وائل الحساوي
ما أن شهد العراق بالأمس انسحاب آخر جندي اميركي من اراضيه بعد ثمانية اعوام من الاحتلال حتى تفجرت الخلافات بين اكبر تيارين يحكمان البلاد وهما تيار دولة القانون برئاسة نوري المالكي وتيار القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي، لاسيما بعد الحديث عن طلب الحكومة العراقية اعتقال صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء وعن تورط مكتب طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية لضلوعه في عمليات ارهابية، ما دعا القائمة العراقية الى تعليق عضويتها في مجلس النواب.
كتب عدنان الصالحي من مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث (في موقع بوابة نركال) على الانترنت يقول: laquo;النظرة العابرة للوضع العراقي تظهر خلاصة تكاد تكون غريبة نوعا ما وكأن القوات الاميركية جاءت الى العراق لتموت وتنفق المليارات من اجل تحقيق اهداف يكون المستفيد الاكبر منها ايران بحيث يعطى بلد مثل العراق على طبق من ذهب ثم تنسحب دون وضوح لاستراتيجية واضحة مع العراقيينraquo;.
ويضيف: laquo;احد الاحتمالات التي يمكن ان تسود المشهد العراقي هي زيادة سطوة قوة المركز وخصوصاً انها في وضع امني يمكنها من استخدام قيادات العمليات المنتشرة في غالبية المحافظات والتي ترتبط برئيس الحكومة للسيطرة على مفاصل مهمة في غالبية المحافظات ان لم تكن جميعهاraquo;.
ثم حدد عدنان الصالحي السيناريوهات المحتملة في العراق بعد الانسحاب الاميركي ومنها انهيار الحكومة المركزية وتحول العراق الى فوضى شاملة، ويعزز هذا الاحتمال الوضع السياسي المتشنج والمربك وفقدان الثقة بين الكتل الرئيسية، ويرى بأن انسحاب اي طرف من الحكومة يعني شللا حقيقيا سيصيب الدولة العراقية بحيث تتحول الى مناطق متفرقة تسيطر عليها العشرات من الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة او لبقايا النظام السابق من عسكر وبعثيين او للميليشيات، بحيث يتمزق العراق الى كانتونات يستحيل معها اقامة دولة من اي نوع.
ان هذه السيناريوهات المخيفة لمستقبل العراق تكاد تتحول الى واقع ان لم يتوقف قادة العراق عن الاحتراب الداخلي وتغليب النزعات الطائفية على مصلحة البلاد العليا، واحتمال الانجرار الى حرب اهلية لم يعد بعيداً مادام قادته الكبار قد فشلوا في معالجة اوضاعه وتعلم فن التعايش السلمي بينهم!
- آخر تحديث :
التعليقات