جهاد الخازن
جلست الى مائدة فطور مع الأخ عمرو موسى، المرشح للرئاسة المصرية، والأخ فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان السابق، وسألتهما هل يسقط نظام الرئيس بشار الأسد؟ وإن كان سيسقط فمتى يكون سقوطه؟
كنا نشارك في مؤتمر لمؤسسة الفكر العربي في دبي، ووجهت السؤال نفسه في اليوم التالي الى الأمير خالد الفيصل والأمير تركي الفيصل. والمؤتمر ضم ايضاً وزراء ومسؤولين كباراً حاليين وسابقين، بينهم من وزراء الثقافة الشيخة مي الخليفة من البحرين، والإخوان حمد الكواري من قطر، وصلاح جرار من الاردن، وكابي ليون من لبنان. وكان معنا ايضاً الصديق محيي الدين عميمور، الوزير الجزائري السابق، والدكتور الشاعر عبدالله بن عثيمين والدكتور ثابت طاهر مدير مؤسسة عبدالحميد شومان.
لم أوجّه السؤال الى الوزراء جميعاً او الى الأصدقاء كلهم، وإنما الى عشرة منهم، محاولاً استطلاع رأيهم في أحداث سورية.
ثمانية قالوا إن نظام الأسد سيسقط ثم اختلفوا على التوقيت، فواحد قال قبل نهاية السنة، وآخر رجّح سقوطه في الأشهر الثلاثة الاولى من 2012، وقال آخرون قبل الصيف او بعده.
واحد قال إن النظام لن يسقط، فعلى رغم المواجهات الدامية المستمرة لا تزال دمشق وحلب بمنأى عن العنف الذي تشهده المدن الأخرى والأرياف، وهما الاساس في بقاء النظام او رحيله.
واحد قال إنه لا يعرف.
وبما ان الحديث كان خاصاً، فأنا لم اسجّل في ما سبق أسماء الى جنب الآراء، وهكذا أعفيت الإخوان من ربط أي منهم برأي قد لا يكون يريد الجهر به.
استطلاعي الشخصي تزامن مع مقابلة الرئيس بشار الأسد على تلفزيون laquo;اي بي سيraquo; الاميركي قال فيها: laquo;نحن لا نقتل شعبنا. لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا اذا كان مجنون يقودهاraquo;. لا يهمني التلاسن مع الناطقين الاميركيين، وإنما اتوقف عند قوله ان قوات الامن تحت سيطرة الحكومة ولا علاقة له بها كرئيس للدولة. الرئيس قال: laquo;انا الرئيس، أنا لا املك البلاد، وهم ليسوا قواتيraquo;. وأقول أنا إنهم قواته، فهم تحت سيطرة الحكومة وهي تحت سيطرة الرئيس، اي تحت سيطرته.
وقد نفت الـحكومة الـسـورية هـذا الكلام وقـالت إنـه مبـتـســر، ووزعـت نـصاً كاملاً للمقابلة.
أعرف الدكتور بشار الأسد منذ 1994، عندما عاد الى سورية من لندن حيث كان يدرس طب العيون. إلا انني لا اعرف الرئيس الحالي، فمقابلاته الصحافية وأحاديثه التلفزيونية، بدءاً بما نشرته laquo;وول ستريت جورنالraquo; الليكودية في اول شهر من هذه السنة، ليست ما اعرف عن الطبيب الشاب الذي اعطاني أمثلة حقيقية وهو في ظل أبيه الرئيس حافظ الأسد عن محاربته الفساد، وحكى لي مرة بعد مرة عن مشاريعه الاصلاحية وتطلعاته.
هو في احدى عشرة سنة من حكم سورية كان حذراً، ولم ينجز كثيراً مما كان يستطيع انجازه بسهولة. مع ذلك تمتع بشعبية عالية بين المواطنين أقدّر انها كانت بين 70 و 80 في المئة من السكان.
ثم قامت تظاهرات لم يجد ما يعالجها به سوى ردٍّ أمني عنيف منذ تسعة اشهر مع سقوط قتلى كل يوم، وخسارة النظام حلفاءه جميعاً باستثناء ايران عبر العراق، مع تأييد موسكو لأسباب استراتيجية روسية واضحة. وأقدّر ان الرئيس فقد نصف شعبيته او اكثر الآن.
احد المسؤولين الذين سجّلت رأيهم في الاستطلاع الذي بدأت به، قال ان روسيا تستطيع ان تلعب دوراً مهماً في ازاحة نظام بشار الأسد، واستبداله بنظام يوافق عليه السوريون.
وكنت سـمـعت رأيـاً آخر مـن الرئيس السنيورة، فهو قال انه أبلغ الروس انه من جيل كبُر وهو يحرق أعلام بريطانيا وفرنسا وأميركا، ولا يريد ان يرى جيلاً يحرق أعلام روسيا. (وسمعته يشكو للأخ عمرو موسى قائلاً: كان بدنا مصر تحل مشاكلنا. صار بدنا نحل مشاكل مصر).
سأعود الى مصر قريباً، أما اليوم فأبقى مع سورية ومأساتها الدامية، وأتابع ردود فعل الحكومة وأعمالها، وأشعر بأنني لا اعرف الرئيس، فهو ليس الطبيب الشاب الذي قابلته مرة او مرتين كل سنة منذ 17 سنة، وكان واضحاً صريحاً يرد على كل سؤال ويقبل الاعتراض على هذا الرد او ذاك، ويقود سيارته في دمشق او حلب، كما رأيته، والى جانبه زوجته، ويصفق لهما الناس.
