داود الشريان
في يوم الثلثاء 1 شباط (فبراير)، كتب محمد حسنين هيكل مقالاً في جريدة laquo;الشروقraquo; المصرية بعنوان laquo;سقوط خرافة الاستقرارraquo;، قال فيه: laquo;لم أكن أريد أن أفتح فمي وأتكلم، قد قلت ما فيه الكفاية، أو هكذا أعتقد. ولم أكن أريد لأحد من جيلي - وربما جيل آخر بعدنا - أن يفتح فمه هو الآخر وأن يتكلم، فقد قالوا ما فيه الكفاية وزيادة. كان من واجبنا جميعاً أن نسكت وأن نتابع حوار التاريخ الجاري الآن في مصر. ولم أكن أريد لنفسي ولا لغيري من جيلي أن نتدخل، فكلنا الآن في الغروب أو على مشارفه، والصبح والظهر والعصر لها أصحابهاraquo;. لكن هيكل الذي اعلن انصرافه منذ سنوات، لم يصمت، رغم ان شباب ميدان التحرير قام بثورته للخلاص من مرحلة انقلاب 1952 الذي كان هيكل احد رموزها.
ظهر هيكل قبل يومين في برنامج laquo;مصر النهاردهraquo; الذي يقدمه الصحافي محمود سعد، وألغى أي دور للرئيس مبارك في حرب أكتوبر، وقال إن laquo;كل ما انتشر في فترة حكم مبارك عن كون مبارك بطل حرب أكتوبر هو كلام عارٍٍٍ من الصحةraquo;. هذا الكلام نُشر في مذكرات بعض قادة حرب اكتوبر، لكن هيكل لم يتطرق إليه من قبل، واستخدمه اليوم بطريقة انتقامية، كما فعل مع السادات في كتاب laquo;خريف الغضبraquo;. لكنه نسي وهو يتحدث عن فساد حكم مبارك ان يشير الى أن ابنه حسن هو من يدير شركة laquo;هيرمسraquo; التي تتولى ادارة ثروة جمال مبارك، و laquo;تتسلط على البلاد والعباد بسلطة ابن الرئيس، وتكابر وتتكبر بسلطة الوريث القادمraquo; وفق صحيفة laquo;الوفدraquo; المصرية .
هيكل في مقاله حذر من ثلاثة أشياء: طول الحوار، والقوى الخارجية، وسرقة الثورة. ونسي أن وجوده اليوم في صدارة المشهد الإعلامي هو تعدٍّ على هذه الثورة ومحاولة لتحسين صورة عصر جرى الانقلاب عليه. كنا نتمنى ان يكون المقال الذي أعلن فيه عن غياب شمسه آخر الكلام. لكن، يبدو ان المشكلة ليست فيه، فهناك جيل من الصحافيين المصريين يعتقد ان شرعيته الصحافية لا تكتمل إلا بالاقتراب من هيكل والكتابة عنه. هل ينتظر هيكل ان يقف جيل الصحافيين الشباب ويقول له: ارحل؟
التعليقات