تعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن إيران قلّصت نفقاتها على حزب الله اللبناني بنسبة عالية جدًّا وصلت إلى 40 في المئة، الأمر الذي جعل الحزب يعيش في أزمة كبيرة تعتبر الأكبر في تاريخه.
خفضت ايران، تبعًا للاستخبارات الإسرائيلية، ميزانيتها السنوية المخصصة لحزب الله بواقع 40 في المئة.
وقالت صحيفة laquo;جيروزاليم بوستraquo; الاسرائيلية إن هذا الأمر تسبب بأزمة غير مسبوقة في تاريخ الحزب اللبناني. وأضافت أن هذه الأزمة تأتي قبل اسابيع قليلة من إصدار المحكمة الدولية حكمها الظنّي بشأن اغتيال رفيق الحريري في العام 2005 المتوقع ان يوجه الاتهام رسميًّا الى حزب الله.
ووفقًا للصحيفة فقد قدمت ايران للحزب ما قيمته مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية مباشرة. لكن الشدّة الاقتصادية بسبب العقوبات الدولية أجبرت نظام طهران على خفض هذه المساعدات التي يوظفها الحزب لشراء السلاح المتطور والتدريب وتمويل عملياته وقواعده العسكرية على سائر الأراضي اللبنانية.
وتبعا لجيروزاليم بوست فقد أجّجت نار التوتر بين طهران وحزب الله الاختلافات بين زعامة الحزب والضابط الإيراني المنتمي الى الحرس الثوري والمعيّن حديثا بمهمة الإشراف على عمليات الحزب نيابة عن الجمهورية الإسلامية. وقالت إن هذا الضابط هو حسين مهدوي ولقبه الرسمي هو laquo;قائد قسم إيران في الخارجraquo; الذي يعني حزب الله في هذه الحالة.
ويعتقد أن للمهدوي، وهو قائد رفيع المستوى في laquo;قوات القدسraquo; التابعة للحرس الجمهوري، مكتبا في بيروت. وقد أرسلته طهران الى لبنان بعد الفراغ الذي أحدثه اغتيال القائد العسكري لحزب الله والمنسق الرئيس بينه وبين الحرس الثوري الإيراني، عماد مغنية، في سوريا العام 2008. وقد اتهم الحزب اسرائيل باغتياله.
ووفقا لمعلومات لدى الاستخبارات الإسرائيلية فقد اختلف مهدوي بحدة مع حسن نصر الله امين عام الحزب بشأن مسائل حيوية تتعلق برفض هذا الأخير الهيمنة الإيرانية على جماعته. وتنظر اسرائيل بعين القلق وهي تستبق صدور قرار المحكمة الظنية وردة فعل حزب الله عليه، خصوصًا على ضوء تصريحات نصر الله التي قال فيها إنه لن يقف مكتوف اليدين امام توريط قادة حزبه في إطار laquo;مؤامرة صهيونيةraquo;.
ويعتقد القادة العسكريون في الوحدات الشمالية أن حزب الله سيمتنع عن شن هجمات عسكرية على إسرائيل في محاولة لصرف الانتباه عن المحكمة الظنية، لكنه سيطيح على الأرجح بالحكومة اللبنانية بغرض وضع البلاد في طريق سياسي مسدود.
التعليقات