ابراهيم نافع

قلنا بالأمس أن الصحف القومية تتعرض لحملة شرسة منذ فترة طويلةrlm;,rlm; وأن الحملة قد بلغت ذروتها في الأيام الأولي للثورة بعد أن ابتعدت هذه الصحف عن نقل الحقائقrlm;,rlm;

كما تجري علي أرض الواقع الذي لاتبعد عنه إلا عدة أمتارrlm;.rlm; وعدم اقدام هذه الصحف اليومية علي تقديم رؤية صادقة لهذا الحدث وما يصاحبه من تفاعلات واضحة كل الوضوح علي أرض الواقعrlm;.rlm; ثم عند لحظة معينة اكتشفت أن الحقيقة أكبر من أن يتم غض البصر عنهاrlm;,rlm; ولعلنا لانبالغ إذا قلنا أن هذه الحملة سوف تستمر إذا ما تابعنا عن كثب تلك الادعاءات والافتراءات التي يطلقها البعض في كثير من الفضائيات وفي كثير من الصحفrlm;,rlm; فتارة يبشرون بقرب انهيار الصحف القومية بدعوي أن القراء سوف يقاطعونها ناسين أو متجاهلين ـ بحسن نية أو بسوء نية ـ أن هذه الصحف وراءها رصيد عظيم من الحضارة والتاريخ وروح انتماء العاملين فيها وأن هذه الروح سوف تعيد الامور إلي سابق عهدها لإعتلاء القمة من جديد بكل العزة والشموخ وتارة أخري يدعي بعضهم أن الصحف القومية حققت خسائر متراكمة علي مدي خمسة وعشرين عاما متواصلة وكأنهم لايرون بأعينهم تلك الصروح الطباعة المنتجة في كل مكان وهي التي لاتزال سببا لظهور واستمرار كل الصحف والمطبوعات في الاسواقrlm;.rlm; وهي التي سوف تحدد مستقبل الصحافة المصرية في الفترة القصيرة المقبلةrlm;.rlm;
ومن الغريب أن البعض لايزال يردد كذبا وافكا ان رؤساء وقيادات هذه الصحف تحصل علي مرتبات ومكافأة تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين جنيه شهرياrlm;,rlm; في حين أنه ثبت يقينا أن أكبرهم في المهنة لم يبلغ دخله السنوي وليس في الشهر إلي هذين الرقمينrlm;.rlm; وقد اثبتت شهادة القضاء العادل وتقارير الجهاز المركزي للمحاسبات حقيقة هذه الأرقامrlm;,rlm; كما اثبت زيف وادعاء المبالغات المرسلةrlm;,rlm; هذا بالرغم من أن موازنة المؤسسة قد تعددت الآن ملياري جنيهrlm;.rlm;
إن الصحف القومية عندما تستعيد عناصر قوتهاrlm;,rlm; وعندما تعود مصر إلي سابق ريادتها العربية وإلي دورها الإقليمي والدولي الفاعل خاصة بعد ما تفقد احاديث الاثارة الراهنة بريقها سوف تبرز مدي أهمية الصحافة القومية ومدي فاعليتها فيمن حولها وعندئذ سوف يعيد الأخرون حساباتهم سواء في البقاء في اداء دورهم المحلي فقط أو تطوير عملهم بالاهتمام بما يجري في بلدهم وفي الاقليم الذي يعيشون فيهrlm;.rlm;
ليس معني ذلكrlm;,rlm; أن حال الصحف القومية سوف يستمر علي ما هو عليه من سياسات مالية وتحريرية وإدارية فهذا درب من دروب المستحيل وإنما لابد ان تكون هناك في المستقبل القريب اجابات واضحة حول عدة أسئلة غاية في الأهمية تدور حول ملكية هذه الصحف وهل ستبقي الدولة أو الشعب مالكا لها؟ أم يشترك عمالها مع المساهمين من الشعب في ملكيتها لخلق موارد مالية جديدة لها علي أن تكون نسبة ملكية العاملين هي الأعلي؟ ثم من الذي يختار قيادات هذه الصحف هل هو مجلس الإدارة الجديد الذي سوف يتملكها؟ أم يكون بالانتخاب؟ وهل من الأجدي إبقاء هذه الصحف تابعة للدولة أم يتم الفصل بين الملكية والإدارة وفقا لمعايير وسياسات مالية وتحريرية جديدة؟
بالقطع كل هذه التساؤلات تحتاج إلي حوار هادئ قد يستغرق وقتا غير قصير لان الاجابة عليها سوف تحدد مستقبل الصحافة المصرية بل وتحدد مستقبل الديمقراطية والحرية في بلدناrlm;.rlm;