موفق محادين
يتوالى سقوط حجارة الدومينو العربية حجرا حجرا, مما يؤكد أن العرب أمة واحدة سواء تحت الاحتلال أو الطغاة. وفي عقود الهزيمة كما في أيام الغضب والثورة, ذلك أن الانهيار الجماعي للنظام العربي ليس ايقاعا على صافرة نظام رأسمالي عاملي مأزوم قرف من عملائه, بل تجسيد لإرادة جماعية في النهوض كما كان دوما على مدار التاريخ.
هكذا وبعد سقوط طغاة مصر وتونس ها هو طاغية ليبيا يترنح تحت ضربات أحفاد عمر المختار, وها هي أرض ليبيا الشجاعة تميد تحت أقدام هذا الطاغية المجنون. ومن دروس الثورة العربية العظيمة في مصر وتونس الى دروسها ضد كبير الطغاة الليبي بأقنعته المزيفة تارة باسم العروبة وتارة باسم الحرية والفقراء:
1- سقوط القناع الأول وهو القناع القومي, فبعد عقود الأفرقة ها هو نجله يفتح المعركة على العرب كلهم ويكشف عن ثقافة اقليمية مريضة.
2- بعد عقود من التدليس السياسي عن مناهضة الامبريالية, ها هي أمريكا وها هي أوروبا والعواصم الامبريالية تظهر تواطؤا لا مثيل له مع أعتى سلطة بوليسية و فاسدة, فمن مساواتها بين الجلاد والضحايا في الحديث عن ضبط النفس, إلى دعوتها لوقف الاستخدام المفرط في الابادة الجماعية. وهناك تقارير تتحدث أيضا عن سطوة المخابرات الايطالية والغربية داخل الأجهزة الليبية. ويعود هذا التواطؤ لأسباب عديدة من الرشوة الشخصية والجماعية الى عمولات الأسلحة والتجارة المختلفة الى ما يسمى بمكافحة الإرهاب الأصولي.
3- القناع الثالث الذي سقط هو قناع الجماهيرية ودولة الشعب, حيث تبين بالملموس أن من يحكم ليبيا هو تحالف من المافيا و الحرامية والشرطة السرية كما لم يتردد قائد الشعب المزعوم من اعطاء الأوامر للدبابات والمدفعية والطائرات بقصف المدنيين العزل وهو الأمر الذي لم يقدم عليه أي طاغية قبل العقيد. ويعرف القاصي والداني أيضا أن هذا العقيد لم يحل مؤسسات الدولة التقليدية لبناء جماهيرية شعبية بل لوضع يده وعائلته على مقدرات ليبيا الضخمة وسرقتها مستعينا بأجهزة أمنية إجرامية تعتمد على عصابات المرتزقة من أفريقا الى البلاك ووتر, بالاضافة للهاربين من شرطة مبارك ورئيس تونس المخلوع السرية.
وبالمجمل, برهنت جرائم العقيد ونجله على أنه لم يكن زعيما لجماهيرية بل لعصابة حرامية مجرمة نهبت مليارات الدولارات على مدار اغتصابها للسلطة في هذا البلد العربي, مما يضع على عاتق العالم كله الدعوة لتحويلهم الى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الابادة الجماعية لشعب اعزل, وذلك اذا لم يكن متيسرا تأمين محكمة شعبيه لهم. بالاضافة لاعادة كل الأموال المنهوبة للشعب الليبي.
التعليقات