جلست الى مائدة فطور مع الأخ عمرو موسى، المرشح للرئاسة المصرية، والأخ فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان السابق، وسألتهما هل يسقط نظام الرئيس بشار الأسد؟ وإن كان سيسقط فمتى يكون سقوطه؟
كنا نشارك في مؤتمر لمؤسسة الفكر العربي في دبي، ووجهت السؤال نفسه في اليوم التالي الى الأمير خالد الفيصل والأمير تركي الفيصل. والمؤتمر ضم ايضاً وزراء ومسؤولين كباراً حاليين وسابقين، بينهم من وزراء الثقافة الشيخة مي الخليفة من البحرين، والإخوان حمد الكواري من قطر، وصلاح جرار من الاردن، وكابي ليون من لبنان. وكان معنا ايضاً الصديق محيي الدين عميمور، الوزير الجزائري السابق، والدكتور الشاعر عبدالله بن عثيمين والدكتور ثابت طاهر مدير مؤسسة عبدالحميد شومان.
لم أوجّه السؤال الى الوزراء جميعاً او الى الأصدقاء كلهم، وإنما الى عشرة منهم، محاولاً استطلاع رأيهم في أحداث سورية.
ثمانية قالوا إن نظام الأسد سيسقط ثم اختلفوا على التوقيت، فواحد قال قبل نهاية السنة، وآخر رجّح سقوطه في الأشهر الثلاثة الاولى من 2012، وقال آخرون قبل الصيف او بعده.
واحد قال إن النظام لن يسقط، فعلى رغم المواجهات الدامية المستمرة لا تزال دمشق وحلب بمنأى عن العنف الذي تشهده المدن الأخرى والأرياف، وهما الاساس في بقاء النظام او رحيله.
واحد قال إنه لا يعرف.
وبما ان الحديث كان خاصاً، فأنا لم اسجّل في ما سبق أسماء الى جنب الآراء، وهكذا أعفيت الإخوان من ربط أي منهم برأي قد لا يكون يريد الجهر به.
استطلاعي الشخصي تزامن مع مقابلة الرئيس بشار الأسد على تلفزيون laquo;اي بي سيraquo; الاميركي قال فيها: laquo;نحن لا نقتل شعبنا. لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا اذا كان مجنون يقودهاraquo;. لا يهمني التلاسن مع الناطقين الاميركيين، وإنما اتوقف عند قوله ان قوات الامن تحت سيطرة الحكومة ولا علاقة له بها كرئيس للدولة. الرئيس قال: laquo;انا الرئيس، أنا لا املك البلاد، وهم ليسوا قواتيraquo;. وأقول أنا إنهم قواته، فهم تحت سيطرة الحكومة وهي تحت سيطرة الرئيس، اي تحت سيطرته.
وقد نفت الـحكومة الـسـورية هـذا الكلام وقـالت إنـه مبـتـســر، ووزعـت نـصاً كاملاً للمقابلة.
أعرف الدكتور بشار الأسد منذ 1994، عندما عاد الى سورية من لندن حيث كان يدرس طب العيون. إلا انني لا اعرف الرئيس الحالي، فمقابلاته الصحافية وأحاديثه التلفزيونية، بدءاً بما نشرته laquo;وول ستريت جورنالraquo; الليكودية في اول شهر من هذه السنة، ليست ما اعرف عن الطبيب الشاب الذي اعطاني أمثلة حقيقية وهو في ظل أبيه الرئيس حافظ الأسد عن محاربته الفساد، وحكى لي مرة بعد مرة عن مشاريعه الاصلاحية وتطلعاته.
هو في احدى عشرة سنة من حكم سورية كان حذراً، ولم ينجز كثيراً مما كان يستطيع انجازه بسهولة. مع ذلك تمتع بشعبية عالية بين المواطنين أقدّر انها كانت بين 70 و 80 في المئة من السكان.
ثم قامت تظاهرات لم يجد ما يعالجها به سوى ردٍّ أمني عنيف منذ تسعة اشهر مع سقوط قتلى كل يوم، وخسارة النظام حلفاءه جميعاً باستثناء ايران عبر العراق، مع تأييد موسكو لأسباب استراتيجية روسية واضحة. وأقدّر ان الرئيس فقد نصف شعبيته او اكثر الآن.
احد المسؤولين الذين سجّلت رأيهم في الاستطلاع الذي بدأت به، قال ان روسيا تستطيع ان تلعب دوراً مهماً في ازاحة نظام بشار الأسد، واستبداله بنظام يوافق عليه السوريون.
وكنت سـمـعت رأيـاً آخر مـن الرئيس السنيورة، فهو قال انه أبلغ الروس انه من جيل كبُر وهو يحرق أعلام بريطانيا وفرنسا وأميركا، ولا يريد ان يرى جيلاً يحرق أعلام روسيا. (وسمعته يشكو للأخ عمرو موسى قائلاً: كان بدنا مصر تحل مشاكلنا. صار بدنا نحل مشاكل مصر).
سأعود الى مصر قريباً، أما اليوم فأبقى مع سورية ومأساتها الدامية، وأتابع ردود فعل الحكومة وأعمالها، وأشعر بأنني لا اعرف الرئيس، فهو ليس الطبيب الشاب الذي قابلته مرة او مرتين كل سنة منذ 17 سنة، وكان واضحاً صريحاً يرد على كل سؤال ويقبل الاعتراض على هذا الرد او ذاك، ويقود سيارته في دمشق او حلب، كما رأيته، والى جانبه زوجته، ويصفق لهما الناس.
التعليقات