراطية، وطالب بدولة مدنية، لكنه تمسك بخطاب طائفي ومتناقض مع شعاراته. تباً لليبرالية وديموقراطية لا تتحقق إلا بالتدخل الأجنبي.