واشنطن حنان البدري:

أعربت مصادر دبلوماسية عربية في نيويورك عن قلقها من وجود توجه لدى بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار أممي من شأنه في حالة عدم تراجع الزعيم الليبي معمر القذافي ونظامه عن قمع مواطنيه، أن يفسح المجال أمام تدخل دولي يشبه ما حدث في عراق صدام حسين .

وأملت المصادر التي تحدثت إلى ldquo;الخليجrdquo; أن يتنحى القذافي لتجنب مصير صدام، إلا أنها رأت أنه من الواضح أن الزعيم الليبي لن يقدم على هذه الخطوة في وقت قريب، الأمر الذي سيفتح الباب أمام قرارات أخرى خاصة أن مجلس الأمن بدأ أمس في جلسته المغلقة بحث مشروع قرار فرنسي بريطاني بفرض عقوبات على الجماهيرية تحت البند السابع .

وأشارت المصادر إلى أن مثل هذه القرارات ستعرض ليبيا لأن تكون مسرحاً لوجود عسكري أجنبي أو أمريكي تحديداً، وسيكون من الصعب التخلص من هذا الوجود القوي في وقت منظور لأن الجماهيرية الغنية بالنفط ستكون مكافأة للشركات الكبرى التي سترفض بطبيعة الحال التخلي عن الغنيمة بسهولة .

وقالت المصادر ل ldquo;الخليجrdquo; لو كان الأمر يتعلق بالتجريم الدولي للقذافي ونظامه فإنه سيكون من الجيد رؤية ذلك لكن مع عدم تكريس تدخل أجنبي باستخدام القوة . واقترحت المصادر ذاتها أن يحدث تشاور في إطار الدول العربية والإسلامية بمحاولة التدخل لدى أبناء القذافي والضغط عليهم بعقوبات دولية ومن ثم إتاحة الفرصة لهم للضغط على القذافي أو التخلي عنه إذا لزم الأمر، وأنه بمقدور هؤلاء إقناع الزعيم الليبي باللجوء إلى دولة إسلامية أو إفريقية .

وكان دبلوماسيون من الدول الأعضاء في مجلس الأمن قد عقدوا أمس جلسة مغلقة لمناقشة مشروع قرار ضد النظام الليبي يتضمن تجميد أموال القذافي وأولاده وكبار مساعديه وفرض حظر الطيران على الأجواء الليبية إضافة لفرض حظر اقتصادي وإيصال مساعدات عاجلة للشعب الليبي .

من ناحية أخرى علمت ldquo;الخليجrdquo; أن واشنطن تقوم بالتحري واتصالات إفريقية حول ضلوع جهات بدول إفريقية ومجموعات سياسية مستقلة في هذه الدول بتقديم مساعدات للعقيد القذافي وإرسال مجموعات مرتزقة لمساندة النظام الليبي في سحقه لمواطنيه .