منصور الجمري

ما حدث أمس في عدد من مدارس البحرين أمر مخجل، وذلك لأن إقحام الطلاب في معترك سياسي ذي صبغة طائفية يعتبر اعتداءً على المستقبل. فالمفترض في المؤسسات التعليمية أنها تعد أجيالاً بعيداً عن مشكلات نمر بها حالياً. ولست هنا لألقي اللوم على أحد، ولكن رجائي إلى كل من له تأثير أن يحمي البحرين من خلال إبعاد المشاحنات عن المدارس.

نعم إن المشكلات التي نشهدها حالياً في الساحة البحرينية ناتجة عن انعدام الثقة بين فئات من المجتمع والجهات الرسمية.

الخشية من التشطير المجتمعي من جانب، ومن انشطار الفئات الأخرى فيما بينهم... وهناك حالياً دعوات كراهية تنطلق من أناس في بعض الأماكن هنا وهناك، وهي ستعود على من يطلقها قبل غيره.

هناك أيضاً دعوات انفرادية لتوسيع العمل المعارض بشكل يصعب فهم أهدافه، بل إنه سيخرب القضية العادلة التي راح من أجلها سبعة شهداء... البحرين يجب أن تكون في قلوبنا حتى لو اختلفت الآراء، وإن أيَّ إضرار بالنسيج المجتمعي، وأيَّ إضرار بالقطاع المالي أو بالمكانة الاقتصادية يعني laquo;موتاً سريرياًraquo; لبحريننا الحبيبة.

أيها الأعزاء من كل الفئات ومن كل الاتجاهات: هل فعلاً تودون رؤية البحرين ممددة وكأنها ماتت سريرياً؟ هل فعلاً تنتفع أي جهة كانت، معارضة أو غير معارضة، إذا تقطعت أوصال الوطن مجتمعياً؟ ما هي الفائدة المرجوة من شلّ الحياة بشكل لا يخدم أية قضية؟

ليس الوقت لإلقاء اللوم حالياً، وليس هناك وقت للسماح بهذا الانحدار نحو شيء أصبح واضحاً للجميع، وعلينا جميعاً أن نُغلّب مصلحة الوطن فوق كل شيء، ويجب على عقلاء القوم من مختلف الأطراف إدراك المسئولية العظيمة الملقاة على عاتقهم جميعاً... من السهل على أي شخص الآن أن يشعل المشاعر، ويتجه بالوضع إلى ما يضر بالبحرين كلها، ولكن على العقلاء أن يدخلوا بشجاعة وأن يمسكوا هذه المشاعر وأن يأخذوا بالبحرين نحو بر الأمان.

أيها البحرينيون الشرفاء من مختلف الفئات: التفتوا إلى واقع يحتاج إلى عقولكم وإلى إرادتكم، أكثر من حاجته إلى عواطف جياشة تهيم بوطننا نحو ما لا يريده أيُّ محب لوطنه. هذه رسالة إلى جميع عقلاء البحرين من كافة الفئات المجتمعية بأن يبدأوا بالفعل التحرك نحو حلٍّ حواري للأزمة القائمة، ولاسيما بعد أن ثبت فشل الحل الأمني، وعلينا أن نثبت أن البديل عن القمع ديمقراطية نفتخر بها، وليس عبثاً وتمزقاً.

إننا مجتمع بحريني واحد، ونحن جزء لا يتجزأ من مجلس التعاون الخليجي، وجزء من وطننا العربي الكبير، وجزء من عالم متداخل ينشد العزة والكرامة والحرية والحقوق والأمن والأمان وضمان العيش الكريم ضمن إطار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان