صنعاء - صادق ناشر :

مرت جمعة الغضب في جنوبي اليمن بسلام، على الرغم من تظاهرات متفرقة خرجت في بعض المناطق، خاصة في عدن، حضرموت، أبين والضالع، حيث تمكنت قوات الأمن من تفريق التظاهرات التي خرجت بعد صلاة الجمعة واعتقال بعض المشاركين فيها، قال قيادي في المعارضة اليمنية إن الاحتجاجات الشعبية الحالية لا تشكل خطراً على النظام، لكنه شدد على أن نظام الرئيس علي عبد الله صالح أضعف من أن يصمد أسبوعاً أمام تظاهرات مستمرة على غرار ما يحصل في مصر .

وكانت دعوة أطلقها شباب يمنيون على موقع ldquo;الفيسبوكrdquo; قد دفعت بقوات الأمن إلى إخراج مزيد من التعزيزات العسكرية في المناطق التي تم الدعوة لخروج التظاهرات فيها، حيث تم اعتقال بعض المتظاهرين في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت وعدن .

ففي مدينة المكلا فرقت قوات الأمن التظاهرة التي دعا إليها مجلس الحراك السلمي بمحافظة حضرموت، مستخدمة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، في ظل وجود انتشار أمني واسع، فيما رشق المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة والألعاب النارية .وخرج المئات من المواطنين من مسجد عمر بعد صلاة الجمعة حاملين أعلام دولة الجنوب وصور نائب الرئيس السابق علي سالم البيض ورددوا شعارات تطالب باستقلال الجنوب عن دولة الوحدة قبل أن ينضم إليهم مئات أخرى من مسجد الروضة .

وأوضح رئيس المجلس أحمد محمد بامعلم في كلمة له أمام المتظاهرين أن أبناء حضرموت لم يعد يهابون الرصاص وأن مسيرة ما أسماه بالتحرير والاستقلال انطلقت ولن تتوقف حتى إتمام هدفها، وناشد الجماهير ألا تهاب الرصاص ولا المدافع، مؤكداً أن من أسماهم رموز سلطة صنعاء من رجالات الأمن سيحاكمون على كل الجرائم التي ارتكبوها في حق أبناء الجنوب عاجلاً أم آجلاً .

وفي مدينة عدن خرجت تظاهرتين للمئات من الشباب في كل من مدينة كريتر والمنصورة، إلا أن قوات الأمن تمكنت من تفريقهم بعد نحو ساعة من انطلاقتهما، حيث تم تعزيز قوات الأمن بأعداد إضافية من الجنود للسيطرة على المتظاهرين، واعتقلت قوات الأمن نحو سبعة من المتظاهرين .

وفي محافظة أبين، تقدم القيادي في الحراك الجنوبي الشيخ طارق الفضلي مسيرة بعد صلاة الجمعة، حيث ارتدى وأنصاره أكفانهم تعبيراً عن عدم الخوف من أية هجمات، وطاف الفضلي مع نحو 1500 شخص بينهم القيادي علي السعدي شوارع مدينة زنجبار مرددين شعارات انفصالية، وأعلن الفضلي عن استمراره وأنصاره في تنفيذ اعتصامات يومية في الخيام التي نصبوها حتى رحيل النظام .

وفي محافظة الضالع، جابت تظاهرة شوارع مدينة الضالع، حيث ردد المشاركون هتافات منددة بالوحدة، مطالبين بفك الارتباط بين الشمال والجنوب ومطالبة الرئيس علي عبد الله صالح بالرحيل، ورفع المشاركون أعلام دولة الجنوب السابقة، بالإضافة إلى صور لبعض المعتقلين ولنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض .

وأعلن مصدر أمني لوكالة ldquo;فرانس برسrdquo; أن مسلحين قريبين من الحراك الجنوبي أطلقوا سراح جنديين اختطفا، أول أمس، في مدينة حبيلين جنوب اليمن .

على صعيد آخر، أكد نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري إن اللجنة الأمنية بمحافظة أبين اتخذت مؤخراً عدداً من الإجراءات والتدابير الأمنية الهادفة إلى تضييق الخناق على عناصر تنظيم القاعدة وشل حركتها بالتزامن مع توجيه الضربات النوعية لأوكارها لتطهير محافظة أبين من هذه العناصر التي وصفها ب ldquo;المهزومةrdquo;، والتي قال إنها تلقت في وقت سابق ضربات موجعة في مديرية لودر وفي مناطق أخرى من المحافظة .

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية بمحافظة أبين تمكنت خلال الفترة الماضية من ضبط ما يزيد على 30 فرداً من عناصر التنظيم وقياداته، بالإضافة إلى استسلام العشرات منهم بعد أن أدركوا أنه لا مخرج لهم من طوفان الملاحقة

بدوره، قال حسن زيد أمين عام حزب الحق لموقع ldquo; نيوز يمنrdquo; المستقل أن مبادرة صالح ldquo;مثلت مخرجا للنظام من الورطة التي اختلقها المخلصون للنظامrdquo; بحسب تعبير الرئيس وrdquo;قد تكون مدخلا لإعادة الحوار إلى المحطة التي أوقفه المؤتمر الشعبيrdquo; . وقال زيد إن ldquo;دول الإقليم ليست أحسن حالاً من اليمن لأنها في أغلبها تشعر بخطر وجودي، ربما أشد منا لولا ثرائها الذي قد يكون عاملاً في مد الشباب بإمكانية التغيير بصورة أسرع مناrdquo; .

أضاف ldquo;الصورة التي هي عليها الآن لا تشكل أي خطر، لكن النظام أضعف بكثير جداً من أن يصمد أمام تظاهرات مستمرة لأقل من أسبوع، نظراً للإشكالات البنيوية التي يعاني منها في ما يتعلق بغياب المؤسسيةrdquo; . وأشار أن الخطر لن يقتصر على النظام الحاكم بل على الدولة اليمنية بكامل وجودها لأن فكرة الموطنة لم تترسخ بعد نتيجة لما نعانيه من صراعات قبلية وجهوية ومذهبية وحزبية .