علي يوسف المتروك


اذا حسنت النوايا، وتوطدت النفوس على العزم والتصميم، لحل ما يعترضها من مشكلات بما يتوافق ومبادئ العدل، وما يرضي الله، وما ينسجم مع شرائعه السماوية، عندئذ تتذلل الصعاب، ويحل الحوار والتفاهم بدلا من الخصام والفرقة والتنابذ، فالاختلاف وتباين وجهات النظر طبيعة وغريزة من تلك الغرائز، التي اودعها الله النفس البشرية، فالباري يقول في محكم كتابه العزيز: {وءاتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} (الجاثية 17) فما وجد الاختلاف الا ليبحث الناس عن صيغ بديلة من التفاهم والوفاق والانسجام.
مبادرة الكويت بإرسال وفد المساعي الحميدة لوصل ما كاد ينقطع بين السلطة والمعارضة في البحرين الشقيقة، قوبلت بالترحيب من الطرفين، لما للكويت من محبة واحترام لديهما على السواء، فقد أوجدت هذه الوساطة أرضا مشتركة بين الطرفين لينطلقا منها، وقد حظيت هذه المبادرة باهتمام ورعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد حفظه الله، والذي سعى جاهدا للوصول الى كل ما من شأنه مصلحة الجميع، وتلك المساعي تحتاج بعض الوقت لتظهر أثارها دون الدخول بالتفاصيل لحساسية الموضوع.
تلك هي الكويت، سباقة في ميادين الخير، واشاعة روح العدل والتسامح بين أبناء الخليج، وما مبادرة سمو أمير البلاد لرأب الصدع بين الامارات المتحدة، وسلطنة عمان الا أحد الشواهد على ذلك.
علينا ان نعترف ان العالم مقبل على متغيرات أيقظت النائمين من سباتهم على معزوفة الانعتاق، والمطالبة بحياة أفضل، تكون فيه الأنظمة أكثر التصاقا واحساسا بمعاناة شعوبها، فتعمل جاهدة على اصلاح ما فسد من أمورهم، ونشر العدل والشفافية، واتاحة الفرص بينهم على السواء، دون محاباة أو اثرة، وهذه الاصلاحات والمبادرات تحتاج الى سرعة توازي سرعة المتغيرات والمستجدات التي حصلت، فقد قيل قديما: (الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك).