زينب غاصب

لا يخفى على أحد مآرب إيران في السيطرة على بعض الدول العربية، والخليج العربي، منذ عهد الشاه وحتى الثورة الخمينية، ويتضح هذا من تصرفاتها المشكوك فيها، إذ لا تزال تصر على تسمية الخليج العربي بالفارسي، وتروج لهذه التسمية عبر أخبارها على قناة العالم، أضف إلى ذلك احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، ونجاحها في التدخل في شؤون العراق، ودعمها للمعارضين في البحرين وتحريضهم على إسقاط السلطة الشرعية فيها، وهذه أجندة إيرانية ملغومة بالمذهبية والطائفية، معروفة بأسلوبها اللوجستي السافر.

إذا كانت إيران نجحت في لبنان فأوجدت laquo;حزب اللهraquo;، ونجحت في فلسطين فأوجدت laquo;حماسraquo;، ونجحت لحد ما في اليمن عن طريق الحوثيين، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في الخليج، وهذا يعود إلى مدى وعي الحكومات الخليجية ومواطنيها بأهداف إيران ومخططاتها، إلا أن إيران المشبعة بالهوس المذهبي والطائفي، وتضخم الذات لدى حكامها، تأبى إلا أن تدوس على كل المواثيق والأعراف الدولية لتعطي نفسها حق التدخل في شؤون الآخرين الداخلية وعدم احترامهم، والتعدي على سياداتهم الوطنية، ومن هنا فإن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال بمثابة الشوكة لإيران التي تحاول وبشتى الطرق أن تجد لها مدخلاً للتدخل في شؤونها، ومحاولة فرض نوع من السيطرة عليها، حتى لو عن طريق إثارة النعرات المذهبية بين الإخوة من السنة والشيعة، إلا أن قوة الانتماء الوطني بين الطرفين، أحبطت هذه المحاولات الحثيثة ما زاد إيران وزبانيتها حقداً كبيراً على السعودية وأهلها.

حاولت إيران وعلى مدى سنوات طويلة إفساد مواسم الحج في السعودية وتحويلها من شعيرة دينية إلى شعارات سياسية هدفها تصدير الثورة الخمينية وجلب الأنصار لها من الحجاج المسلمين لإحراج المملكة أمام العالم الإسلامي، لكن الله كان لها بالمرصاد وفشلت كل هذه المحاولات، بفضل يقظة الأمن السعودي، والمواطن السعودي، والسلطة السعودية، وقبل العام الماضي أرادت أن تقوم بمحاولة فعلية لإشغال المملكة عن دورها في خدمة حجاج بيت الله، فحرضت الحوثيين وساندتهم لاختراق حدود المملكة الجنوبية وترعيب سكانها، وقتلهم، وإرهابهم، وإخراجهم من مساكنهم، لإحلال الحوثيين مكانهم بالقوة، فحصدوا الخيبة والخسران، ووجدوا أن حدودنا الجنوبية سداً منيعاً لن يُخترق والمواطن والأمن السعودي على هوى واحد لن يتغير.

الآن ومنذ بداية التظاهرات في بعض الدول العربية، وإيران عبر قناتها المسماة laquo;العالمraquo; تكذب على العالم بما تشنه من حرب على المملكة عن طريق برامجها، وأخبارها الملفقة، وضيوفها الأذناب، تساندهم في ذلك بعض القنوات مثل قناة laquo;المنارraquo; التابعة لـ laquo;حزب اللهraquo; عن طريق استضافة المدعو laquo;وائل وهابraquo; الذي يريد الإساءة إلى المرأة السعودية، وهي أسمى من أن تلتفت إليه، والغريب أن قناة العالم توهم المشاهد أن السعودية في حرب مع شعبها، من دون صور، أو مشاهد حقيقية تستند عليها، في الوقت الذي تحتفل فيه السعودية بالتفافها حول قيادتها وتمتعها بالأمن والاستقرار، وما إن تحركت قوات laquo;درع الجزيرةraquo; إلى البحرين حتى رفعت إيران من وتيرة حربها على السعودية ومهاجمة قنصليتها في قم، وهذا لن يكون إلا بموافقة حكومة إيران التي تتجاهل أن قوات درع الجزيرة هي قوات مشتركة من أمن الخليج، وما تحركت إلا بطلب من البحرين التي لها وحدها حق الحرية المطلقة في الحفاظ على سيادتها واستقلالها، ومن مصلحة إيران دعم المظاهرات في البلدان الأخرى، ولكنها تحرم ذلك على شعبها وتقمعه بأبشع الطرق، ولن تتوقف عن محاربة السعودية فهي بمكانتها الدينية وثقلها العالمي حجر عثرة في طريقها المشبوه.