القاهرة - العرب

جاءت مظاهرات الغضب التي اشتعلت في الشارع المصري عصر الثلاثاء الماضي لتعصف في طريقها بخطط شركات إنتاج الكاسيت وأحلام المطربين في طرح ألبوماتهم, خاصة أن هناك ما يقرب من 10 ألبومات غنائية كانت معدة للطرح خلال هذه الأيام, لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن, لأن الشارع المصري والعربي غير مهيأ خلال هذه الفترة لاستقبال أي ألبومات غنائية, خاصة أن الأحداث التي شهدها الشارع المصري لم تكن الوحيدة في وطننا العربي, فالعواصم العربية تقر بأحداث متشابهة مع الفارق.

بيروت تشهد حالة من التوتر في أعقاب تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الوزارة خلفا لسعد الحريري, وتونس صاحبة شرارة بداية الغضب ما زالت تعاني وتجاهد ضد الفاسدين والباقين من النظام السابق, والأردن به احتقان بسبب الغلاء, وكذلك الجزائر والمغرب. وهذا يعني أن الوطن العربي من المحيط على الخليج غير مهيأ تماما لأي حالة من السمع, ولا صوت يعلو فوق صوت طبول المظاهرات والاحتقان في الشارع العربي.
أول المطربين الذين كان من المقرر أن يطرحه ألبومه ليلة الأربعاء الماضي هو المطرب الكبير علي الحجار, وعنوانه laquo;معلشraquo;, والذي يتعاون فيه مع مجموعة من كبار الملحنين, منهم أحمد الحجار وفاروق الشرنوبي وأمير عبد المجيد وهالكوت زاهر من كردستان, ومن الشعراء إبراهيم عبدالفتاح وناصر رشوان ووائل هلال وعصام عبدالله ورضا أمين.. ويضم الألبوم 12 أغنية منها: laquo;شفت يا قلبيraquo; و laquo;حبيت من سنةraquo; و laquo;السكر غليraquo; و laquo;بقدر ع الدنياraquo; و laquo;رجعنا لبعضناraquo; ويعيد رائعة سيدة الغناء العربي laquo;حانت الأقدارraquo; بتوزيع جديد للفنان يحيى الموجي.. وهناك أكثر من موعد جديد لطرح الألبوم في حالة هدوء الأوضاع وإقامة معرض الكتاب في موعده فسوف يطرح الألبوم خلال أحد أيامه. والموعد الثاني هو 14 فبراير ليلة عيد الحب, وهو الموعد الأرجح حتى الآن.
ومن أكثر المتضررين من الأحداث المطرب التونسي صابر الرباعي, الذي كان من المقرر طرح ألبومه قبل أسبوع لكنه قرر تأجيله لحين هدوء الأوضاع في وطنه تونس, مؤكدا صعوبة خروجه من هناك خلال هذه الفترة التي يعاني فيها وطنه, خاصة أن الألبوم يحتاج منه التنقل بين أكثر من عاصمة عربية, منها القاهرة وبيروت للاطمئنان على الدعاية, خاصة أنهما العاصمتان الأكثر أهمية في عالم الغناء, ومنهما تنطلق توقيعات النجوم على عملية طرح الألبومات.
كاظم الساهر كان من المقرر أن يطرح ألبومه نهاية هذا الشهر, لكن الشركة المنتجة ربما تقرر تأجيل طرحه إلى عيد الحب أيضا للخروج من المأزق, خاصة أن الألبوم حدد له أكثر من موعد من قبل, منها ليلة رأس السنة الميلادية, وتم التأجيل في اللحظات الأخيرة.
آمال ماهر من المطربات اللاتي تأثرن بالأوضاع, خاصة أن ألبومها معد تماما للطرح, لكن الشركة المنتجة قررت التأجيل إلى الربيع المقبل في محاولة منها للهروب مما يحدث.
وتأتي هذه الأحداث التي يمر بها الشارع العربي لتزيد أوجاع صناعة الأغنية في مصر, التي تعاني من ركود كبير بسبب القرصنة التي يقوم بها العديد من المواقع الغنائية عبر الإنترنت والتي تطرح ألبومات نجوم الغناء من خلالها بمجرد طرحها في الأسواق, وهو ما يتيح لأي متصفح لهذه المواقع تحميل هذه الأغاني بدون مقابل, وبالتالي تحدث خسائر كبيرة للشركات بسبب تراجع المبيعات.
ولغة الأرقام تقول إن أهم مطرب في العالم العربي لا يزيد حجم المبيعات الخاصة به على 30 ألف أسطوانة, وعائد هذا الرقم لا يغطي نفقات أي عنصر من مفردات الإنتاج, وبالتالي تحدث الكارثة.
ومن هنا جاءت أحداث يوم الغضب في القاهرة لتضع شركات إنتاج الكاسيت والمعنيين بصناعة الأغنية في مصر والعالم العربي في مأزق كبير, قد يمتد تأثيره إلى الصيف المقبل. ومن هنا فإن تأجيل طرح الألبومات يضر بمصالح المطربين الذين يرون أن انتشار أغاني الألبوم على الإنترنت يؤدي إلى زيادة الطلب عليه في الحفلات التي تقام داخل وخارج مصر.
فقد جاءت عاصفة الغضب لتقضي على أحلام المطربين والشركات على حد سواء, والكل في انتظار إشعار آخر.