علي بن شويل القرني

كشفت قنوات في الشرق والشمال من منطقة الخليج عن نواياها بشكل صريح ومكشوف للجميع في تغطيتها لأحداث مملكة البحرين، وأي حدث مشابه في منطقة الخليج.. وأثبتت الأيام والسنوات أن قناتي (العالم) الإيرانية و(المنار) التابعة لحزب الله في ...

لبنان أنهما في قمة عدائهما للمنطقة الخليجية.. وعداؤهم مكشوف من سنوات لزرع الخلاف والتشتت لأبناء المنطقة الخليجية العربية..

ومن تابع تغطيات العالم والمنار سيصاب بخيبة أمل إعلامية نتيجة جهود التزييف، والتضليل، والتجييش الذي اتبعته هاتان القناتان -تحديداً- في الأحداث الأخيرة والتي لا تزال قائمة في مملكة البحرين.. ومن الواضح جداً أن توجهات الإعلام الإيراني، وإعلام حزب الله أصبح لتقويض استقرار أمن الخليج، وزرع الفتنة بين أبناء الدولة الواحدة..

أصبحت القناتان هما إعلام مباشر للمتظاهرين في البحرين وغيرها، يؤججهم، ويوجههم حتى ساعة بساعة ومكاناً بمكان إلى الخطوات التي ينبغي أن يذهبون إليها، والأعمال التي يستوجب عليهم الانخراط فيها وفق رؤية الدولة في إيران والحزب في لبنان.. ومن كان يتابع فسيكون مصدوماً إلى درجة الجنون، ومندهشاً إلى درجة الإحباط.. من هذا الكم الهائل من التضليل المتعمد، والتزييف للوقائع المدروس وفق خطط تكتيكية، مبنية على أساس وهدف إستراتيجي هو إعادة رسم الخارطة السياسية في منطقة الخليج بما يحقق أهداف الدولة المنحازة، والحزب المتقوم (ادعاءات قومية بتحقيق أهداف طائفية)..

هذا ما حدث في الإعلام، ولكن الأدهى والأمر هو ما حدث في السياسة، حيث قامت مؤسسات بمحاولة تحريك الرأي العام في المملكتين بشكل خاص (المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين) للشروع في مظاهرات واسعة لتقويض الأنظمة وزرع الخلاف، وتعميم الفوضى.. وقد انكشفت هذه الأمور لكون مؤججي الفتنة، ومحركي الشغب كانت عناصر من خارج هاتين الدولتين.. مع وجود عناصر مأجورة في الداخل حاولت تنفيذ سياسات خارجية بأجندات محلية حتى لا تظهر خفايا الأهداف.. ولكن شاء الله أن يكشفها ويعرفها كل صغير وكبير في بلادنا..

ويأتي الإعلام بعد السياسة، فأي مشروع سياسي يجب أن يخدمه إعلام (بشقيه التقليدي والجديد).. وهذا ما قامت به قناتا العالم والمنار، في دعم حركات التقويض، وتظاهرات الفوضى، إضافة إلى مواقع إلكترونية عديدة ظاهرة ومتخفية في دعم جهود مستمرة من سنوات وعقود في تحريك المنطقة لتصبح متجهة شرقاً، ضاربة عرض الحائط بمصالح المنطقة، وخصوصية الحياة فيها، والتاريخ العريق لهذه البلدان، والأدوار التاريخية للمنطقة..

وقد انبرت ولا تزال القناتان بجهود إعلامية مدسوسة، وزرعت السموم في أذهان بعض الأشخاص من أجل حركة تغير قسرية، تفرض أجندة خارجية.. واستكتبت واستدعت هاتان القناتان كل مظاهر التفويج الممكنة والتجييش المتاحة من أجل أن تقود المظاهرات، وتحركها بالقوة والتوجيه الصريح لها، بما يخدم تلك الأهداف الحقيقية في هذا المشروع الإقليمي..

ومن كان يتابع سيشهد في إطار تغطياتها لأحداث البحرين عناوين مثل laquo;هجوم سعودي على المتظاهرينraquo; وغيرها من عناوين الإثارة السياسية، والتجييش الإعلامي، والتضليل الحدثي لما يدور هناك.. ومن أهم أساليب التضليل هو إظهار المتظاهرين على كونهم مضطهدين من رجال الأمن ومسئولي حفظ السلامة الوطنية.. وهذا أسلوب تحاول منه القناتان أن تستدرا شفقة المشاهد، وتزرعا في عقول المشاهدين تعدي رجال الأمن، واضطهادهم للمظاهرات السلمية في البحرين وغيرها.. والواقع الحقيقي أن هؤلاء المتظاهرين هم من عمّموا الفوضى، وهم من أحدث التجاوزات، وهم من قتل وجرح، وهم من احتلوا مستشفيات، وهم من عرقل حركة المرور، وهم من أحرق، وهم من شلوا حركة الحياة العامة.. ولكن هذا لا يظهر في قناتي العالم والمنار..

تحاول القناتان أن تبنيا إحساس الاضطهاد، ومشاعر الظلم لدى المشاهد على أن المتظاهرين هم سلميون، ولكن أجهزة الأمن هي التي عاثت وقتلت وجرحت وحرقت.. وهذا أسلوب يلتوي على الأحداث، ويضلل المشاهد العالمي عما يدور هناك.. وسعي القناتين بكل إمكانياتها إلى تحويل أنظار العالم من معرفة الواقع، إلى زراعة واقع جديد مختلف عن كل ما يدور هناك.. وهذا أسلوب أثبتت الأحداث عدم مصداقيته، وتكذيبه على صعيد الواقع، وعلى صعيد ما تبثها التلفزيونات الوطنية ووسائل الإعلام الدولية من عرض حقيقي لما يجري في الداخل..

إن منطقة الخليج تحمل تقاليد من المحافظة، والسياسات الحكيمة في إدارة الأزمات، ولم تلتفت إلى مثل هذه المظاهر الإعلامية التي تتواصل من الشرق والشمال.. وفي رأيي أنها تحتاج إلى وقفات سياسية وإعلامية تضعها -على الأقل- في سياق أهدافها ومشروعاته الخاصة..