الدوحة - العرب
أكد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تحريم الجريمة العدوانية laquo;الحمقاءraquo; بهدم كنيسة أطفيح بحلوان، مؤكداً احترام الإسلام لأي كنيسة، حتى يقاتل في سبيل حمايتها، مضيفا أن النبي laquo;صلى الله عليه وسلمraquo; أعطى أقباط مصر منزلة ومكانة خاصة متميِّزة.
وشدد القرضاوي في رسالة لأقباط ومسلمي مصر قال فيها: laquo;إن الرسول أوصى عند وفاته فقال: laquo;اللهَ اللهَ في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عُدَّة وأعواناً في سبيل اللهraquo;، مضيفا أن الواقع التاريخي صدق ما نبَّأ به الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد رحَّب الأقباط بالمسلمين الفاتحين، وفتحوا لهم صدورهم، رغم أن الروم الذين كانوا يحكمونهم كانوا نصارى مثلهم، ودخل الأقباط في دين الله أفواجاً، حتى إن بعض ولاة بني أمية فرض الجزية على مَن أسلم منهم، لكثرة مَن اعتنق الإسلام، وأضحت مصر بوابة الإسلام إلى إفريقيا كلِّها، وغدا أهلها أعوانا في سبيل الله.
ووصف القرضاوي ما حدث في مصر بالعمل الشيطاني، محذرا مما قال إنه laquo;ملامح مؤامرة على ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركةraquo;، وتشويه لصورتها، وقال إن من وراءها أذناب العهد البائد، وفلول الحزب الساقط، وجهاز أمن الدولة، الذي كان يلعب بورقة الطائفية، ويتَّخذها لإثارة الفتنة وقتما يشاء، كما أثبتت ذلك وثائق كثيرة مما ضبطه الثوار والمهاجمون.
وأيد القرضاوي باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما تعهَّد به المجلس الأعلى للقوَّات المسلحة من إعادة بناء الكنيسة في موضعها، في أسرع وقت ممكن، مطالبا ممثِّلي الأقباط والمسلمين أن يحتووا هذا الأمر، ويقوموا بمصالحة وطنية، تطفئ هذه النار، وتجعلها رماداً، ويعود الناس إلى حياة الميدان، وإيجابيات الثورة، معربا عن تحيته لمبادرات شباب الثورة، الذين زار كثير منهم أقسام الشرطة، وصافحوا الجنود والضباط، قائلين: عفا الله عما سلف، ليبدأ الجميع عهداً جديداً، متمنياً مزيداً من الإنجازات، في عهد الحكومة الجديدة المرجوَّة حكومة عصام شرف، التي يناشد الاتحاد أهل مصر أن يشدُّوا أزرها، وينصحوا لها بالحسنى والحكمة.
وشدد القرضاوي أن هذا التماسك والترابط والتلاحم والتسامح الذي جعل أبناء الوطن الواحد، يقفون عند اشتداد المعركة مع النظام الفاسد الجائر المستبد كالبنيان المرصوص، يشدُّ بعضه بعضا، وهذه الرُّوح الإيمانية الإيجابية الأخلاقية البنَّاءة تبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرِّق، وتقرِّب ولا تباعد، وتحيي ولا تميت، وتنشر ثقافة الحبِّ لا البغض، والتسامح لا التعصب، والرِّفق لا العنف، والرحمة لا القسوة، متسائلا: laquo;أين ذهبت هذه الرُّوح الخيِّرة، وهذه الريح الطيبة، التي استُبدل بها ريح عاصف أو ريح عقيم، تمثلت في هدم كنيسة في حلوان، قام به للأسف مسلمون، ولا أريد أن أسأل عن سبب هذا العمل المنكر، فليس هناك سبب يبرر مثل هذا الأمر.
التعليقات