منصور الجمري

سلام على شهداء البحرين الذين خضبت دماؤهم تراب الوطن. سلام على الشهيد السابع عبدالرضا بوحميد الذي قدم أغلى ما عنده من أجل أن يعيش أهل البحرين كرماء وأعزاء ومرفوعي الرأس في وطنهم.

شكراً لكل البحرين التي ختمت مساء أمس ببارقة أمل وذلك بعد صدور أمر ملكي قبيل منتصف ليل أمس بالإفراج عن المعتقلين، والذين ستصدر قائمة بأسمائهم الرسمية هذا اليوم، وستشمل بحسب مصادر موثوقة مجموعة الـ 25.

شكراً لمن اعتصم في دوار اللؤلؤة ومركز الفاتح الإسلامي، وشكراً للشيخ عبداللطيف المحمود الذي طالب بمحاسبة المتسببين عن إهراق دماء أبناء الوطن، ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين. وكان المحمود قد نشر بياناً باسم التشكيل الجديد الذي اتخذ له مسمى laquo;تجمع الوحدة الوطنيةraquo;، وطالب بالإفراج عن سجناء الرأي.

شكراً للمعتصمين في دوار اللؤلؤة الذين أثبتوا سلميتهم وتحضرهم، والذين دعوا باستمرار إلى التآلف والتماسك والوحدة الوطنية وتثبيت الإجماع الوطني نحو مستقبل دستوري يضمن جميع الحقوق والحريات، ويحقق المواطنة غير المنقوصة، ويضمن أمن وأمان جميع فئات البحرين التي عاشت وستعيش متحابة ومتعاونة في السراء والضراء.

لقد ولى زمن الذين يتهمون أي فئة من فئات البحرين في نواياها ومقاصدها وانتمائها الوطني الأصيل، والبحريني اليوم، سواء كان سنياً أو شيعياً، أو من أي فئة مجتمعية كانت، يستطيع أن يرفع رأسه بأن لا شيء فوق كرامة الإنسان، وأن العيش ضمن نظام يضمن المساواة بين الجميع، ويحقق العدالة الاجتماعية، والسلم الأهلي، تحت سقف ديمقراطي يضمن مشاركة الجميع من دون فرق.

المعتصمون من مختلف فئات الوطن لهم أهداف متشابهة، وكان مما قاله الشيخ عيسى قاسم في خطبة معروفة سابقة، بأنه لن يرضى على ظلم سنّي أو شيعي، وهو خطاب سمعنا ما يماثله من الشيخ عبداللطيف المحمود.

شباب دوار اللؤلؤة فرضوا أجندة التغيير في مسرى الحياة السياسية، وهو حق لا ينازعهم عليه أحد، وما نأمله هو أن تتحرك مختلف الأطراف من أجل الخروج من هذه الأزمة السياسية ببحرين أفضل للجميع، وأن نحمي بلادنا من مخاطر لا تحمد عقباها.

ما نتحدث عنه إنما هو بارقة أمل صغيرة للخروج من نفق مظلم جداً، ولكننا يمكن أن نقترب من نقطة الضوء التي تشع في آخر النفق، والتي من المفترض أنها واضحة للجميع بخسائر أقل ومكتسبات أكبر. ونحن نحتاج في هذه المرحلة إلى ضبط كل كلمة نتفوّه بها؛ لأن البحرين لا تحتمل المزايدة عليها في وقت تزداد المخاطر من كل جانب.