لندن

لم يؤد تراجع أخبار الثورة المصرية ، إلى تراجع اهتمام الصحف البريطانية بشئون الشرق الأوسط في ظل الاضطرابات السياسية التي تنتقل من دولة إلى أخرى.

ففي الصفحة الرئيسية لصحيفة quot; آيquot; الجديدة تقرير يصف موقف الحكومة البريطانية من مظاهرات الاحتاجاج في العالم العربي بالمخزي. ويقول عنوان الصحيفة الرئيسي : ألم في البحرين ... والخزي لبريطانيا. وسبب الخزي ، كما تقول الصحيفة ، هو أن بريطانيا لا تزال تبيع الأسلحة للأنظمة في العالم العربي والتي تستخدمها كما تقول الصحيفة في قمع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية.
في صحيفة الجارديان ، تنبيه إلى أن العواصم العربية تستعد اليوم ( الجمعة) للعنف مع استمرار الاضطرابات. وتركز الصحيفة على البحرين. واعطت تغطيتها للأحداث هناك عنوانا : بعد ميدان التحرير ..الغضب العربي يتفجر في دوار اللؤلؤة.
ويقول التقرير إن دوار اللؤلؤة لا يشبه ميدان التحرير، لكنه المكان الذي يتجمع فيه آلاف البحرينيين وهم يؤمنون بأن ثورتهم الوليدة سوف تنجح في تحقيق أهدافها.
ويشير إلى أن كافة المتظاهرين على وجه التقريب هم من الشيعة. وأضاف أن الشيعة قادرون الآن على الكلام عن قضايا التمييز والفقر التي يعانون منها في صمت منذ وقت طويل.
وفي تقرير آخر عن ليبيا تقول الجارديان إن ليبيا أصبحت آخر دولة عربية تشهد احتجاجات. وتضيف أنه ليس معلوما الآن، ما إذا كانت ليبيا ستشهد يوم الغضب الذي وعدت بها المعارضة. غير أن التقرير يشير إلى أن محاولات إسقاط نظام القذافي عن طريق الاحتجاجات قد لا تتحقق النجاح نفسه الذي توفر لجارتيها مصر وليبيا.
ويرجع ذلك إلى إن ليبيا تتمتع باحتياطات كبيرة من البترول والغاز إضافة إلى قلة عدد سكانها البالغ 6.5 ملايين نسمه فقط، مما يعني أنها أكثر ثراء من مصر، وتستطيع بالتالي أن ترشي المعارضين.
وحول اليمن ، تقول الجارديان في تقرير لها من العاصمة صنعاء إن المظاهرات المناهضة للحكومة قد لقت قوة دفع باستقالة الرئيس حسني مبارك.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، الذي يتابع باهتمام المظاهرات التي اندلعت في مختلف مناطق الشرق الأوسط يدعو الآن الشيوخ ومجموعات الشباب ومنظمات المجتمع المدني وناشطي حقوق الانسان لمناقشة مظالمهم.
صحيفة الفاينانشيال تايمز تتوقع أن تواجه الولايات المتحدة موقفا حرجا بسبب الاضطرابات السياسية والاحتجاجات في الشرق الاوسط وخاصة الدول التي تصفهات حيوية مثل البحرين . ويرى احد كتاب الصحيفة أن واشنطن بالغت في تقدير الأثر الذي يمكن أن تحدثه جهود الاصلاح المبذولة في دول المنطقة.
وعن البحرين يقول إن أهميتها لا ترجع فقط إلى كونها مقرا لقيادة الأسطول الخامس الأمريكي، بل إلى أن مايحدث فيها يعتبر ، من وجهة نظر المملكة العربية السعودية وغيرها من حلفاء أمريكا الآخرين مؤشرا على حجم النفوذ الإيراني.
وفضلا عن اهتمام صحيفة الأندبندنت إخباريا بالأحداث ، فإن أحد كتابها يحلل ما يحدث في الشرق الأوسط متسائلا عما إذا كان الدور ، في السقوط ، سيأتي على حكم القذافي في ليبيا بعد سقوط نظامي زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر.
ويجيب بحذر أنه من الممكن أن يحدث ذلك. ، مضيفا أن المتظاهرين المطالبين بالإصلاح قد شجعتهم الاطاحة بمبارك. ويشير إلى أن أحد الكتاب الليبيين وصف مصر بأنها مركز العالم بالنسبة لليبيين.